خبر : السعودية والإمارات تقدمان دعماً ثميناً للسيسي لوضع حد لمشروع جماعة الإخوان المسلمين

الجمعة 23 مايو 2014 09:09 ص / بتوقيت القدس +2GMT
السعودية والإمارات تقدمان دعماً ثميناً للسيسي لوضع حد لمشروع جماعة الإخوان المسلمين



 

دبي- أ.ف.ب - تقدم دول خليجية على رأسها السعودية والإمارات الدعم الخارجي الأقوى للمرشح المتوقع فوزه في الانتخابات الرئاسية المصرية عبد الفتاح السيسي، اذ ترى فيه رجلا يضع حدا لمشروع الاخوان المسلمين الذي يمكن ان يهددها، بحسب محللين.
في المقابل، يبدو السيسي بحاجة ملحة الى استمرار المساعدات والاستثمارات الخليجية لتعويم الاقتصاد المصري بعد سنوات من التراجع بحسب محللين، وذلك بعد إعلان السعودية والإمارات والكويت عن دعم مالي ب12 مليار دولار.
وقال المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله لوكالة فرانس برس أن دعم الخليجيين للسيسي، لا سيما السعوديين والإماراتيين هو بالنسبة لهم دعم "أولا لمصر وثانياً لشخص يمثل مؤسسة وطنية مصرية وحيدة قادرة على إعادة الاستقرار في مصر هي المؤسسة العسكرية"، وليس لشخص السيسي.
وأشار عبد الله الى وجود "ارتباط شرطي" بين الاستقرار في مصر والاستقرار في الخليج، موضحا ان "استقراراً او عدم استقرار في مصر يعني استقراراً او عدم استقرار في الخليج".
وتابع المحلل ان "دول الخليج كانت على وشك ان تخسر مصر وكانت مصر على وشك ان تخسر دول الخليج في ظل حكم" الرئيس الاخواني محمد مرسي الذي وصلت العلاقات بين القاهرة والدول الخليجية في عهده الى الحضيض، عدا مع قطر التي تغرد خارج السرب الخليجي بدعم الاخوان.
وباتت السعودية تعتبر الاخوان المسلمين مجموعة ارهابية محظورة فيما حاكمت ابوظبي خلايا اخوانية بتهمة "التآمر على نظام الحكم" وجمع التبرعات لمنظمة الاخوان الأم في مصر.
ومسألة الاخوان هي السبب الرئيسي في الخلاف بين السعودية والامارات من جهة وقطر.
وبعد انطلاقة الربيع العربي في نهاية 2010، بدأ تمكن المجموعات الاسلامية ولا سيما الاخوان المسلمين يقلق بشكل كبير دول الخليج الغنية التي تحكمها اسر حاكمة وراثية.
وامكانية استمرار الاخوان لسنوات طويلة في الحكم في مصر البلد العربي الاكبر والاكثر رمزية، كانت تشكل كابوسا لدول الخليج لا سيما للسعودية، اذ الاخوان المنظمين في مصر كانوا سيسعون من دون شك الى تمدد نموذج حكمهم الى غالبية دول المنطقة، بحسب المحللين.
وقال المحلل السياسي عبد الوهاب بدرخان ان نظاما اسلاميا طويل المدى في مصر "كان سيستخدم الدين ليتوسع الى باقي الدول العربية ويعيد زعامة مصرية الى العالم العربي بلون إسلامي وهذا كان اشبه بكابوس" بالنسبة لمعظم الدول العربية والخليجية بالتحديد.
كما ان الدول الخليجية كان تنظر بقلق كبير الى امكانية ان تصبح مصر الاخوانية في الفلك الإيراني بسبب تقارب ايران والاخوان، او في الفلك التركي في ظل الارتباط بين الاخوان ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، ما يؤثر بشكل جذري على توازن القوى في الشرق الاوسط.
وقال بدرخان، انه "عندما لاحت الفرصة بان الشعب المصري يرفض حكم الاخوان، كان هناك اقبال من الانظمة الخليجية لدعم المؤسسة العسكرية لانها الوحيدة التي يمكن ان تضمن إزاحة حكم الاخوان دون ان تحصل كارثة مثل حرب اهلية او ما شابه".
وبعيد إعلان الإدارة العسكرية بزعامة عبد الفتاح السيسي عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي مطلع تموز 2013، اغدقت دول الخليج المساعدات المالية والاستثمارات الى مصر.
وأعلنت السعودية والإمارات والكويت مجتمعة تقديم دعم مالي لمصر يصل الى 12 مليار دولار بينما قال السيسي في مقابلة بثت في وقت سابق هذا الشهر ان المساعدات الخليجية لمصر بلغت في الواقع 20 مليار دولار.
من جهته، قال رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب الثلاثاء من دبي، وفي إشارة واضحة الى دول الخليج "لن ننسى أبدا تلك الأيادي الصديقة التي امتدت إلينا بالتأييد والمساندة".
وشكل الدعم الخليجي هدية ثمينة للإدارة المصرية الانتقالية بعد ان تدهور الاقتصاد المصري الى مستويات خطيرة.
وقال المحلل والناشط السياسي المصري عماد جاد لوكالة فرانس برس ان الدعم الخليجي المالي لمصر هو قبل كل شيء "دعم للخط الذي يعيد مصر الى حالة التوازن، وللتوجه الذي أزاح نظام الإخوان".
وبحسب المحلل، فان السعودية والإمارات وإضافة الى الدعم المالي، خاضتا "معارك سياسية" مع واشنطن وعواصم غربية اخرى مثل باريس ولندن، "من اجل جلب التأييد للنظام السياسي المصري".
وأشار جاد الى حاجة السيسي في الفترة المقبلة لاستمرار الدعم المالي الخليجي "على الأقل في العام الاول"، وذلك "حتى يعود الاقتصاد المصري الى عافيته".
ولا شك ان دول الخليج أدركت أهمية الاقتصاد من اجل ترسيخ مرحلة ما بعد الإخوان، الا ان حاجات مصر تبدو من دون سقف ما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة دول الخليج على الاستمرار في تقديم المليارات لمصر.
وعن هذا التساؤل، قال بدرخان "في حسابات هذه الدول، مهما كانت الكلفة تبقى اقل من كلفة امتداد الحكم الإخواني في عموم العالم العربي".