غزة/ سما/ بسبب التزايد الملحوظ على حالات تزويج الفتيات زواجاً مبكراً في المجتمع الفلسطيني، يعمل مركز شؤون المرأة في غزة على إعداد كتيب توثيقي يضم عشرات الحالات التي مرت بتجربة تزويج مبكر، حيث تقوم على إعداده (16) باحثة ميدانية موزعة على المناطق الجغرافية في قطاع غزة، يشمل الكتيب فيها (100) حالة لتجارب عانين من التزويج المبكر.
وقالت هداية شمعون منسقة الأبحاث والمعلومات في المركز: " الكتيب يتضمن توثيقاً للوضع الحالي لحالات تزويج مبكر وأسباب زواجهن وآثاره النفسية والاجتماعية والصحية عليهن، ويهدف لتشخيص واقع إشكالية التزويج المبكر في قطاع غزة، والتعرف عن قرب على خصوصية الحالات ورصدها من مصادرها وهن الفتيات اللاتي تزوجن ما دون (18)عام".
وأضافت شمعون: "تم عقد اجتماعين للباحثات القائمات على اعداده، الاجتماع الأول لتوزيعهن على المناطق الجغرافية في قطاع غزة، والثاني لتوثيق القصص التي جمعنها بعد انتهاء الفترة الزمنية، وعلى إثره تم مناقشة تجاربهن في العمل الميداني و الصعوبات التي واجهنها والتوصيات".
وأكدت شمعون على التزام الباحثات بالمعايير المطلوبة لتوثيق ورصد الحالات أهمها: أن تكون القضية الرئيسية للحالة هي التزويج المبكر وتوثيق تجربة النساء فيها، والاهتمام بالجانب الانساني بالإضافة إلى ابراز أسباب التزويج المبكر وآثاره والبيئة المحيطة به.
ومن خلال تجربة الباحثات الميدانية مع العديد من حالات الزواج المبكر تبين أنه لازال هناك تخوف لدى العديد من النساء تجاه الحديث عن تجاربهن وتحديداً صغيرات السن، وأن العديدات ممن تزوجن زواجاً مبكراً يندمن على خوض التجربة، ويحلمن لو عاد بهن الزمن الي الوراء.
كما لامست الباحثات معاناة مريرة لصاحبات القصص و حاجتهن الماسة للتفريغ النفسي والتدخل من قبل المؤسسات المجتمعية.


