خبر : "آراب أيدول" يمنح الفلسطينيين فرصة للهروب من الواقع

الأربعاء 19 مارس 2014 12:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
"آراب أيدول" يمنح الفلسطينيين فرصة للهروب من الواقع



رام الله / سما / اصطف مئات من الشبان الفلسطينيين منذ بزوغ فجر الإثنين أمام أحد الفنادق الفخمة في مدينة رام الله، من أجل الحصول على فرصة المشاركة في اختبارات اختيار مواهب الموسم الثالث من برنامج "آراب أيدول"، وأملاً في أن يسيروا على خطى محمد عساف، الحائز على لقب "أراب أيدول" في موسمه الثاني.

ووفقاً للأسوشيتيد برس، فإنها المرة الأولى التي يأتي فيها فريق عمل "أراب أيدول" إلى الأراضي الفلسطينية، وهو ما شكل حدثاً هاماً لمنطقة ليست معتادة على الاحتفال.

"علينا أن نضع فلسطين على الخريطة، إنها أول مسابقة عربية تأتي هنا وتختار المشاركين، وسوف تتبعها البرامج الأخرى"، يقول محمد عساف لوكالة "أسوشيتيد برس"، وهو الذي اشتهر بغنائه في أفراح مخيمات اللاجئين بقطاع غزة، وأحدث بين عشية وضحاها ضجة في العالم العربي بسبب ابتسامته المشرقة، وصوته الدافئ، وشخصيته التي تغلبت على الشدائد.

وأضاف عساف أن نجاحه أقنع منتجي "أراب أيدول" بالقدوم إلى فلسطين لعقد تجارب الأداء:" قلت لهم، انظروا إليّ، لقد فزت، وهناك آلاف الموهوبين الآخرين في فلسطين يحتاجون لتلك الفرصة أسوة بباقي الشباب العربي".

500 شخص هو عدد من شاركوا الاثنين في تجارب الأداء الخاصة ببرنامج "أراب أيدول"، حيث تجمعوا أسفل خيمة تم نصبها خارج فندق"جراند بارك" منتظرين دورهم، كل مشترك تم منحه دقيقة واحدة للغناء أمام الكاميرات، علماً بأن تجارب الأداء بدأت في السابعة صباحاً، وانتهت في وقت متأخر من الليل.

معظم المشتركين كانوا في الفئة العمرية ما بين 15 و30، جميعهم تأثروا بعساف، جاؤوا ليعبروا عن الأمل، تاركين وراءهم وظائفهم التي لا مستقبل لها والصراع مع إسرائيل.

يقول مصطفى عياش (22 عامًا)، عامل بناء في مستوطنة يهودية بالقرب من بيت لحم، إنه ترك منزله عند الرابعة فجراً، حتى يكون متأكداً من الحصول على فرصة للمنافسة:" صوتي جيد، أغني في المنزل، ولأصدقائي، وجميعهم قالوا لي أن عليّ القدوم لأجرب حظي".

ويضيف:" هذا يمكن أن يغيّر حياتي كلها، فأنا أمارس مهنة صعبة، أعمل في البناء لأحصل على 600 دولار شهرياً، إذا حصلت على فرصة وربحت، حياتي كلها ستتغيّر."

أما نضال بسمة (23 عاماً)، أخصائي علاج طبيعي في قرية قريبة من رام الله، أكد أنه يكافح من أجل الحصول على راتب يتراوح بين 500 و600 دولار شهرياً :" لا أستطيع أعيش براتب قليل كهذا، إذا منحني البرنامج فرصة الدخول إلى عالم الغناء، قد أصبح مثل عساف، الذي كان لا شيء وأصبح نجماً في العالم العربي".

كانت قناة "إم بي سي" قد أرسلت طاقم إنتاج مكوناً من 5 أفراد من مقر البرنامج في لبنان لعقد تجارب الأداء في الأراضي الفلسطينية، وقد دخل الفريق بجوازات سفر فرنسية إلى الضفة الغربية عن طريق الحدود مع الأردن، والتي تتحكم فيها إسرائيل، علماً بأنه كان غير مسموح للفريق الحديث مع وسائل الإعلام.

من جانبه، صرح محمد زملط، الرئيس التنفيذي لفندق "جراند بارك" بأن إدارة القناة قالت له أنهم لم يتخيلوا أنهم قد يدخلون يوماً إلى الأراضي الفلسطينية لإعتبارهم الضفة الغربية منطقة غير مستقرة، لكن بعد الأخذ في الإعتبار الصراعات القائمة في العالم العربي، بما في ذلك الوضع في مصر، وسوريا ولبنان، قام القائمون على القناة بتغيير رأيهم.

"سألوا إذا كانت لدينا شركات تأمين خاصة، وأماكن، وقاعات، وشركات إعلامية، وقد تفاجأوا عندما وجدوا كل طلباتهم متوفرة"، يضيف زملط، ويؤكد:" قلت لهم لدينا الاحتلال الإسرائيلي، لكن لدينا حياة، ونستمتع بحياتنا الليلية، ولدينا فنادق وكل شيء".

ويوضح زملط: "عندما مضيت العقد معهم، قالوا لي أننا الدولة الأكثر استقراراً وأماناً في المنطقة، وذلك في اشارة منهم إلى سوريا ولبنان ومصر".

وبينما جلبت المسابقة بعض السعادة إلى شوارع رام الله، إلا أن الجميع لم يستطع الإحتفال، فوفقاً لمحمد عساف تم رفض طلبات السماح التي قدمها مغنو قطاع غزة للدخول إلى رام الله للاشتراك في المسابقة.

وقال الميجور جاي إنبار، مسؤول بوزارة الأمن الإسرائيلية، لم يتم النظر في الطلبات لأن المعابر بين غزة وإسرائيل تم غلقها بسبب واقعة إطلاق الصواريخ الثقيلة من غزة الأسبوع الماضي.