غزة / سما / افتتحت جامعة فلسطين بمدينة غزة امس الثلاثاء المؤتمر السنوي الثالث لكلية الإعلام والاتصال بعنوان "المسرح والسينما في فلسطين آفاق المستقبل" بمشاركة حشد كبير من الأكاديميين والشخصيات الوطنية والسياسية وطلاب كلية الإعلام في الجامعة.
ويستمر المؤتمر العلمي على مدار يومين متتاليين يقدم خلالها العشرات من الأبحاث العلمية حول المسرح الفلسطيني وتطور الحركة المسرحية سياسيا وابداعيا في مختلف المراحل التاريخية التي مرت بها القضية الفلسطينية ومدى تأثيرها على بناء الشخصية إضافة إلى عرض تجارب العديد من رواد المسرح والسينما في فلسطين والعالم العربي.
وشهدت الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر العلمي حضور واسع من مخاتير فلسطين وأكاديميون من مختلف الجامعات الفلسطينية ومشاركة مهمة من قبل وسائل الإعلام .
الدكتور حسن حمود رئيس جامعة فلسطين بالإنابة بدأ الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر بإشادة واسعة بالتطور المتسارع لجامعة فلسطين مؤكدا في نفس الوقت على الخدمات التي تقدمها الجامعة للمجتمع الفلسطيني واستقبال آراء وأبحاث ومقترحات الجميع للوصول إلى الدور المتمييز والرائد في المجال العلمي والإكاديمي بفلسطين.
وأوضح الدكتور حمود في كلمته أن اللقاء الفكري والأدبي والفني الذي تقيمه كلية الإعلام والاتصال حول المسرح والسينما في فلسطين وآفاق المستقبل هو مصدر فخر وإعتزاز للجامعة ولجميع الباحثين الذين أغنوا المؤتمر بأبحاثهم العلمية التي توليها الجامعة اهتماما كبيرا للوصول إلى المستقبل الواعد.
وقدم حمودة التحية لكلية الإعلام والاتصال التي تجمع الاكاديميين في كل عام دراسي بمؤتمر علمي ولرئيس المؤتمر الاستاذ الدكتور حسين أبو شنب مقدرين له هذا الجهد المميز إضافة إلى دور الطلاب بالكلية وكل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر.
شركة الاتصالات الفلسطينية الراعية للمؤتمر أكدت في كلمة للمدير الإداري فيها سامر سابا على أهمية إقامة مثل هذه المؤتمرات العلمية التي تظهر دور فلسطين وتاريخها المسرحي والسينمائي في ظل التحديات التي تواجه الثقافة بكافة أطيافها وأنواعها بفلسطين.
وأشاد سابا بدور جامعة فلسطين في تنظيم مثل هذه المؤتمرات مؤكدا على أهميتها في ترسيخ الجانب الثقافي وتوارث الأجيال لهذه الفنون والثقافات المهمة في مواجهة التحديات ونهضة المجتمع وتطور الدولة.
الاستاذ الدكتور حسين ابو شنب عميد كلية الاعلام والاتصال ورئيس المؤتمر أكدفيكلمته :" أن هذا الفن الراقي (السينما والمسرح) الذي وصفه مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون بأنه يعكس طبيعة المجتمع إن كان حلواً أو مراً فاننا نعيش اليوم في حلوه بعيدا عن مره لأنه يعكس حقيقة فلسطين الشعب والأرض والتاريخ والقدسية والتي منها يبدأ الحزام الأرضي الأول من أريحا وحتى حلب".
وأشار أبو شنب إلى أن المؤتمر الأول الذي نظمته كلية الإعلام والاتصال بجامعة فلسطين كان عن الريادة الصحفية والثاني عن الريادة الإذاعية واليوم مؤتمرنا الثالث عن الريادة المسرحية والسينمائية وغدا عن ريادة جديدة في فصل آخر من فصول الثقافة والإعلام في فلسطين".
أبو شنب قدم تحيته الخالصة لجميع القائمين على جامعة فلسطين منوها إلى أنها جامعة واعدة ومتميزة شاكرا وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والأجنبية على تغطيتها للمؤتمر لأن الإعلام اليوم هو لغة العصر وسلطته الأولى وعنوان تقدمنا وازدهارنا على طريق الدولة الفلسطينية".
المؤتمر شهد مشاركات من الوطن العربي بدأت بكلمة للدكتور الحبيب الناصري من المغرب الذي أكد أن السينما لغة فنية هادفة تسعى لتحقيق مجموعة من القيم الفنية والجمالية حتى وان اتفقنا أو إختلفنا على وظائفها في كل أنحاء العالم ولكن حينما يتعلق الأمر بالسينما الفلسطينية تهتز كياناتنا الداخلية لأنها سينما قضية ترتبط بالحق في الحياة والتاريخ والجغرافيا".
ودعا الناصري لتكثيف حضور السينما الفلسطيني في الوطن العربي وتنظيم الحشود للأفلام الوثائقية الفلسطينية لما في ذلك من وسيلة مهمة لدعم القضية العادلة وترسيخ حضورها الوطني في العالم العربي".
من جانبه أشار الأمير أباظة رئيس جمعية النقد السينمائي المصرية أن انعقاد هذا المؤتمر في فلسطين له دلالات مهمة خاصة في هذه اللحظات من عمر الوطن العربي الكبير والتحولات المتسارعة من حولنا مشيرا إلى أن المتعة التي نحيا بها في هذه الأيام هي السينما كونها سلاحنا بمعركة الحاضر والسابق وعلينا أن نحولها لأداة فاعلة لمقاومة الاحتلال الإسرائيليوإستعادةحقوقناالوطنيةالمشروعة".
من جهته سرد فهد الباكر من قطر في كلمته عبر "السكاي بي" العلاقةالتاريخيةبينالسينماوالمسرحوتاريخهمافيالعالمومدىتآثرهماببعضهماالبعضمشيراإلىأنالمسرحيعتبرمنالعناصرالأساسيةللفنوهوالرائدفيهذاالمجالفكلالممثلينالسينمائيينإنطلقوامنخلال المسرح وأبرز النجوم العرب درسوا المسرح أولا ثم توجهوا إلى السينما".
المؤتمر العلمي شهد أيضا إلى جانب الحضور الكبير من طلبة الجامعة مشاركة بعض السياسيين المهتمين بدعم الثقافة والفكر ومسيرة التعليم في الجامعات الفلسطينية حيث أشاد النائب عن حركة فتح الدكتور أحمد أبو هولي بفكرة المؤتمر مؤكدا أن القضية التي يناقشها غاية في الأهمية من خلال تركيزها على المسرح والسينما في فلسطين وذلك لوجود أجيال عاشت الهجرة وسمعت بها وبإمكان المسرح والسينما أن يجعل هذه الأجيال تعيش تلك اللحظات الفارقة في تاريخ القضية الفلسطينية وتبرز صمود وانتصارات شعبنا والصعوبات التي واجهته في تاريخ مسيرته الطويلة نحو التحرر والاستقلال".
وأوضح أبو هولي أن معالجة هذا الموضوع من زاوية أكاديمة علمية تعتمد على منهج علمي دقيق وعبر مؤتمر متخصص هو أمر جدير بالاهتمام والتقدير ويسجل لجامعة فلسطين ولرئاسة المؤتمر ممثلة بالدكتور حسين أبو شنب مضيفا :" بعيدا عن التخبط والتجزئة في الحديث عن مسيرة المسرح والسينما في فلسطين سيكونفيهذااليومرؤية علمية كاملة حول أين كنا وكيف يمكن أن نسير للأفضل عبر خطوات منظمة وما هي الصعوبات التي تواجهنا وكيف يمكن أن نمضى نحو آفاق مستقبل يرفع اسم فلسطين عاليا ويجسد تضحيات وآمال وآلام هذا الشعب".
عدد كبير من الباحثين والطلبة أشادوا بهذا المؤتمر وقضيته المهمة التي يسلط الضوء عليها فقال الطالب في كلية الإعلام والاتصال بجامعة فلسطين معاذ أبو السبح " إن قدرة الكلية على تنظيم هذا المؤتمر الهام يؤكد بما لا يدع مجالا للشك على ريادة هذه الجامعة ومحورية ومركزية القضايا التي تعالجها لخدمة العلم والمتعلمين والمجتمع الفلسطيني على حد سواء".
الدكتور توفيق اللوح المحاضر والباحث في الفن المسرحي والسينمائي أثنى على المؤتمر والقائمين عليه مؤكدا أنه سيشارك ضمن جلسات المؤتمر بدراسة مهمة بعنوان " المسرح الفلسطيني بعد نكسة عام 67 وحتى قدوم السلطة الفلسطينية".


