القدس المحتلة / سما / بعد متابعة اللقاءات التلفزيونية المتواصلة التي أجرتها تسيبي ليفني رئيسة طاقم المفاوضات الإسرائيلي وزعيمة حزب الحركة المحسوب على معسكر السلام الاسرائيلي، ليس بالإمكان سوى الاستنتاج أن ليفني باتت السيف الذي أشرعه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتياهو لتحميل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مسؤولية تجميد المفاوضات، وفي كل إجابة بغض النظر فحوى السؤال أو إجابته حرصت ليفني على مهاجمة الرئيس عباس.
وسألت القناة الثانية ليفني عن مبرر بقائها في الحكومة الاسرائيلية ا بعد تجميد المفاوضات فردت بالدفاع عن قرار تجميد المفاوضات بالقول "أنا موجودة في الحكومة والمجلس الوزاري المصغر وفي كل مؤسسة حكومية، لدفع كل ما اعتقده أنا وحزب الحركة الذي أقوده الى الأمام، داخل الحكومة وفي مواجهة الفلسطينيين، وانا موجودة بالحكومة لكي، أمثل مصالح إسرائيل وففقا لفهمي، وعندما أرى أن مصلحة إسرائيل تكمن في عدم إجراء مفاوضات، مباشرة أو غير مباشرة مع حماس، حتى لو أن أبو مازن عانقهم، أنا أقوم في هذه الحالة بتجميد المفاوضات وأن لا أجري مفاوضات من أجل أن يُقال يوجود مفاوضات".
ليفني بررت دخولها لائتلاف ننتياهو الحكومي بالاعتراف بوجود شريك فلسطيني، مذيعة القناة الثانية سألت ليفني بالقول :"تقولين انا سأظل داخل الحكومة لأنه لا يوجد طرف بالامكان الحديث معه؟" فتحدثت ليفني عن خيارات أخرى للتعاطي مع الفلسطيين غير المفاوضات دون أن تقدم تفاصيل قائلةً "ما حدث في الحكومة هو ما رغبت بالضبط أن يحدث، تم تحريك المفاوضات بعد خمسة اعوام من تجميدها، قضايا الوضع النهائي بُحثت مع الأمركيين وفقا لوجهة نظري، وبطريقة ما كان من الممكن أن تؤدي إلى اتفاق ورغم أن ابو مازن اختار الذهاب نحو اتجاه آخر، فإن هذا يلزمني بالكفاح من أجل إبرام تسوية إذا كان ذلك ممكنا، أو الى خيار آخر في حال لم يتم ذلك".
وسألت مذيعة القناة الثانية ليفني:" هل أخطأت عندما أكدت عام 2011 أن نتيناهو ليس لديه أي نية للتوصل لتسوية تاريخية؟" فردت بتحميل الرئيس عباس مسؤولية عدم التوصل لتسوية قائلةً:" أنا عملت مع نتنياهو خلال هذه الفترة، أحيانا نُجرى نقاشات حادة وصعبة ومريرة، ولكن فيما يتعلق بكل الخطوات التي اتخذناها حتى لو كانت تلك الخطوات صعبة كلها كانت نابعة من مصلحة الدولة. وللاسف، فإن أبو مازن حتى الان لم يقرر اتخاذ القرارت اللازمة للتوصل لتسوية".
ورغم هجومها على الرئيس محمود عباس توقعت ليفني أن يعيد الشعب الفلسطيني انتخابه خلال اي انتخابات مقبلة، واتهمته باتخاذ قررات سيئة وتعهدت بالبقاء في حكومة نتياهو رغم توقف المفاوضات، واضافت:"ابو مازن اتخذ قررات غيرة جيدة، وغير مفيدة لعملية السلام، بما في ذلك القرار الذي اتخذه بالأمس، لقد اتخذ هذه القرارات السيئة، في مرحلة حساسسة وانا ساعمل من اجل ان يتوصل أبو مازن الى القرارات الصائبة وفي حال لم يتوصل الى ذلك أنا سأظل في هذه الحكومة".
ونفت ليفني للقناة الثانية وجود أي معارضة داخل حزبها المحسوب على ما يسمى معسكر السلام الاسرائيلي لوقف المفاوضات قائلةً "لقد أطلعت أعضاء كتلة حزبي البرلمانية على كل شيء، و لايوجد أحد من اعضاء كتلة حزبي البرلمانية يعتقد أنه يجب أن نغادر الحكومة وانما بالعكس، وهم يعلمون بالضبط كيف أني أمثل مواقفنا داخل الحكومة وداخل المجلس الوزاي المصغر، وأعضاء كتلة حزبي البرلمانية يعلمون لماذا كان قرار المجلس الوزاري المصغر اليوم متوازن وكيف أننا لم نغلق الباب اليوم أمام المفاوضات".


