القدس المحتلة / سما / يرى المحلل السياسي لصحيفة "هآرتس" تسفي برئيل في اتفاق المصالحة يهدف الى نقل رسالة واضحة الى اسرائيل والادارة الأمريكية، مفادها انتهاء عهد التعامل مع شقي فلسطين ككيانين منفصلين.
وقال "ان من يريد التوصل الى اتفاق سلام مع الشعب الفلسطيني، ويطمح الى انهاء الصراع، لا يمكنه نفي وجود حماس وبقية التنظيمات، وعليه التعامل مع حكومة الوحدة كجهة تمثيلية متفق عليها. كما يوضح الاتفاق للولايات المتحدة، التي هددت الرئيس عباس قبل يومين فقط بقطع المساعدات اذا قام بتفكيك السلطة، ان تفكيك السلطة ليس مطروحا الآن على الجدول، ولكنه ستكون منذ الآن سلطة فلسطينية مختلفة".
ويرى الكاتب ان الطريق نحو تشكيل سلطة جديدة لا يزال طويلا ومليئا بالعقبات. فالقرار المبدئي بتعيين الرئيس عباس رئيسا للحكومة التمثيلية، والى جانبه حكومة تكنوقراط، لا توفر حلا لمسألة التركيب الوزاري، ولا تفكيك اسلحة حماس واخضاع قواتها المسلحة الى قيادة عسكرية موحدة، ولا طريقة توزيع الأموال بشكل يضمن لحماس مواصلة تمويل مؤسساتها الحركية، ولا طريقة اجراء الانتخابات، التي يتوقع ان تتم في نهاية السنة او مطلع العام المقبل.
وحسب رأيه فان "تجربة الماضي، ابتداء من انتخابات 2006 التي فازت فيها حماس بغالبية ساحقة، تعلمنا ان هذه المسائل الأساسية كانت سببا لفشل كل محاولات المصالحة، قبل قرار حماس السيطرة على قطاع غزة في تموز 2007، وحتى بعد توقيع اتفاق المصالحة. ويمكن للخلافات التي قد تنشأ في هذه المسائل ان تعرقل المصالحة الحالية، لكن الظروف السياسية التي تواجه حماس والسلطة الفلسطينية تختلف عن الماضي، ويمكنها ان تساهم عمليا في ترسيخ المصالحة".


