القدس المحتلة / سما / نشر الموقع الإلكتروني الإخباري "ذا بوست" تحليلاً مفصلاً حول عملية السيطرة على السفينة المحملة بالصواريخ المتجهة نحو قطاع غزة، والذي جاء فيه ثلاثة استنتاجات مركزية أظهرتها تلك العملية.
ويتمثل الاستنتاج الأول في أن سلاح البحرية أثبت قدرته على العمل بعيداً عن "إسرائيل" بعدة كيلو مترات من المياه الإقليمية التابعة لها، لكنه في الوقت نفسه هذا ليس بالأمر الجديد على "إسرائيل" فهي نجحت منذ أكثر من 10 أعوام بواسطة الوحدات الخاصة للغواصات ووحدات الكوماندوز البحرية بالسيطرة على عدد من السفن، مشيراً إلى أن الملفت في هذه العملية هي جمع المعلومات الاستخبارية الدقيقة والتي أدت إلى السيطرة بسهولة على السفينة.
وادعى الموقع أن دقة المعلومات الاستخبارية تعود بالدرجة الأولى إلى القدرات المذهلة للاستخبارات والمتمثلة في جهاز الأمن العام الشاباك وجهاز الاستخبارات العسكرية الموساد، واستخبارات سلاح الجو، واستخبارات سلاح البحرية، إضافة إلى منظومة الاقمار الصناعية.
ويشير الموقع إلى أنه ليس من الواضح لمن كانت هذه السفينة موجهة، على الرغم من وجود احتما كبير إلى أنها كانت في طريقها لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، والذي يعمل بالدرجة الأولى مع إيران، لكن في الوقت نفسه يجب عدم استبعاد إمكانية توجهها لحركة حماس.
وأوضح الموقع أنه في حال كانت موجهة لحماس فهو معنى هذا أن إيران وافقت على تجديد دعم حماس بالسلاح بشكل عام، والسلاح الدقيق بشكل خاص، ويشار هنا إلى أن العلاقات بين الجانبين تعود تدريجياً إلى مجاريها بعد انفصال دام نحو 3 أعوام.
كما تجدر الإشارة هنا إلى أنه ومنذ الصراع الدائر في سوريا قطعت كل من سوريا وإيران علاقتهما مع حركة حماس، في حين بدأت الحركة تعيش في عزلة حقيقية منذ قيام الجيش المصري بانقلاب عسكري على الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
ويضيف الموقع بأن محاولة التهريب ممكن أن تكون دليلاً واضحاً على عودة حركة حماس إلى أحضان المحور القديم "إيران – سوريا"، وهو ما تم استنتاجه من قبل العملية التي قام بها جيش الاحتلال فجر أمس بالسيطرة على سفينة الصواريخ.
لكن الاستنتاج الأهم هو أن حركة حماس على الرغم من مواجهتها حربين قويتين خلال العامين 2009م – 2012م، فهي تواصل التسلح، وتحسين من قدراتها العسكرية في محاولة منها للاستعداد للحرب المقبلة مع "إسرائيل"، لافتاً إلى أنها تسير على درب حزب الله اللبناني.
وتدرك حماس أن الوسيلة الوحيدة التي بحوزتها وتخدمها في إراقة دم المزيد من الإسرائيليين هو ضرب الجبهة الداخلية، لذلك تسعى للحصول على صواريخ أكثر تطوراً طويلة المدى وأكثر دقة، ويدور الحديث هنا عن صاروخ صيني الأصل يتم انتاجه في سوريا، وكان حزب الله قد أطلق مثل تلك الصواريخ في حرب لبنان الثانية تجاه إسرائيل.
ويلفت الموقع إلى أنه يجب الافتراض أن حركة حماس تمتلك مثل تلك الصواريخ والذي تم تهريبها خلال عمليات لم يعلم بها الجيش الإسرائيلي ولم ينجح في إحباطها.


