بيت لحم - سما - كما انه لم يخطر لدى الطفلة نغم حواري أن "رحلة بهيجة" طالما انتظرتها ستنتهي بالكوابيس، لم يخطر لدى والدتها و كل الذين رافقوها في تلك الرحلة أنهم سيتحولون إلى طرائد لشبان مفتولي العضلات؛ فقط لأنهم اعتقدوا أن نقلها إلى المستشفى بعد سقوطها من علو في مدينة للألعاب،هو واجب إنساني على ادارة مدينة الالعاب ان تقوم به...
تفاصيل النهاية المرعبة لـ"الرّحلة" التي عاشتها نغم ( 8 سنوات ) و والدتها و خالها و 14 آخرين بينهم نساء و أطفال كانوا رغبوا في نهاية مبهجة لـ"يومهم السعيد"، بدأت عندما سقطت الطفلة من على "السفينة الطائرة" في مدينة الملاهي المسماة "ميجا لاند" في طولكرم إلى داخل غرفة الموتور الذي يؤرجحها في الهواء ( من ارتفاع مترين )، لتنهار أعصاب والدتها وهي تشاهد دمها يسيل على وجهها ، قبل ان ينقلها احد العاملين في المدينة ( الملهى ) الى غرفة خاصة بـ"الأمن"، حيث "هناك" حدثت المشادّة حين طلبت الأم نقل طفلتها إلى المستشفى، ثم تدخل شقيقها ( خال الطفلة ) طالبا التحدث مع شقيقته بـ"أدب"؛ ليقوم أحد الحراس إثر ذلك بطلب "دعم أمني" بواسطة جهاز اللاسلكي الذي كان بحوزته؛ بزعم أن "هيبة" رجال أمن الملاهي قد تزعزعت !
حسب خال الطفلة نغم، المواطن محمد الحواري، استجاب لطلب "الدعم الامني" 7 رجال مفتولي العضلات، حيث قاموا عند وصولهم بإغلاق ا باب غرفة الحراسة و.."انهالوا علينا بالضرب أمام الطفلة ووالدتها التي حاولت إبعادهم عني، فكان مزقوا قميصها وتلقت ضربة بكرسي على رأسها قبل أن تنجح في فتح الباب و الهروب..."، موضحا أن رجال الأمن في الـ"ميجا لاند" جعلوه يشاهد الموت بأم عينيه، ثم بعد ذلك، ( حين تمكن من الإفلات من بين أيديهم ) طلبهم المزيد من الدعم وملاحقته مع آخرين من رفاقه في الرحلة في شوارع طولكرم .
قال المواطن "الحواري" أنه نجح أثناء ملاحقته في الشوارع في الاحتماء بأحد المتاجر، إلّا أنهم ( رجال أمن "ميجا لاند" ) تمكنوا من الامساك به وحاول احدهم طعنه، لينجده منها صديق العائلة محمد قوار ( تظهر على رقبته محاولة خنق ) الذي وصل معه، ا وهما هاربان، إلى محطة للمحروقات كانت تتواجد فيها دورية لـ"الامن الوطني"؛ فطلب منهم الحماية "قبل أن يصاب بفقدان الوعي من شدة الضرب" .
يضيف المواطن "قوار" : حين طلبنا التقارير الطبية من إدارة المستشفى قالوا لنا أنها سوف تقدم للشرطة لاتخاذ الاجراءات القانونية ( بعد تقدمهما بشكوى تفيد بتعرضهما للضرب )، غير أنها ( التقارير ) اختفت في اليوم التالي عند المثول أمام النيابة والقضاء صباح اليوم التالي، كما اختفت شكوى ثانية قدمتها والدة الطفلة "نغم" ضد مدينة الملاهي، وعدا عن ذلك – قال "قوار" – تم الإفراج عن المتهمين بكفالة مالية قدرها 200 دينار ( بعد إجابتهم بالنفي على السؤال إذا ما كانوا مذنبين )، فيما رفض القاضي سماع شاهدتنا، ثم أشاح بوجهه حين حاولنا إطلاعه على بشاعة الاعتداء وأثار الضرب الواضحة على أجسادنا؛ ليطلب منا العودة في 24 "حزيران" القادم بغرض الاستماع إلى شهادتنا؛ "ليكون الدليل الوحيد المتبقي بعد اختفاء التقارير الطبية ( اثار الضرب على أجسادنا ) قد اختفى ) .
وأيضا، في سياق "الرحلة البهيجة"، قال المواطن "قوار" أن مسؤول الأمن في "ميجا لاند" أجاب القاضي حين سأله عن وظيفته بأنه "مسعف"، كما لم يتحقق القاضي من هويته، لتنتهي جلسة المحكمة "وكأنها مسرحية"؛ فيما لا تزال "نغم" على أمل بألّا تدهمها الكوابيس، حينما تنام ...!!
وزيرة السياحة: ما حدث غير مقبول ونحن لسنا في غابة
وقالت وزيرة السياحة رولا معايعة ان ما حدث لعائلة الحواري في (ميجا لاند) غير مقبول دون اي مبررات، ونحن لسنا في غابة، لقد تحدثنا مع ادارة (ميجا لاند) وبناء عليه تم فصل المتهمين في هذه القضية، اضافة لانهم ابدوا استعدادهم للحل بالطريقة التي تراها العائلة مناسبة ، اذا كان ذلك عشائريا او قضائيا.
واشارت معايعة انه في حال انه ثبت تورط ادارة الميجا لاند، بما حدث فسيتم اتخاذ اجراءات بحقهم بعد ان يأخذ القانون مجراه وتكتمل التحقيقات، حيث انهم قالوا بعد مراجعتهم يوم الحادث المذكور انه لم يكن احد من ادارة المدينة متواجدا فيها ، وان ما حدث كان تصرفا فرديا .
القدس


