الجهاز القضائي لحركة حماس في غزة يحاكم من يثبت إدانته بالتخابر مع رام الله ، وهي تهمة يتم تبريرها أحيانا بأن التخابر يعني نقل معلومات تسببت في قتل أو اغتيال عناصر مقاومة، وأحياناً أنها "المعلومات" أدت إلى قطع رواتب لموظفين في مؤسسات السلطة، وفي كل الحالات فإن هذه التهمة تواجه بسخرية من قبل المواطن العادي حتى أصبحت تتردد في المجالس العامة كأحد أشكال السخرية تجاه ما تمارسه الحكومة في غزة.
وسؤالي، إذا كانت حركة حماس تعتقل وتحقق وتحاكم على تهمة التخابر مع رام الله، فلماذا تستغرب وتستنكر محاكمة الإخوان في مصر بتهمة التخابر مع حماس؟؟ ..أنا شخصياً أرى أن الحالتين لا تخضعان لاي منطق او عدالة.
المصير المرتقب
الشعب الفلسطيني في حالة ترقب وانتظار، ويعلق آمال على زيارة وفد الرئيس أبو مازن لغزة من أجل المصالحة، وربما كثيرون يعلقون مصير الشعب الفلسطيني على نتائج هذه الزيارة، في وقت لم نسمع ردة فعل موحدة من حركة حماس، بل هناك من التصريحات المتفائلة مثل تلك التي يطلقها رئيس الوزراء في غزة إسماعيل هنيه، وهناك من يضع شروطاً إضافية لتحقيق المصالحة مثل وقف المفاوضات، وهناك من نفهم من تصريحاته أن المصالحة أصبحت خيال ولن تتحقق، ليكتمل المشهد بمحاكمة عدد من عناصر فتح بتهمه التخابر مع رام الله أثناء ذلك كله .والسؤال الذي يطرح نفسه ...ما هو الموقف الرئيسي والحقيقي الذي يعبر عن حركة حماس بين هؤلاء؟؟
أمن قوي وأمان بحاجة لمراجعة
مفهوم الأمن والأمان لا يعني وجود أجهزة أمينة مدربة، ومسلحة وقوية، وتخضع لقرار حركي أو حزبي، حيث تستطيع هذه الأجهزة القضاء على أي حركة تمرد، خلال وقت قصير، وتفض شجاراً عائلياً في دقائق معدودة، وتعتقل وتقمع كلما أرادت، وهذا حال الأنظمة القمعية التي سقطت في أول اختبار مواجهة حقيقية لها مع شعوبها، واعتقد جازما أن الأمن والأمان هو ثقافة تتحقق من خلال تحقيق العدالة وسيادة القانون، ووجود مؤسسات دولة يشعر كل مواطن انه مسئول عن هذه المؤسسات والدولة والنظام، ويتحول كل مواطن إلى شرطي يحفظ الأمن لمجتمعه ، وايضا من خلال توفير العيش الكريم، الذي يحفظ حياة المواطنين من الضياع والفقر والجوع، ويؤمن مستقبل الأجيال القادمة.
العدالة تتحقق في إطار منظومة حكم عادلة، لا تشترط ديناً ولا حزباً، ولا فكراً محدداً ولا قوانين تفرض على المجتمع دون قناعة لديهم، فالإنسانية والتاريخ اثبتا أن وجود نظام كافر يوفر العدالة لمواطنيه أفضل من نظام إسلامي غير عادل، يعد مواطنيه بالجنة بعد موتهم ، ويوفر لهم جحيم الدنيا وهم أحياء.