غزة - سما- كشفت مصادر مختلفة التفاصيل الكاملة لاعلان اتفاق المصالحة الذي عرف بـ "اتفاق الشاطئ"، حيث وقع في مخيم الشاطئ بقطاع غزة.
وشهد منزل رئيس حكومة غزة اسماعيل هنية خلال اليومين الماضيين مباحثات ماراثونية قبل إعلان الاتفاق.
ووفقا للمصادر، فإن اتصالات جرت بين عضو المكتب السياسي لحماس ورئيس وفدها للمصالحة، موسى أبو مرزوق الذي كان متواجدا في القاهرة، مع رئيس وفد المصالحة لحركة فتح عزام الأحمد، واتصالات أخرى جرت بين القيادي في حماس غازي حمد وأمين عام المبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي؛ تبعتها اتصالات بين الأحمد ومشعل وهنية، وكذلك اتصالات بين البرغوثي ومشعل وهنية وأبو مرزوق، أبدت خلالها كل الأطراف من امتعاضها من الوضع القائم وأبدت رغبتها في التوصل لاتفاق حقيقي.
واقترح الاحمد على قيادات حماس، بحسب المصادر، أن تكون اللقاءات مباشرة للتفاهم حول نقاط الخلاف التي ظهرت في الاتفاقات السابقة، وفي حين ايد مشعل تلك الفكرة طالب هنية بأن يكون أبو مرزوق موجودا فيها.
وذكرت المصادر أن الأحمد أطلع الرئيس عباس على اتصالاته مع قيادات حماس، كما أبلغ البرغوثي الرئيس بأن حماس على استعداد للمصالحة، فرحب الرئيس عباس بتلك الجهود وعرض بنفسه خلال اجتماع لقيادات المنظمة في رام الله تشكيل وفد يضم خمسة أعضاء تم اختيارهم فيما بعد للتوجه لغزة.
وأشارت المصادر إلى أنه فور تشكيل اللجنة هاتف الأحمد أبو مرزوق وأبلغه بما جرى ورحب الأخير بذلك واعتبرها خطوة هامة لتذليل العقبات أمام الخلافات السابقة، ثم جرت اتصالات بين أبو مرزوق ومشعل وهنية واجمعوا على ضرورة لقاء الوفد في أقرب وقت ممكن وجرت المشاورات المكثفة داخل حماس للوصول لنقطة التقاء واحدة داخل الحركة للوصول لما جرى من اتفاق.
وقالت المصادر أن حركة حماس بعد الاتفاق الداخلي الذي جرى بين قياداتها أبلغت الأحمد بترحيبها بالوفد الذي قرر زيارة غزة يوم الثلاثاء الماضي، مشيرةً إلى أن الأحمد زار القاهرة قبل توجه الوفد لغزة حاملا رسالة شخصية من الرئيس عباس للسلطات المصرية للسماح لأبو مرزوق بدخول قطاع غزة.
وقد توجت تلك الجهود حينها بالنجاح بعد طلب هنية إشراك أبو مرزوق مباشرة في الحوارات خاصةً أنه كان يقودها بنفسه في القاهرة والدوحة مسبقا وانه مطلع على كافة التفاصيل السابقة.
وحسب المصادر ذاتها، فإن اللقاءات المطولة التي جرت في منزل هنية خلال اليومين الماضيين كانت إيجابية جدا وكانت رغبة جامحة لدى كافة الأطراف في ضرورة التوصل لاتفاق.
وحسم الأمر بتشكيل حكومة يرأسها الرئيس محمود عباس بعد أن طرحت عدة أسماء أخرى لإمكانية توليها من بينهم رئيس الوزراء الحالي رامي الحمد الله، وفق المصادر التي قالت أن الجميع فضل إتاحة الفرصة أمام الرئيس عباس لتشكيلها أو أن يتولى بالتوافق وضع شخصية أخرى لتوليها تحت متابعة الرئيس شخصيا.
وفي ذات السياق، قال عضو وفد المصالحة أمين عام المبادرة مصطفى البرغوثي، أن "التوصل لاتفاق لم يكن مفاجئا"، مؤكدا بوجود اتصالات قبيل وبعد تشكيل الوفد من قبل الرئيس عباس.
واشار البرغوثي إلى أن الوفد قبيل توجهه لغزة شعر بلغة مغايرة لدى حماس حريصة على الوحدة الوطنية وسط ترحيب كبير بالوفد من جميع قياداتها.
وقال ان "ما جرى جاء لإدراك المستقبل الفلسطيني المهدد بالخطر في حال استمرار الانقسام ومحاولات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية"، مشددا على أن المراهنة على المفاوضات بمثابة الفشل.
وأضاف البرغوثي "جميع الأطراف بات واضحا أمامها أن ما يتصارعون عليه ليس سلطة حقيقية وإنما سلطة تحت الاحتلال محكومة بقوة الاحتلال الذي يتحكم بكافة مناحي الحياة، والمطلوب التوحد ثم إنهاء الاحتلال".
وأكد أن اتصالات جرت بينه وبين مشعل وهنية وأبو مرزوق قبيل بدء تشكيل الوفد، مبينا أنها كانت اتصالات عامة في إطار التواصل والحث على ضرورة إنهاء الانقسام في ظل التحديات الكبيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية.
وأشار إلى الوفد تم تشكيله من قبل الرئيس عباس، وقد تم تحديد نقطة الصفر حينها للتوجه لغزة ولقاء قيادة حركة حماس لبحث آليات تنفيذ وتطبيق التفاهمات السابقة، لافتا لنجاح اللقاءات بغزة والتوصل لاتفاق بما فيه تشكيل حكومة برئاسة الرئيس عباس أو أن يطرح الرئيس شخصية أخرى لتوليها.
وأضاف "إنه تم إبلاغ الرئيس عباس فور التوصل لاتفاق وقد بارك تلك الخطوة كما باركها مشعل"، مبينا أن الرئيس مكلفا منذ لحظة الإعلان عن التوصل للاتفاق ببدء المشاورات لتشكيل الحكومة.
وحول الصعوبات التي قد تواجه الاتفاق، قال البرغوثي "الاتفاق يضعنا أمام جبل من القضايا (..) ليس لدينا بديل آخر".
وحول الضمانات للاتفاق، قال "الضمان هو الشعب الفلسطيني الذي خرج ليقول لا للانقسام، يكفي لهذا الانقسام البغيض".
وعن تهديدات قادة الاحتلال، قال البرغوثي "تهديدات إسرائيل لا تقلقنا وما قمنا به هو الصحيح ويجب أن لا نسمح لإسرائيل بفرض إرادتها علينا مع المجتمع الدولي، بل علينا أن ننجح في كسر ذلك ولا يوجد أي مبرر لعدم التعامل الدولي مع حكومة ستكون من المهنيين والمستقلين وليس هناك حجة لعدم التعامل معها".
وتابع "إسرائيل تتذرع دوما بالانقسام بأنها لا تجد من تتفاوض معه والآن تتذرع بالوحدة، ولذلك أصبحت هذه اللعبة مكشوفة ومناوراتها لم تنطلي بعد على أحد".
وبشأن موافقة حماس على حكومة تقبل بشروط الرباعية الدولية، قال البرغوثي "حماس حركة سياسية حرة بخطها بعيدا عما سيكون عنه الخط السياسي لحكومة الرئيس عباس".
صحيفة القدس


