رام الله سما أكد المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في بيان صحافي نقلا عن شاهد عيان ان الجيش الاسرائيلي قتل القاضي رائد زعيتر اول من أمس على الجسر "بدم بارد" مضيفا ان تحقيقاته تشير الى ان زعيتر "لم يكن يشكل اي خطر على حياة جنود الاحتلال".
وقال البيان ان احد الجنود "دفع القاضي زعيتر بيده، فاحتج على تصرف الجندي ما تسبب بمناوشات بينهما ودفع جندي آخر القاضي من جديد ما تسبب بسقوطه على الأرض، وعندما نهض دفع الجندي الإسرائيلي، فما كان من الأخير إلا أن شهر سلاحه ووجهه نحو القاضي واطلق عيارا ناريا نحوه الا انه لم يصبه. وعاد الجندي واطلق ثلاثة اعيرة نارية اخرى نحو صدر القاضي مباشرة فاخترقت جسده وسقط على الأرض".
وبحسب المركز فان زعيتر بقي "ينزف لمدة 30 دقيقة تقريبا من دون محاولة تقديم أي إسعافات له إلى أن حضرت سيارة تابعة لإسعاف (نجمة داوود الحمراء) ونقلت جثمان القتيل إلى جهة غير معلومة".
ودعا المركز "المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم قوات الاحتلال".
وروى محمد زيد وهو شاهد عيان على الجريمة تفاصيل ما حدث لوكالة معا قائلا: عند الساعة الثامنة صباحاً وصلت حافلة المسافرين التي تقلهم عند نقطة الفحص والتفتيش الاسرائيلية الواقعة بين جسر الاردن والجسر الإسرائيلي، ليترجل المسافرون من الحافلة تمهيداً لتفتيشهم..، دقائق قليلة مضت وانتهى التفتيش، ليصعد جميع الركاب إلى الحافلة، عدا القاضي الزعيتر وأنا وفتاة أخرى من المسافرين الذين كانوا يهمون بالصعود إلى الحافلة ولثوان قليلة كان تأخيرهم عن باقي الركاب.
وتابع: ثلاثتنا كنا نهُمُ بالصعود للحافلة، إلا أن جندياً اسرائيلياً دفع القاضي بيده ما تسبب بمناوشات بينه وبين الجندي، رد عليها جندي آخر بدفع القاضي من جديد ما تسبب بسقوطه على الأرض، لكن كرامة القاضي ضخت الدماء بجسده لينهض من سقوطه ويدفع الجندي الاسرائيلي غاضباً على هذا التصرف، فما كان من الجندي الا أن رفع سلاحه ووجهه نحو القاضي ليطلق رصاصة نحوه اخطأت هدفها وارتطمت بالارض. بعد أن أخطأت الرصاصة الاولى هدفها، كرر الجندي جريمته وأطلق النار من بندقيته ولكن هذه المرة مباشرة نحو صدر القاضي فاخترقت الرصاصة الاولى جسده، ليرتد القاضي إلى الخلف خطوة تبعها بخطوة اخرى عندما اصابته الرصاصة الثانية، تبعتها رصاصة ثالثة بصدره ألقت بجسده على الارض مغشيا عليه لا يحرك ساكنا.
واضاف: طوق عشرات الجنود الحافلة واخذوا يصرخون بالمسافرين لمنعهم من النزول... نصف ساعة مضت وما زالت دماء القاضي تنهمر من جسده ولم يقترب أحد منه الا بعد نصف ساعة بوصول طواقم الاسعاف الاسرائيلية التي قلبت جسد القاضي وحاولت أن تجري له تنفسا اصطناعيا لكن دون جدوى.
ويضيف: بدأ المسعفون بلف جثمان الشهيد القاضي بالقصدير لتغطيته، في حين قامت الشرطة الاسرائيلية بتطويق مسرح الجريمة بالشريط الاحمر، ثم صعد الجنود إلى الحافلة وطلبوا من الركاب النزول والانبطاح ارضا ليبدأ الجنود ساعات بالتفتيش المذل لنا ولحقائبنا وللحافلة، وأخذ الجنود المسافرين كلا على حدة وبدؤوا يلقون عليهم بالأسئلة "هل تعرفون هذا الشخص أو هل لكم علاقة به؟" والحديث هنا عن القاضي، "كيف حدثت القصة، ارووا لنا ما شاهدتموه هنا".


