غزة / سما / رحلت السلطات المصرية اليوم الخميس 62 ناشطة دولية "متضامنة" مع غزة، بعد احتجازهن لأكثر من 10 ساعات في مطار القاهرة الدولي.
وأفادت مصادر أمنية مصرية أن أزمة الناشطات الأجنبيات بمطار القاهرة الدولي انتهت بعد تدخل القيادات الأمنية والسفير الفرنسي ومندوب من وزارة الخارجية.
وقالت المصادر، إنه بالفعل بدأ إنهاء إجراءات سفر الناشطات ومغادرتهن لمطار القاهرة بعد مرور 10 ساعات على بدء الأزمة، وأضافت: "تم إنهاء إجراءات سفر 4 بلجيكيات منهن على الطائرة المصرية المتجهة إلى بروكسل".
وأشارت إلى أنه سوف يتم إنهاء إجراءات سفر باقي الناشطات تباعا فور موعد كل طائرة، من صالة الترانزيت بالمطار، لافتة إلى أنهن مدرجات على قوائم الممنوعين من دخول البلاد.
وقامت الناشطات بالنوم على أرض صالة الوصول بالمطار، بعد أن رفضن استخدام إحدى القاعات التي خصصتها سلطات المطار لهن، حتى عودتهن وترحيلهن مرة أخرى.
وقامت الناشطات بالنوم وكأنهن أموات ولففن اجسادهن بعلم فلسطين، وأخذن في تصوير بعضهن البعض، لنقل تلك الصور والفيديوهات إلى وسائل الإعلام.
وأكدت المصادر المصرية أنه يتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال الناشطات اللاتي يمتنعن عن العودة إلى بلادهن مرة أخرى، حيث من حق السلطات المصرية اتخاذ أي إجراء من شأنه الحفاظ على الأمن القومي للبلاد وفق القانون.
وأوضحت أن القنصل الفرنسي بالقاهرة، اعتذر عن عدم تعاون الناشطات الفرنسيات مع السلطات المصرية في الالتزام بتعليمات السلطات المصرية.
وكشفت المصادر عن أن "الناشطات" استخدمن مواقع التواصل الاجتماعى وبعض القنوات الفضائية الغربية لشرح سوء معاملة السلطات المصرية لهن، وعدم السماح لهن بدخول البلاد وعبور منفذ رفح البرى للتضامن مع أهالي قطاع غزة.
من جانبه قال مستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية في حكومة غزة باسم نعيم، إن منع السلطات المصرية ناشطات نسويات على المستويين العربي والدولي من الدخول لقطاع غزة، يضرّ بسمعة مصر وشعبها، مستهجناً هذا السلوك وواصفاً إياه بأنه سلوك غير مقبول إنسانياً وعربياً ولا يليق بحجم مصر.
ورفض نعيم، ادعاءات المصادر الأمنية المصرية التي أفادت بأن حماس استعانت بهذا الوفد النسائي للنيل من مصر، قائلاً: "لم ننل يوماً من مصر، فحماس والحكومة الفلسطينية تدركان أهمية مصر ودورها بالنسبة للقضية الفلسطينية".
وأوضح أن هذه الخطوة النسائية لم تأتِ بطلبٍ من حماس، بل كانت انطلاقاً مما يراه كلّ إنسان حرّ من معاناة يومية للغزيين، وخصوصاً تلك التي تطال النساء والأطفال والمرضى.
ولفت إلى أن الحكومة كانت ترجو من مصر دعم مثل هذه الوفود وتسهيل طريقها إلى غزة، لا عرقلتها وسدّ معبر رفح بوجهها.
وحول طلب الجهات الأمنية من الناشطات النسويات التوجّه إلى الاحتلال الصهيوني لتسهيل مرورهم إلى غزة عبر معابره، قال نعيم: "لا نقرر لأي وفد من أين يأتي، فأن تدخل الوفود عبر حاجز إيريز لا يلغي أن هناك معبراً أساسياً بين مصر وقطاع غزة يعتمد عليه الغزيون والوفود".
وكان من المقرر أن يصل هذا الوفد النسائي الذي يضم حوالي 80 ناشطة قطاع غزة، للاحتفال مع النساء الفلسطينيات بيوم المرأة العالمي، في رسالة واضحة إلى التضامن معهن في ظل معاناتهن المستمرّة من الحصار الخانق المفروض على غزّة.


