خبر : المواطن الفلسطيني العادي يخشى خيبة أمل جديدة من إمكانية تحقيق المصالحة

السبت 26 أبريل 2014 09:18 ص / بتوقيت القدس +2GMT
المواطن الفلسطيني العادي يخشى خيبة أمل جديدة من إمكانية تحقيق المصالحة



غزة عبر فلسطينيون عاديون في الضفة الغربية عن تشاؤهم من إمكانية تحقيق المصالحة بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية، رغم ما أبدته أطراف قيادية فلسطينية من تفاؤل غير مسبوق من إمكانية إنهاء الانقسام القائم منذ العام 2007.
ويعود كما يقول محللون، السجل الحافل بإخفاق محاولات متكررة لتحقيق المصالحة والتي باءت بالفشل في اكثر من مناسبة يصاب اثرها الفلسطينيون بخيبة أمل.
ويقول أنور موسى (50 عاما) الذي يعمل في محل تجاري، "كل طرف من الأطراف سواء (فتح) أو (حماس) له مصالحه الخاصة، ولذلك اعلنوا عن مصالحة لا اعتقد أنها ستستمر، لأنها قائمة على مصالح حزبية".
ويضيف، "اتفق الأطراف اكثر من مرة، على مثل هذا الاتفاق وبعد فترة يبدأ الخلاف من جديد، لذلك لا اعتقد ان هذا الاتفاق سيستمر".
وأعلنت حركة فتح ووفد منظمة التحرير الفلسطينية عقب مشاورات جرت في غزة خلال الساعات الماضية، عن التوصل الى اتفاق بتشكيل "حكومة توافق وطني خلال خمسة أسابيع، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بعد ستة اشهر من تشكيل هذه الحكومة".
لكن يبدو ان الشارع الفلسطيني ليس على مستوى تفاؤل وترحيب قياداته بهذه المصالحة.
وكانت حركة حماس وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية اتفقت اكثر من مرة في عدة عواصم عربية على التوصل الى اتفاق مصالحة، غير ان أيا من هذه الاتفاقيات لم يجد طريقه الى التنفيذ.
ويقول الشاب محمد سمير (29 عاما) الذي يعمل في مطعم في مدينة رام الله، "لا اعتقد ان هذه المصالحة ستتم، لأن الخلاف لا يقتصر على القضايا التي اعلنوا الاتفاق عليها فقط".
ويضيف مثلا، "هناك حالات قتل متبادلة وقعت بين الطرفين حينما سيطرت حركة حماس على قطاع غزة، فكيف سيتم نسيان هذا الأمر من قبل الطرفين؟".
وتم الاتفاق بين حركة حماس ووفد منظمة التحرير الفلسطينية على تفعيل لجنة المصالحة الاجتماعية، وهي لجنة تم الاتفاق عليها سابقا، بحيث تقوم بحل كافة القضايا المتعلقة بعمليات القتل المتبادل.
من جهته، قال ياسر موسى (48 عاما) الذي يعمل محاسبا، "لا أؤمن بتحقيق المصالحة حتى أرى بأم عيني على الأرض حكومة واحدة وأجهزة أمنية واحدة مشتركة".
وأضاف بلهجة عتب، "لو ان الطرفين يفكران في الشعب الفلسطيني لكانا اتفقا سابقا على تنفيذ المصالحة وتحقيقها".
ولم يتطرق إعلان المصالحة الذي أعلنته قيادات الطرفين، من منظمة التحرير و"حماس"، عن أي اتفاق بشأن ترتيبات الأجهزة الأمنية، خاصة وان حركة حماس تسيطر على غالبية الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، في حين تسيطر حركة فتح على الأجهزة في الضفة الغربية.
واعتبر جورج جقمان، مدير مؤسسة مواطن لدراسة الديمقراطية، ان تشاؤم الناس العاديين من إمكانية تطبيق المصالحة "مبرر وله ما يفسره".
ويضيف، "سجل الحوارات واللقاءات بين الجانبين حافل بالإخفاقات في تنفيذ اتفاقيات سابقة تم التوقيع عليها، بدءا من اتفاقية القاهرة في العام 2005، واتفاقية مكة والدوحة في 2012".
ويقول، "لذلك يخشى الناس من ان الهدف من وراء هذه الاتفاقية التي تم الإعلان عنها ليس إلا تكتيكيا وليس حقيقيا، علما ان الناس يأملون بأن يكون الأمر حقيقيا".
وبحسب جقمان، فإن الشيء العملي الذي تم الإعلان عنه في غزة هو "الاتفاق على تشكيل حكومة خلال خمسة أسابيع".
ويضيف، "حتى هذه المسألة تركت للرئيس ليتفاوض بشأنها مع الفصائل التي من الممكن ان تضع (فيتو) على بعض الوزراء في هذه الحكومة، وباقي القضايا شكلت لها لجان لتجتمع ومن ثم تقرر".
وعن احتفال أهالي غزة عند الإعلان عن التوصل الى اتفاق المصالحة، علق جقمان بالقول، "الناس بشكل عام تواقون لتحقيق المصالحة الوطنية، وخاصة في قطاع غزة الذي يعيش حصارا مشددا، الناس هناك ينظرون الى المصالحة على أنها قد تكون المنقذ لهم بعدما انهار اقتصاد الأنفاق".
وأضاف المحلل، "لذلك آمل ان لا يصاب الناس بخيبة أمل جديدة".
وشارك مئات من أبناء غزة في مسيرات تأييد عند الإعلان عن اتفاق المصالحة. في المقابل لم يلق الاتفاق على المستوى الشعبي في الضفة الغربية التأييد نفسه الذي حظي به في قطاع غزة.