خبر : القاهرة : متهمون في محاكمة صحافيي قناة الجزيرة القطرية ينددون بإساءة معاملتهم

الخميس 06 مارس 2014 08:17 ص / بتوقيت القدس +2GMT
القاهرة : متهمون في محاكمة صحافيي قناة الجزيرة القطرية ينددون بإساءة معاملتهم



القاهرة- استؤنفت امس محاكمة عدد من الصحافيين العاملين في قناة الجزيرة الفضائية القطرية في مصر بينهم اربعة أجانب، بتهمة دعم حركة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث اشتكى عدد من المتهمين بإساءة معاملتهم في السجن.
وتأتي القضية التي تحظى باهتمام دولي كاختبار حقيقي للسلطات الجديدة التي يديرها الجيش بحكم الأمر الواقع حول مدى احترامها لـ"حرية التعبير والصحافة" وسط مخاوف نشطاء مصريين من عودة "الدولة القمعية" في مصر، بعد ثمانية اشهر على عزل مرسي الرئيس الوحيد المنتخب في البلاد.
وبدا الصحافيان الاسترالي بيتر غريست الذي اوقف في كانون الاول في احد فنادق القاهرة برفقة زميليه المصري الكندي محمد فاضل فهمي والمصري باهر محمد في قفص الاتهام الى جانب ثلاثة آخرين، فيما ارتدوا جميعا ملابس السجناء البيضاء.
ويحاكم بالإجمال 20 صحافيا قدمتهم النيابة على انهم "صحافيون في الجزيرة"، لكن القناة القطرية اكدت ان تسعة فحسب يعملون لصالحها. واتهم 16 مصريا بالانتماء الى "منظمة إرهابية" وأربعة أجانب بتزويدهم "بالمال والمعدات والمعلومات" من اجل "نشر معلومات كاذبة" توحي بوجود "حرب أهلية في البلاد". منذ مطلع تموز قتل 1400 شخص على الاقل أغلبيتهم الساحقة من أنصار مرسي، في حملة القمع التي نفذتها قوات الشرطة والجيش بحسب منظمة العفو الدولية.
ولم تكن القاهرة راضية عن تغطية الجزيرة، واتهمتها بالانحياز الى الاخوان المسلمين الذين اعلنت انهم "إرهابيون" وأغلقت نهائيا فرعها "الجزيرة مباشر مصر".
كما تاتي هذه المحاكمة لصحافيي قناة الجزيرة القطرية في ظل أجواء من التوتر في العلاقات بين القاهرة والدوحة، حيث اتهمت مصر قطر بدعم الإخوان المسلمين فيما ردت الامارة الخليجية بانتقاد عنف السلطات الجديدة ضد أنصار مرسي.
كما بدا في قفص الاتهام المصري صهيب سعد الذي اشتكى من التعرض "للتعذيب بيد امن الدولة" متحدثا عن "تعذيب جسدي وضغوط نفسية". واضاف "طلت من الطب الشرعي فحصي ولم يستجب احد".
واكد فهمي للمحكمة "كتفي مكسورة منذ 10 أسابيع وأنام على ارض" الزنزانة. واضاف "أرجو منكم الإفراج عني بضمانة من السفارة الكندية بأني لن أغادر البلاد".
واكد فاضل فهمي والد الصحافي المصري الكندي لفرانس برس ان ابنه "في حاجة الى اجراء جراحة في الكتف الأيمن الا ان مصلحة السجون لم تسمح له بذلك حتى الآن".
واضاف فاضل بعد ان التقى ابنه الثلاثاء لنحو ساعة مع زوجته وابنه الآخر ان محمد "شديد التوتر والعصبية" نتيجة وجوده لمدة شهرين في الحبس.
وندد ايضا بـ "الاتهامات الكاذبة" التي وجهت لابنه وقال "يتهمونه بالانتماء لجماعة الإخوان في حين انه كان من اول الذين شاركوا في تظاهرات 30 حزيران ضدهم" والتي أدت الى الإطاحة بمرسي.
وصرح احد محامي الصحافي ابراهيم عبد الوهاب ان "التهمة الوحيدة ذات المصداقية هي حيازة مواد للنشر بلا ترخيص".
ونددت الجزيرة بالتهم التي "لا أساس لها" فيما صرح احد محامي الدفاع مخلص الصالحي لفرانس برس انه سيكرر "طلب الإفراج عن الصحافيين بكفالة".
وتؤكد السلطات ان الصحافيين كانوا يعملون بلا ترخيص. وهتف باهر محمد في بدء الجلسة "الصحافيون ليسوا إرهابيين".
من جانبه قال اندرو غريست الذي حضر المحاكمة ان أخاه بيتر "في حالة صحية جيدة" معربا مع ذلك عن الأسف "لعدم الحصول على اي رد من السلطات المصرية على رسالة كتبتها الأسرة".
وأضاف لفرانس برس "من المؤكد ان بيتر يشعر بامتنان كبير لدعم المجتمع الدولي الذي يقوي عزيمته" مشيرا الى ان هذا الدعم الدولي هو الذي "يجعله يتحمل السجن".
وكان غريست ندد في رسالة كتبها من محبسه في سجن طرة ونشرتها الجزيرة، بغياب حرية الصحافة في مصر. وقال غريست ان "الدولة لا تقبل باي صوت مغاير، سواء من الإخوان المسلمين او من اي منتقدين اخرين" مشيرا الى ان "السجون تعج بكل الذين عارضوا الحكومة او تحدوها".
ويحاكم ثلاثة من الأجانب المدرجين على لائحة الاتهام غيابيا لوجودهم خارج مصر، وهم البريطانيان سو تورتون ودومينيك كاين، والصحافية الهولندية رينا نيتجيتس.
وأدانت منظمة "مراسلون بلا حدود"، ومقرها باريس، بـ "استمرار الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها السلطات المصرية ضد الحريات الأساسية المكفولة والمحمية" في الدستور المصري الذي اقر نهاية كانون الثاني الماضي.
وسبق ان اعتبرت منظمة العفو الدولية التهم الموجهة للصحافيين "انتكاسة كبرى لحرية الصحافة" مؤكدة ان ذلك "يوجه رسالة مخيفة بان رواية واحدة للوقائع مقبولة اليوم في مصر وهي تلك التي تسمح بها السلطات"، ووصفت الصحافيين بأنهم "سجناء رأي".