رويترز: ذكرت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تخشى أن ينفذ متطرفون يهود جريمة كراهية كبرى ضد السكان أو المؤسسات المسيحية لجذب انتباه وسائل الإعلام خلال زيارة البابا نهاية الشهر الجاري.
وقالت الصحيفة: صدرت الأوامر لدوائر الشرطة بوضع خطط أمنية لحماية المواقع المسيحية وجمع معلومات عن أنشطة المتطرفين اليهود.
ورفض متحدث باسم الشرطة التعقيب بشكل مباشر على التقرير، لكنه قال إن إجراءات الأمن ستكون مشددة خلال زيارة البابا.
وعبرت الكنيسة الكاثوليكية في القدس التي تستعد لزيارة البابا فرنسيس في وقت لاحق من هذا الشهر عن قلقها من تهديدات للمسيحيين كتبها من يشتبه أنهم متطرفون يهود على جدران بناية تتبع الكنيسة في الأراضي المقدسة.
وفي واقعة حدثت، الإثنين، كتبت عبارة "الموت للعرب والمسيحيين ولجميع من يكرهون إسرائيل" بالعبرية على مدخل مكتب الأساقفة ورؤساء الكنائس في مركز نوتردام في القدس الشرقية.
وقالت البطريركية اللاتينية في القدس في موقعها على الإنترنت: "موجة جديدة من التعصب والإرهاب تستهدف المسيحيين في القدس" في إشارة لما يسمى هجمات "بطاقة الثمن".
وأضاف بيان البطريركية: هل هي مجرّد صدفة.. تجدر الإشارة إلى أن ملكية مركز نوتردام تعود إلى الكرسي الرسولي وتأتي هذه الحادثة قبل أسبوعين من زيارة قداسة البابا فرنسيس للأرض المقدسة ومدينة القدس بالذات.
وتشكل الهجمات المتزايدة التي يقوم بها مستوطنون ومتطرفون يهود ضد مواقع دينية إسلامية ومسيحية إحراجاً متزايداً للسلطات الإسرائيلية.
وقارنت ابنة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين الذي اغتيل عام 1995 على يد يهودي متطرف، أمس، إفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب بالتساهل مع دعاة الكراهية قبل 19 عاماً. وقالت داليا رابين لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "الجو السائد يذكرني بجو الكراهية الذي كان سائداً في البلاد قبل مقتل والدي".
وينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة انتقامية منهجية تعرف باسم "دفع الثمن" وتقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية وكذلك مهاجمة جنود في كل مرة تتخذ السلطات الإسرائيلية فيها إجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان.
وتشمل تلك الهجمات تخريب ممتلكات فلسطينية وتدميرها وإحراق سيارات ودور عبادة مسيحية وإسلامية وإتلاف أو اقتلاع أشجار زيتون.
ونادراً ما يتم توقيف الجناة.
وطلبت الكنيسة الكاثوليكية، الأربعاء، من السلطات الإسرائيلية اتخاذ إجراءات ضد متطرفين يهود رسموا عبارات تنم عن كراهية على مبان تابعة للفاتيكان في القدس الشرقية المحتلة.
وبحسب بطريركية اللاتين في القدس "فإن الأساقفة قلقون جداً لعدم توفر الأمن وغياب التفاعل على الساحة السياسية ويخشون تصاعد العنف".
وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إسحق أهرونوفيتش إن حكومته "لديها النية للجوء إلى التوقيف الإداري" لمن يرتكبون مثل هذه الأفعال في الوقت الذي تتعرض فيه السلطات الإسرائيلية إلى انتقادات بسبب ضعف الملاحقات بحق مرتكبي هذه الأفعال.
وشارك أهرونوفيتش، الأربعاء، في اجتماع طارئ مع وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني والمدعي العام للحكومة ورؤساء الأجهزة الأمنية لوضع خطة عمل.
وبحسب بيان صادر عن مكتب ليفني، فإن الحكومة تعتزم تشديد قيود الحركة على المشتبه بهم وتوقيفهم في حال ارتكاب أي مخالفة.
ودعت ليفني الأحد إلى التعامل مع هجمات المستوطنين والمتطرفين اليهود ضد الفلسطينيين أو الإسرائيليين العرب كأعمال "إرهابية".
وكانت الحكومة الأمنية المصغرة الإسرائيلية قامت في حزيران الماضي بتعزيز قدرات قوى الأمن حيث قامت بتصنيف منفذي هذه الهجمات كأعضاء في "منظمات غير قانونية" ولكنها امتنعت عن تصنيفهم "كإرهابيين" مخالفة توصيات قدمتها وزيرة العدل والمدعي العام الإسرائيلي.
واعتبر وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أريئيل من حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف المؤيد للاستيطان أنه "لا يمكن تصنيف هذه الأعمال كإرهاب".
وقال أريئيل في مقابلة نشرت على موقع إلكتروني يميني متطرف "الإرهاب هو قتل أو محاولات قتل، وليس شعارات على الحائط حتى لو أن منفذي هذه الأعمال هم مجرمون بنظري".
ورأت معلقة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) أنه "لوضع حد لهذه الظاهرة، فإنه يكفي أن تتخذ قوات الأمن قراراً بمحاربة منفذي هذه الأعمال دون تهاون".
وأضافت: "يجب أن تعطى أولوية لوضع حد لهذه الظاهرة".
وأكدت الشرطة الإسرائيلية، أمس، اعتقالها مشتبهاً به يبلغ من العمر (25 عاماً) في يوكنعام، شمال إسرائيل.
وقال قائد الشرطة يوسي كوهين لإذاعة الجيش: "اعتقلنا مشتبهاً به نجحنا في القبض عليه في اللحظة التي كان يقوم فيها بثقب إطارات سيارة تعود ملكيتها لعربي".


