بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة رئيس الحركة، امين السر، اعضاء اللجنة المركزية ، امين سر المجلس الثوري و اعضاء المجلس الثوري المحترمين.
تحية الوطن و بعد
لم استمع و لم اشاهد خطاب السيد الرئيس امام المجلس الثوري يوم الاثنين الماضي الا بعد ان بثه التلفزيون الفلسطيني في ذروة العدوان الاسرائيلي على اهلنا في غزة حيث تغيبت عن الجلسة الافتتاحية لظروف عائلية.
لقد شاهدت الخطاب اكثر من مره على امل ان اجد ما يخفف من حجم الصدمة لما حمله من اتهامات خطيرة تعود بالضرر ليس فقط على كوادر فتح الذين تم ذكرهم في هذا السياق او ذاك بل يعود بالضرر على حركة فتح و مكانتها حيث اصاب الروح المعنوية في مقتل.
لقد اصُبت بالصدمه و ما زلت و انا استمع الى رئيس حركة فتح و رئيس الشعب الفلسطيني يوجه الاتهامات بالخيانه و العمالة و تقديم معلومات للاحتلال و التعاون معه لضرب ابناء شعبنا في غزة او تقديم معلومات عن حزب الله لاسرائيل، و بعد ذلك تقف القيادة و تصفق على ذبح ابناءها ظلما دون اي دلائل او اثباتات سوى قال فلان لفلان .
لقد اصُبت بالصدمه عندما سمعت الرئيس و هو يذكر اسم ابن فتح و ابن المؤسسة الامنية المناضل يوسف عيسى و يتهمه بانه كان في العريش هو و مجموعه يوجهون الطيران الاسرائيلي لقصف ابناء شعبنا في غزة اثناء العدوان الاسرائيلي مع العلم ان الاخ يوسف عيسى لم يغادر رام الله خلال هذه الفترة و لم يتم مراجعته و اتهامه حيث كان في رام الله قبل اقل من شهر.
لقد اصُبت بالصدمه و هو يتحدث عن احد قيادات فتح في لبنان وهو العميد اللينو الذي لم التقيه في حياتي و لكني لم اسمع عنه سوى كل الخير و كلمات المديح حيث يعتبر من خيرة ابناء فتح و ابناء الشعب الفلسطيني، على انه يقود مجموعه في الجنوب اللبناني تقدم معلومات لاسرائيل عن حزب الله. هذا الكلام الخطير الذي يذبح تاريخ الناس من الوريد الى الوريد و يمتهن كرامتهم الوطنية و الانسانية يعتمد فقط على اشاعات نفاها فيما بعد من نقلها او ذكرت على لسانه .
اصٌبت بالصدمه و انا استمع الى سرد قصة استشهاد صلاح شحادة و كيف ان دحلان قد ابلغ عزام الاحمد قبل دقائق من وقوع الانفجار في محاولة الاغتيال الاولى، مع العلم ان الجميع يعرف انه لم تكن محاولات لاغتيال صلاح شحادة بل كانت عملية اغتيال واحدة وحين العملية كان دحلان في بيته يجلس مع مبعوث عملية السلام موراتينس و كنت اشاركهم الاجتماع و الاهم من ذلك عزام الاحمد عندما سألوه انكر انه قال ذلك و انكر انه نقل على لسان وليد جنبلاط ما نسب عن يوسف عيسى و اللينو.
لقد اصُبت بالصدمه عندما تحدث الرئيس عن عمليات القتل التي حدثت ، و خاصة اغتيال الشهيد اسعد الصفطاوي في اواخر العام 1993، الذي لم تكن له اي نشاطات تنظمية و لم يكن له مشكلة مع احد و ان الاجهزة الامنية الفلسطينية قد القت القبض فيما بعد على القتله المعروفين بالاسماء و ان التنظيم الذي ينتمون له قد اعترف بذلك و اكد ان هذه المجموعه قد تصرفت على عاتقها. كيف لي ان اقبل ان يُحمل دم الشهيد الصفطاوي و غيره ظلما الى اي انسان مهما كان حجم الخلاف معه ؟.
الاخوة الكرام :
حركة فتح التي التحقت بها قبل ثلاثة عقود و نصف ، و بالتحديد في صيف العام 1979 حيث كنت في الثامنة عشر من عمري ليس فقط لقناعتي بانها الطريق الاقصر لتحقيق الاهداف الوطنية المشروعه، و لكنها ايضا لما تبديه من حرص في الحفاظ على كرامة و سمعة و تاريخ ابناءها و ابناء الشعب الفلسطيني و ليس الحركة التي تتهم ابناءها بالعمالة و الخيانة و القتل دون دلائل او محاكمات عادلة اعتمادا على شائعات كاذبه. حركة فتح التي التحقت في صفوفها طوال عقود تتستر حتى على ابناءها الذين يخطئون و تأخذ بيدهم و ان عاقبتهم تعاقبهم بالسر.
هكذا تثقفنا على يد من سبقونا و ثقفنا الاجيال اللاحقة على انه عندما كان يكتشف عميل و يحكم عليه بالاعدام و ينفذ الحكم يتم ابلاغ اهله على انه استشهد حفاظا على كرامتهم و الاهم من ذلك لا يتم قطع راتبه لكي لا يجوع اولاده . ما سمعته خلال خطاب الرئيس وصفق له الجميع ليس له علاقة بفتح التي عرفتها و ناضلت تحت رايتها ، التي تشرفت بها و حرصت على ان اشرفها في كل المواقع المتقدمة التي شغلتها و حرصت ان تبقى هذة الراية خفاقه عاليه، خاصة في مرحلة الاعتقال التي استمرت اثنى عشر عاما و التي تعتبر فترة الاختبار الحقيقية التي تُجسد اسمى معاني الاخوة و المحبة و التضحية و الرجولة و الوطنية الى ان تم اطلاق سراحي عام 1993.
بناء على ما تقدم و حفاظا على تاريخي في هذة الحركة التى كتبته بالدم و الالم و قول كلمة الحق التي آمنت بها غير باحثا عن منصب او موقع ، دون تردد و دون خوف من أحد ، او ارضاء لاحد ، و لانني اقف اليوم عاجزا امام هذا الواقع المرير فأنني قررت مع كل الاسف و الحزن و الالم:
اولا: الاستقالة من المجلس الثوري لحركة فتح
ثانيا: تجميد كافة نشاطاتي التنظيمية و السياسية.
مع الاحترام
د. سفيان محمد عثمان ابوزايدة
رام الله
15-3-2014


