ابوظبي – جمال المجايدة -اثار فوز إبراهيم العابد، مدير عام المجلس الوطني للإعلام مدير عام وكالة أنباء الإمارات، بجائزة شخصية العام الإعلامية في حفل توزيع جائزة الصحافة العربية التي ينظمها سنوياً نادي دبي للصحافة ارتياحا كبيرا في الدوائر الاعلامية الرسمية والخاصة في دولة الامارات ودولا عربية عدة .
يقول الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان وزير الخارجية رئيس المجلس الوطني للاعلام بدولة الامارات / تشرفت أن أكون طالبا في مدرسة الاستاذ إبراهيم العابد /
وذكر الشيخ عبدالله في تغريدته علي توتير مهنئا العابد / انه قامة إماراتية في خدمة الوطن تم كريمه من جائزة دبي للصحافة العربية كشخصية العام الاعلامية/.
فالعابد علي مدي اربعة عقود من الزمن وهي يعطي للاعلام ويتفاني في خدمة المؤسسات الاعلامية في الداخل والخارج ولم يتوان لحظة واحدة في مساندة الاعلاميين والصحافيين لـتادية عملهم المهني موفرا لهم الدعم المادي والمعنوي والمهني .
ويدافع العابد دوما عن الاعلاميين في مواجهة اتهامات قد تلصق لهم مؤكدا انهم يؤدون عملهم من اجل خدمة الوطن والمجتمع .
ونسج شبكة اعلامية معلوماتية هائلة في الامارات والوطن العربي والعالم علي مدي العقود الاربعة الماضية ومازال يواصل دوره المسؤول باقتدار وكان رائد لشبكات التواصل الاعلامي الانساني قبل ظهور شبكات التواصل الاجتماعي التي نعرفها اليوم لحرصه الي ارضاء الاعلاميين والصحافيين في كل مكان وتلبية اجتياجاتهم المهنية والشخصية احيانا !
وهو الاعلامي الاول في الامارات بفعل ماقدمه من انجازات وعطاءات للاعلام الراقي والمسؤول الذي ننعم بالعمل فيه اليوم كما انه المسؤول الاعلامي الوحيد في الامارات الذي يرد علي الهاتف في أي وقت ليلا ونهار ملبيا طلبات الاعلاميين في الداخل والخارج باسلوبه الموضوعي وذوقه الرفيع .
وهو الاعلامي الوحيد في موقع المسؤولية الذي يعتبر وقته ليس ملكا له او لافراد عائلته , بل ملك للاعلام المسؤول والعاملين فيه مهما كانت درجاتهم الوظيفية لانه مع الاعلام الذي يبني ولايخرب ويقود الناس في اتجاه العطاء والتنمية والامن الاجتماعي والاستقرار .
وهو يعمل مابين 16 الي 18 ساعة يوميا لايعرف طعم الاجازة الاسبوعية او السنوية ولايعرف معني للاسترخاء يري ان العمل والعطاء الايجابي هو سر النجاح وكسب رضا الناس علي اختلاف مستوياتهم .
ولذلك لم يكن غريبا ان يقرر مجلس إدارة الجائزة بالأجماع منح جائزة شخصية العام الإعلامية إلى العابد، عن مجمل عطائه طيلة أربعة عقود في خدمة أمته وفي خدمة صاحبة الجلالة بإخلاص وأمانة، واعتبره المجلس نموذجاً رائداً للمهنية الرفيعة التي عززت المسؤولية الوطنية والاجتماعية للإعلام العربي، خاصة في الإمارات في مسيرة حافلة بالعطاء، حيث نهض بالعديد من المسؤوليات الإعلامية باقتدار، ساهمت في نقلات نوعية للإعلام الإماراتي في زمن قياسي.
تقول الاعلامية الاماراتية مني ابوسمره مديرة نادي دبي للصحافة / على مدى أربعين عاماً قدم العابد ولا يزال عطاء مهنياً ووطنياً ثرياً، ويمثل بمهنيته العالية نبض جيل الاتحاد، يخفق بإحساس وطني وقومي وإرادة واعية بأنّ الإعلامي أداة بناء، ورافد للوعي في مجتمعه. آمن بعروبته وامتلك القدرة والجرأة وملكة الإبداع على خدمتها، فهو الذي يتميز بقدرة عالية من الثقافة تؤهله أن يعيش حركة المجتمع، يرصد ويتلمس حاجاته وأوجاعه وإنجازاته/.
وتواصل حديثها قائلة / أحب العابد مهنته فمارسها بهمة عالية، معتمداً على ثنائية الالتزام والتجديد، فكان شُعلة في درب الإعلام الأصيل الملتزم، حيث يحضر في ذهنه دائماً مبدأ حدده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالتأسيس لإعلام تصالحي حواري يخدم أهداف الأمة ومستقبلها.
هو الإعلامي الأول في الإمارات، وتجربته تلخص حكاية الإعلام الوطني، فتكريمه، تكريم لكل الإعلاميين في الإمارات، فهو رائدهم باستحقاق، حيث عايش البدايات الأولى للإعلام في الإمارات وكان مساهماً فاعلاً في التأسيس لانطلاقته، ثم تابع تطوره وقفزاته، وهو إلى اليوم، لا يزال يقدم من خبرته ومهنيته ما يدفع بالإعلام الوطني نحو مزيد من التميز في سباق لا ينتهي /.
ويري العابد في المقابل ان جائزة الصحافة العربية ومنتدى الإعلام العربي الذي يصاحبها، جاءت في إطار سلسلة من المبادرات التي أطلقتها القيادة السياسية للارتقاء بالعمل الإعلامي للنهوض بدوره على أكمل وجه محلياً وعلى مستوى الوطن العربي.
ويؤكد إن الاحتفال بالجائزة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي يعكس أهميتها ودورها في تفعيل دور الإعلام عربياً ومحلياً، بعد أن أصبحت تُمثل واحدة من أهم وأوسع التجمعات الإعلامية في الوطن العربي في تحفيز الإعلام في المجتمعات العربية، للقيام بالدور المأمول منه.
العابد وقدر الارتباط بالاعلام !
يقول مستعرضا شريط الذكريات / شاءت الأقدار أنْ اُرتبط قدري بهذه المهنة، فأصبحت تُشكل جزءاً من حياتي واهتماماتي. وشكّل انتمائي لهذه المهنة شخصيتي العامة، وأكسبني بعض الخبرات العلمية والعملية، وأسهمت في قدرتي في التعامل واجتياز المحطات والتجارب التي مررت بها في الحياة /.
وقد أعاد هذا السؤال إلى ذاكرتي شريطاً كاملاً من الذكريات والأحداث والمواقف التي مررت بها في حياتي المهنية على مدى الأربعة عقود الماضية، والتي لا أدّعي أنني نجحت في كل ما قمت به خلالها، ولكنني استفدت كثيراً من الأخطاء التي وقعت بها.
إن أكثر ما يسعدني اليوم، أنني امتلك، بعد هذا المشوار الطويل، رصيداً ثميناً من الزملاء والأصدقاء الذين تعرفت إليهم وتعاملت معهم واستفدت منهم كثيراً في حياتي المهنية وخاصة لأنهم شكلوا لي المرآة التي أرى فيها أخطائي والصدى الذي ينبهني إليها وإلى ضرورة تصحيحها، واعتز بعلاقتي الشخصية التي توطدت مع غالبيتهم.
ويؤكد إن الإعلام والصحافة مهنة شاقة ولكنها ممتعة، ومجالاتها جذابة ومتنوعة وواسعة، وأدعو بهذه المناسبة الإعلاميين الإماراتيين شباباً وشابات إلى الانضمام إلى صفوفها لخدمة الوطن في هذا الميدان الحيوي الشريف.
ويري العابد إن مهنة الإعلام هي واحدة من المهن التي تحمل الكثير من الفرص المثيرة للفرد في تحقيق الذات، والمساهمة في تطوير المجتمع، من خلال نشر المعرفة، والتشارك في مناقشة القضايا المهمة، وبناء رأي عام مستنير، وتعزيز ثقافة وطنية وإنسانية ثرية، وهي في الوقت نفسه تحمل الكثير من التحديات الجسيمة التي يحتاج الإعلامي للتعامل معها بكل دقة وانتباه، نظرا للدور البارز الذي يلعبه الإعلام في نقل المعلومات ونشرها بشكل سريع وفي رقعة واسعة أصبحت تغطي كل أرجاء العالم.
ولعل التحديات التي يواجهها الإعلامي هي تحديات مهنية بالدرجة الأولى، تندرج في إطار الالتزام الأخلاقي بقول الحقيقة ونشر الفضيلة، وتعزيز قيم الولاء للوطن والانتماء للثقافة الواحدة، وعدم الانجرار وراء الشائعات، والابتعاد عن التحريض على العنف ومكافحة الإرهاب والتطرف. فالإعلامي هو دائما صوت الحقيقة وضمير الوطن الذي ينافح تلك الحقيقة بالكلمة الصادقة والصورة المعبرة.
كما يري انه من التحديات التي تواجه مهنة الإعلام المسؤولية في أداء الدور الإعلامي نحو قضايا المجتمع والإنسانية من خلال تحري الدقة والموضوعية والشفافية وتجنب الإثارة المفرطة والمبتذلة، كما أن هناك تحديات متعلقة بمواكبة الإعلاميين للتطورات التكنولوجية المتسارعة في حقل الإعلام وما تجلبه من أدوات ووسائل اتصال جديدة وممارسات عمل مبتكرة لا بد للإعلامي أن يتقنها.
يعيش الإعلام العربي في مرحلة تحول عميقة فرضتها التطورات التكنولوجية المثيرة في الاتصال والمعلومات ، وكذلك التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي عاشتها المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية. ولعل من المفيد الإشارة هنا إلى أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قد أحدثت ثورة حقيقية في الإعلام العربي، حيث وسعت من رقعة انتشاره ورفعت من مستوى جودة محتواه، وتفاعليته مع الجماهير، وقدرته على التنافس إقليمياً وعالمياً. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن التحولات التكنولوجية المهمة التي يعيشها الإعلام العربي تفرض تغييراً جوهرياً في الخطاب الإعلامي المقدم للجمهور وفي منهجيات التعامل معه في ضوء تزايد انتشار وسائل الإعلام الجديد التي باتت تنافس وسائل الإعلام التقليدية في جذب الانتباه والإقناع وتعديل السلوكيات.
فالجمهور العربي باتت خياراته الإعلامية أكبر بكثير مما كانت عليه في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وبات أكثر قدرة على الوصول إلى محتويات تنافسية وعالية الجودة من مصادر متنوعة وبسرعة كبيرة.
ولعل هذا الواقع الجديد يفرض تحديات كبيرة على الإعلام العربي للتكيف مع الحاجات المتغيرة للجمهور والعادات المتحولة لتعرضه لوسائل الإعلام الجديدة، من خلال بناء خطاب إعلامي يستند للعقلانية والوسطية والواقعية والتشارك والشفافية.
كما يفرض هذا الواقع تحديات كبيرة على الإعلام التقليدي، وبخاصة المؤسسات الخاصة، للبحث عن مصادر ذات مصداقية للتمويل في بيئة تنافسية عالية عبر استثمار المحتوى الإعلامي الرقمي لتوليد موارد مالية تسهم في استدامة المؤسسات الإعلامية وازدهارها.
يواجه الإعلام العربي تحدّيات كبيرة في ظلّ الأحداث والمتغيرات المتنوعة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وبيئياً والتي تشهدها مناطق عديدة من عالمنا بصورة عامة، ومنطقتنا العربية بصورة خاصة.
ويعاني إعلامنا بشكل عام، وخصوصاً في هذه الحقبة، تخبطاً وعدم وجود ضوابط تحكم بوصلته نتيجة لتباين وتعارض المواقف السياسية للدول العربية.
لذلك، من الضروري أن يعود الإعلام العربي إلى مساره الصحيح، والتأكيد على الالتزام بالموضوعية والحيادية والمهنية الإعلامية، بعيداً عن الدخول في أجندات أو مشاريع تخدم توجهات معينة على حساب أخرى، وكذلك الالتزام بأعلى المعايير المهنية والأخلاقية والمصداقية في العمل الإعلامي، بعيدا عن الميول السياسية الموظفة، والأهواء الشخصية المُغرضة.
إننا في دولة الإمارات ننتهج، في هذا السياق، سياسة إعلامية ثابتة وراسخة حدّدها مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه ، حينما أكد على ضرورة أن يخدم الإعلام العربي الهدف الواحد لكل الدول العربية، ويُلبّي حاجة العرب إلى التكامل والتكاتف والرأي الموحد والعمل المشترك، مُشدداً ومُنبِّهاً على إن الحوار الأخوي وحده، لا الحملات الإعلامية، هو الذي يجب أن يُعتمد لحل الخلافات بين الأخ وأخيه، وأن العالم العربي بحاجة إلى إعلام من هذا النوع، إعلام صلح وتعاون وتقريب الشقيق من شقيقه والصديق من صديقه.
إن مستقبل الإعلام العربي يكمن بقدرتنا على امتلاك المنهج والرؤية وتحديد الأهداف، ووضع قواعد ثابتة للسياسات الإعلامية العربية في التعامل مع التحديات والتطورات التي تشهدها منطقتنا والعالم من حولنا لخدمة قضايا أمتنا العربية.
وأستذكر في هذا الخصوص رؤية حددها سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية رئيس المجلس الوطني للإعلام جمع فيها بين واقع الإعلام وحاضره ومستقبله بقوله: إن الإعلام العربي، مهما تسّلح بالإمكانيات، ومهما استفاد من تقنيات عصر المعلومات، فلن يؤدي الدور المطلوب منه دون وجود عملية إصلاح جذرية شاملة لواقعنا العربي، ولا يمكن لإعلامنا العربي أن ينقل صورة جميلة لواقع سيئ، وأن يتحدث عن المبادئ والقيم والمُثل، بينما يرى الناس الوقائع تسير في اتجاه آخر وتظهر صورة أخرى مغايرة تماماً لكل ذلك، وتفرض نفسها عليهم يومياً عبر وسائل الإعلام.
التحولات التكنولوجية
يقول العابد في حوار نشرته صحيفة البيان الاماراتية مؤخرا ان الإعلام العربي يعيش حالياً واحدة من أكثر مراحل تطوره دقة في ضوء التحولات التكنولوجية والسياسية والاجتماعية التي تمر بها المنطقة، مما يترتب عليه مزيد من المسؤوليات لمساعدة مجتمعات المنطقة على عبور هذه المرحلة والوصول إلى بر الأمان.
والإعلام في دولة الإمارات بلغ مراحل متطورة من النمو من حيث التكنولوجيا والانتشار وجودة المحتوى تؤهله لأن يتحمل مسؤوليات كبيرة في بناء مجتمع الإمارات وتعزيز التنمية المستدامة والهوية الوطنية تحقيقاً للرؤية التنموية للدولة في أن تكون من أكثر دول العالم تطورا.
ويقول ان منتدى الإعلام العربي يشكل منصة مهمة لمتابعة التطورات المثيرة في صناعة الإعلام العربي خلال السنوات الماضية، وهو يعد من الأحداث الإعلامية البارزة في المنطقة العربية التي يلتقي فيها نخبة من الإعلاميين والباحثين والمهتمين بالشأن الإعلامي لمناقشة قضايا الإعلام العربي.
ويؤكد إبراهيم العابد شخصية العام الإعلامية، أن الشباب ممن هم دون الـ 35 سنة من العمر يشكلون أكثر من ثلثي سكان العالم العربي، وهو ما يمثل ثقلاً ديموغرافياً لا يستهان به بالنسبة للمؤسسات الإعلامية.
ولعل ما يلفت الانتباه هنا هو مستوى تفاعل هذه الفئة الشبابية مع الإعلام الجديدة بكافة صنوفه وأشكاله، حيث نشأ في المنطقة العربية والعالم ما يسمى بجيل الإنترنت الذي بات ينهل معارفه ومعلوماته من شبكات التواصل الاجتماعي والواقع الافتراضي على حساب مصادر المعرفة التقليدية.
ولم يعد هذا الجيل مجرد متلق للمعلومات، بل أصبح مساهماً رئيساً في إنشاء المحتوى ونشره بطريقة مقنعة تستهوي فئات كبيرة من أفراد المجتمع من ذات الفئة العمرية.
وحيث إن تفاعل هذه الفئة مع شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد هو تفاعل ايجابي بشكل عام، فإنه يمكن توظيفه في خدمة قضايا الشباب في مجالات الإبداع والابتكار وتوفير المعرفة البناءة التي تخدم تنمية المجتمع وتطويره.


