خبر : الأزمة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر تتفاقم مع تواصل إغلاق معبر رفح

الخميس 20 مارس 2014 12:23 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الأزمة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر تتفاقم مع تواصل إغلاق معبر رفح



غزة اشرف الهور تزداد يوما بعد يوم معاناة سكان قطاع غزة المحاصر، وذلك بعد أسبوع على إغلاق المعابر التي تفصله عن إسرائيل والأراضي المصرية أمام حركة السكان والبضائع، وهو ما زاد من حجم معاناة نحو 1.8 مليون نسمة يقطنون القطاع الساحلي، خاصة وأن عددا من المرضى قضوا جراء عدم تمكنهم من السفر للعلاج بالخارج، فيما بدأ مخزون السلع ينفذ من الأسواق.
ويوم أمس فتحت إسرائيل معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع المخصص لدخول المواد الغذائية والسلع، إضافة إلى معبر بيت حانون ‘إيرز′ شمالا، المخصص لسفر الحالات المرضية والإنسانية، بعد أسبوع من الإغلاق، كعقاب لسكان قطاع غزة بعد أن شهدت الأسبوع الماضي تبادلا للهجمات المسلحة، نفذ خلالها نشطاء من غزة عمليات إطلاق صاروخية على جنوب إسرائيل.
وعلى الرغم من تدخل الوسيط المصري وإعادة تثبيت التهدئة القائمة بين الطرفين، والتي تنص على وقف الهجمات المتبادلة، في اليوم الثاني للهجمات، إلا أن الجانب الإسرائيلي لم يعاود فتح المعابر المغلقة، إلا بعد أسبوع، في إطار سياسة انتهجها مؤخرا تقوم على أساس ‘الهدوء مقابل المعابر’، ولم يسمح طوال فترة الإغلاق سوى بدخول شاحنات محملة بالوقود الصناعي المخصص لمحطة توليد الكهرباء، بعد أن توقفت السبت الماضي عن العمل.
وسمحت إسرائيل أمس بدخول نحو 300 شاحنة تقل موادا تموينية وسلع أخرى إلى قطاع غزة من خلال هذا المعبر التجاري.
وعلى الجانب الآخر لا تزال السلطات المصرية تغلق معبر رفح البري الفاصل بين جنوب القطاع ومصر، لليوم الـ 41 على التوالي، وهي أطول مدة تغلق فيها مصر المعبر المخصص لسفر الحالات المرضية والطلاب وأصحاب الإقامات إلى الخارج.
فمنذ أن فرضت إسرائيل حصارا محكما على قطاع غزة منتصف شهر يونيو/حزيران من العام 2007، لم يتبق أمام سكان القطاع الساحلي سوى معبر رفح البري للسفر منه إلى العالم الخارجي.
وكان المعبر يعمل لعدة ساعات يوميا على مدار أيام الأسبوع سوى عطلة يوم الجمعة، لكن بعد أن تمت عملية عزل الرئيس السابق محمد مرسي، أغلقت السلطات المصرية المعبر، ولم تسمح بفتحه إلا لأيام معدودات وعلى فترات متباعدة، غير أن طول عملية الإغلاق الحالية لم تسجل من قبل.
وكان ماهر أبو صبحة مدير المعابر والحدود في حكومة حماس قال إن الجانب المصري لم يبلغهم حتى اللحظة بنيته فتح المعبر في الوقت القريب، وأنها أي السلطات المصرية أوقفت إتصالاتها معهم بشأن المعبر.
وأشار إلى أن فترة الإغلاق الحالية هي الأطول، وأنها أثرت سلبا على الذين ينوون السفر خارج القطاع أو الدخول إليه قادمين من الخارج.
وتكدست بسبب طول فترة إغلاق المعبر أعداد كبيرة من سكان القطاع الراغبين في السفر إما للعلاج أو لمواصلة الدراسة في الخارج.
وتقول سميرة إسماعيل وهي سيدة في منتصف العقد السادس إنها تنتظر منذ شهر فتح معبر رفح، للتمكن من الوصول إلى إحد مشافي القاهرة لتلقي العلاج من مرض عضال.
وتؤكد معطيات من وزارة الصحة أن عددا كبيرا من المرضى حصلوا مؤخرا على تحويلات علاج في مشافي مصر، وينتظرون فتح المعبر للسفر.
والأسبوع الماضي توفي طفل من قطاع غزة يدعى عمار أبو نحل ويبلع من العمر ثلاث سنوات، جراء استمرار إغلاق معبر رفح البري.
وذكرت اللجنة الوطنية لكسر الحصار أن هذا الطفل كان يعاني من تضخم في القلب والكبد، ويملك تحويلة علاج بالخارج إلى تركيا، وكان ينتظر فتح معبر رفح للسفر، إلا انه فارق الحياة.
وأكدت أن ‘استمرار سقوط الضحايا أمر مؤسف’، وطالبت بإعادة فتح المعبر للحالات الإنسانية.
وقبل عدة أيام أعلنت الرئاسة الفلسطينية أنها أجرت ‘إتصالات عاجلة’ مع القيادة المصرية، لتسهيل سفر المرضى والحالات الإنسانية عبر معبر رفح، وذكر بيان مقتضب صدر عن الرئاسة أن القيادة المصرية وعدت بتلبية ذلك.
ويسلك مسافري غزة معبر رفح ويمرون منه ليقطعوا صحراء سيناء، حتى الوصول إلى العاصمة المصرية القاهرة التي تبعد نحو 450 كيلومترا، وهناك من يقصد العاصمة بغرض العلاج أو الدراسة، وآخرون ينتقلون من مطارها الدولي، للسفر إلى عدة عواصم عربية وغربية.
وانتقدت حركة حماس بحدة السلطات المصرية، واتهمتها بارتكاب ‘جريمة ضد الإنسانية’، بإغلاقها معبر رفح، وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة ‘إن إصرار السلطات المصرية على إغلاق معبر رفح وإحكام حصار غزة ومنع دخول الوقود والدواء والمساعدات دون أي مبرر وحرمان آلاف المرضى والحالات الإنسانية من التنقل والسفر والعلاج، جريمة ضد الإنسانية’.
وحمّل كل الأطراف المحاصرة لقطاع غزة المسؤولية الكاملة عن ‘كل تداعيات هذه الجريمة’.
وكان النائب عن حماس مروان أبو راس انتقد ‘الصمت العربي والإسلامي حيال الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة للعام الثامن على التوالي’. وأشار إلى أن أكثر من ستة آلاف مواطن فلسطيني في غزة بحاجة إلى السفر بـ ‘شكل فوري وعاجل’ بينهم أكثر من ألفي مريض.
وحذر من أن 400 صنف من المستهلكات الطبية والأدوية في مشافي غزة رصيدها صفر.
ونظمت حركة حماس الشهر الماضي فعالية ضد حصار غزة، فأقامت خيمة اعتصام أمام معبر رفح البري، ووقتها ترددت أنباء أكدها السفير الفلسطيني في القاهرة الدكتور بركات الفرا، مفادها أن مصر منزعجة من الأمر، حيث فهم أن السلطات المصرية هي من تقف وراء حصار غزة وليس إسرائيل.
ومنذ مطلع الأسبوع الجاري أقامت اللجنة الوطنية لمواجهة حصار غزة خيمة اعتصام أخرى أمام المقر السابق للسفارة المصرية في غزة، ويشارك في الخيمة وفود نقابية وطلابية، وقام مشرفو خيمة الإعتصام بتنظيم’محكمة صورية’ في أحد الفعاليات، لـ’محاصري قطاع غزة’.
ولم تعد العلاقة بين حركة حماس والسلطات المصرية على حالها، بعد أن جرى عزل الرئيس مرسي، ووجهت مصر للحركة عدة اتهامات بالمشاركة في الأحداث الداخلية التي شهدتها مصر، غير أن الحركة نفت ذلك.