خبر : بالتفاصيل ..من قاد سيارة البابا وكيف توقفت عند الجدار ؟

الأحد 25 مايو 2014 11:12 م / بتوقيت القدس +2GMT
بالتفاصيل ..من قاد سيارة البابا وكيف توقفت عند الجدار ؟



رام الله -سما- شكلت الحماية الامنية لقداسة البابا اثناء زيارته لمدينة بيت لحم اليوم اكبر تحد امني لاجهزة امن السلطة الفلسطينية منذ انشائها قبل عشرين عاما بحسب مسؤولين كبار في تلك الاجهزة؛ إذ نشرت السلطة نحو 3000 عنصر امن منهم 850 من قوات حرس الرئيس الخاص لتامين الحماية لقداسة الحبر الاعظم.

قادة اجهزة الامن الذين شكلوا غرفة عمليات مشتركة قرروا الا يتركوا شاردة ولا واردة إلا واتخذوا احتياطاتهم بشأنها، احتياطات وسيناريوهات فاقت كل امر غير متوقع او مألوف في مفهوم توفير الحماية الامنية لضيف دولة كبير بحجم البابا.

ولعل ما لوحظ على ضباط الامن الفلسطينيين سواء العسكريين بازيائهم المميزة او الاستخباريين بلباسهم الانيق هو الثقة بمقدرتهم والسيطرة وعدم التوتر تحت ثقل المهمة وما تسببه من ضغوط عليهم.

جهاز المخابرات العامة كان قد استطلع اراء الشارع تجاه تلك الزيارة قبل شهر من اليوم، ولكنه سرعان ما تأكد بان جميع الفصائل الوطنية والاسلامية ترحب بزيارة البابا ولا توجد لديها اية تناقضات مع مواقفه ولا سياساته الامر الذي سهل قليلا من مهمة الاجهزة الامنية.

٥٥

مع اقتراب ساعة وصول البابا زاد ضغط العمل لدرجة ان بعض الضباط لم يستطيعوا النوم قبل المهمة فيما البعض الاخر لم يستطع النوم بعد انتهائها لشدة الاثارة والفرح بانجازها بشكل متميز بكافة مقاييس الامن.

وقبيل وصول البابا الى ساحة كنيسة المهد وصل قائد الحرس الرئاسي اللواء منير الزعبي للإطلاع عن كثب على اخر الاستعدادات الامنية، فيما وصل لاحقا قائد جهاز الشرطة الفلسطينية اللواء حازم عطا الله وقائد الامن الوطني اللواء نضال ابو دخان، ووزير الداخلة سعيد ابو علي.

٣٣

وكان الرئيس عباس قد كلف مسؤول موكب الحرس الرئاسي سائقه الخاص المقدم عارف ابو عطوان لقاد مركبة البابا فيما كلف مسؤول امن الحماية في الحرس الرئاسي المقدم علام السقا لمرافقة قداسة الحبر الاعظم والجلوس بجانبه في السيارة بصحبة مساعد البابا من الفاتيكان.

وظلت صورة توقف موكب البابا وترجله من السيارة باتجاه الجدار محط اسئلة، كيف توقف الموكب ومن امر بتوقفه ، حيث علم ان البابا طلب من مرافقه في السيارة ان يطلب من سائقها بالتوقف فجأة عند الجدار ولم يتردد السائق المحترف من الاستجابة لطلبه رغم ما قد يشكله ذلك من ارباك للخطة الامنية بيد ان الاستعدادات للمفاجات جعلت الامر يمر بيسر وسهولة.

٦٦

"المهمة انجزت كما خططنا لها" يقول ضابط رفيع المستوى من الحرس الرئاسي، مضيفا "توقعنا ان يترجل البابا من مركبته سواء قرب الجدار او احدى مفترقات الطرق حيث تجمعت حشود المواطنين لتحيته وقيامه بالسلام عليها، وهذا ما حدث؛ اذ قرر الترجل من المركبة بالقرب من الجدار"

في غرفة العمليات المشتركة التي ادارها الحرس الرئاسي اليوم جلس مسؤول امني كندي لم يصدق ما رأى من المهنية والاحترافية العالية حيث اصيب بالدهشة من دقة الاداء.

وقد اقتصر عدد ضباط أمن الفاتيكان الذين رافقوا قداسة البابا على 10 اشخاص فقط تولوا الاستجابة لاحتياجاته خلال رحلته اكثر من اضطلاعهم بأي دور امن حقيقي.

على اسطح البنايات المقابلة لساحة كنيسة المهد -حيث انتظرت جموع المواطنين التي فاقت الخمسة آلاف- انتشر قناصة حرس الرئيس متوثبين للعمل ينظرون بعين الصقر في اكثر من اتجاه واتجاه، بينما زود بعضهن بمنظار كبير بالاضاقة الى بندقيته، استعدادا لأي طارئ.

القدس