طرابلس - ذكر موقع "بوابة الوسط " الاخباري الالكتروني الليبي، اليوم الاحد، ان القوات التي تحاصر مقر المؤتمر الوطني العام (البرلمان) الليبي في طرابلس احتجزت رئيس المؤتمر نوري أبوسهمين وعددًا من اعضائه واقتادتهم لمكانٍ غير معلوم.
وكان مصدر أمني في طرابلس صرح لـ "وكـالة أنباء التضامن" الليبية أن مُسلحين يتبعون كتيبتي القعقاع والصواعق القبليتين اقتحموا مبنى المؤتمر الوطني العام.
و أضاف أن عملية الاقتحام صاحبتها اشتباكات في أحياء متفرقة جنوب العاصمة مثل احياء أبوسليم والهضبة وطريق المطار وباب بن غشير.
واشار المصدر إلى أن طريق المطار أُغلق من قبل المُسلحين وكل الطرق المؤدية إلى مقر المؤتمر الوطني العام.
وأعلنت قوات غير نظامية يقودها اللواء السابق بالجيش الليبي خليفة حفتر المسؤولية عن هجوم على البرلمان.
وقال محمد الحجازي، المتحدث باسم المجموعة، إن عناصر هذه القوات هم أعضاء في الجيش الوطني الليبي مستخدما الاسم الذي يطلق على القوات غير النظامية التي يقودها حفتر والتي خاضت اشتباكات مع إسلاميين متشددين في مدينة بنغازي بشرق البلاد.
وقال سكان إن دوي إطلاق نار كثيف من مدافع مضادة للطائرات وقذائف صاروخية سُمع قرب مقر البرلمان في العاصمة طرابلس.
وقال عضو البرلمان عمر بوشاح لوكالة (رويترز)، إن مسلحين دخلوا مقر المؤتمر الوطني العام وأضرموا النيران في المبنى.
وأفادت وكالة الأنباء الليبية إن مسلحين مجهولين أغلقوا الشوارع التي تؤدي إلى البرلمان.
ويتعرض مقر المؤتمر الوطني العام لهجمات على الدوام، ولكن لم يتضح ما اذا كان هذا الهجوم مرتبطا بالهجوم الذي شنه الجمعة اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد مجموعات اسلامية في بنغازي بشرق البلاد.
وفي وقت سابق، قال شهود ان قافلة من سيارات مدرعة دخلت طرابلس من طريق المطار واتجهت الى مقر المؤتمر الوطني العام. وتلت ذلك مواجهات في محيط المكان.
وتم اغلاق الطرق المؤدية الى البرلمان، فيما سارع سكان العاصمة الى ملازمة منازلهم.
من جانب اخر، قال مسؤولون اليوم الأحد إن رئيس وزراء ليبيا الجديد احمد معيتيق انتهى من تشكيل حكومته في انتظار الحصول على موافقة البرلمان هذا الأسبوع بعد أن عاشت البلاد قرابة شهرين بلا حكومة فعالة.
وفي آذار (مارس) الماضي عزل المؤتمر الوطني العام (البرلمان) رئيس الوزراء حينئذ علي زيدان بسبب إدارته لأزمة وقعت حين حاول محتجون مسلحون في مدينة بنغازي بشرق البلاد بيع نفط لحسابهم.
واستقال عبد الله الثني خليفة زيدان الشهر الماضي بسبب هجوم شنه مسلحون على أسرته.
واختير معيتيق لرئاسة الوزراء في تصويت جرى في وقت سابق من الشهر الحالي لكن نوابا رفضوا هذا قائلين إنه لم يحصل على الأغلبية اللازمة من الأصوات.
وقال المكتب الإعلامي لمعيتيق إنه قدم تشكيلة حكومته للمؤتمر الوطني اليوم الأحد لكنه لم يكشف عن اسماء الوزراء. وقال مسؤولون إن البرلمان سيجري تصويتا بالثقة على الحكومة الجديدة خلال ثلاثة ايام.
وفي وقت لاحق، اكد الرائد محمد الحجازي، المتحدث باسم ما يعرف بالجيش الوطني الليبي التابع للواء الركن السابق خليفة خفتر ان الوحدات التابعة لجيشه نزلت إلى الشوارع في العاصمة الليبية طرابلس بهدف تطهير العاصمة من الميليشيات المتطرفة، مشددا على أن معركة جيشه لم ولن تقتصر على بنغازي فقط وان كانت الأخيرة هي مهد الانطلاق لعملية الكرامة التي يخوضها الجيش الوطني ومقر أدارة العمليات .
وقال الحجازي في تصريح هاتفي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) " لدينا وحدات بطرابلس تابعة للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي وقد نزلت للشارع الان وهي تتعامل مع المليشيات المتطرفة ومن يرعاها بالمؤتمر الوطني .. هذا المؤتمر الذي لم يستمع مرارا ولذا كان لازما علينا ان نخرجه بالقوة لأنه من يرعى هذه المليشيات المتطرفة التي تقتل أبناء وطننا".
وتابع "على أعضاء المؤتمر وخاصة الكتل المتطرفة التي تدعم الأذرع والمليشيات المسلحة تسليم أنفسهم لعناصر الجيش الوطني وسيعاملون بكل كرامة وانسانية لأنهم في النهاية ليبيون".
وأردف "كتيبتا القعقاع والصواعق هما قوة ضاربة للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي وهم الأن يتولون المعركة بطرابلس ضد المليشيات التي تحمي هذا المؤتمر المغتصب الشرعية ومنها ما يسمى بغرفة ثوار ليبيا التي تعد الذراع العسكري لهذا المؤتمر المتواطئ".
وأكد الحجازي ان "الجيش الوطني الليبي يمتلك في كل مدن ليبيا غرف عمليات سرية في شرق درنة وفي البيضاء والمنطقة الوسطى بسرت وفي الجنوب وفي العاصمة "، مشددا على أن جيشه هو "الجيش الحقيقي للبلاد وليس جيش مليشياوي".
وأوضح " ان قواته سيطرت خلال معاركها مع انصار الشريعة على بنغازي وعلى كل المنطقة الشرقية بكل مابها من قواعد جوية ووحدات عسكرية رئيسية "، مشددا على ان " أغلب عناصر هذه الوحدات انضمت من تلقاء نفسها للجيش الليبي الوطني لكونه ليس جهة احتلال بل قائد معركة الكرامة لتخليص الوطن وأبناءه من الشرذمة الظلامية التكفيرية المتطرفة التي تختطف ليبيا الأن".
وتابع "على عكس ما يرددون لم تزد خسائرنا البشرية في بنغازي عن ثمانية قتلى سقطوا شهداء للواجب وأثني عشر جريحا أما قتلى تلك المليشيات المتطرفة فأنه يقارب الستين حتى الأن ولديهم اكثر من 262 جريحا"
وقال: "لم نستعمل أيضا الترهيب لأجلاء العائلات في بنغازي بل وجهنا نداء عبر الإذاعة الليبية ووكالات الأنباء إلى اهالينا في مناطق القوراشة والهواري وسيدي فرج حتى يخرجوا منها كي لا يقعوا فريسة لتلك الجماعات المتطرفة التي تتأخذ منهم دروعا بشرية".


