رسالة للشيخ سليمان الداية احقاً بغزة شيعة ؟
كتب محمد البطش
فضيلة الأستاذ الدكتور سلمان الداية "أبا عبد الرحمن" حفظك الله ورعاك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
بداية يعلم الله سبحانه وتعالى أني شغف بعلمكم ودروسكم ولقاءاتكم التي أحب كثيراً الاستماع إليها ...
وألمس فيكم سماحة الإسلام وروحانية الدعوة إلى الله التي نفتقد إليها عند كثير من أساتذة الفقه والشريعه .
ولكن راعني يا فضيلة الأستاذ الشيخ البيان الذي نشر على موقعكم الإلكتروني حول جريمة الاعتداء الآثم الذي تعرض له عضو جمعية ابن باز الخيرية الأخ الداعية مجدي المغربي وندعو الله سبحانه وتعالى أن يعجل بشفائه وعافيته .
كل الإدانة للفعل الآثم الذي تعرض له الداعية المغربي ، ولكن ما راعني حقيقة هو ما تضمنه بيانكم من حديث عن الشيعة في غزة وفلسطين وهنا أسجل الملاحظتين التاليتين :
أولاً: أسأل فضيلتكم وأنا أثق بسداد رأيكم ، هل بالفعل هناك شيعة في غزة ؟ ألهم وجود ومساجد ؟ أهم كثر إلى هذا الحد ؟ لهم عائلات لدرجة جعلتكم تدعون إلى عدم مصاهرتهم ... الخ ؟ أين هم ؟!!
من البيان المشار إليه على موقع فضيلتكم ، يدرك القارئ ضمناً أنهم كثر .. وقوة لدرجة تجرؤهم على تحدي المجتمع والحكومة بخروج مجموعة مسلحة تختطف الداعية المغربي شفاه الله ، مدة ساعتين كاملتين !!! وتعتدي عليه وتلقي به في مكان ما... !!!!
والحقيقة يا فضيلة الأستاذ الشيخ ، أنني كمواطن في هذا البلد أعيش على أرضه وأعرف أهله منذ ولادتي لم أدخل مسجداً في قطاع غزة لا يتبع أهل السنة والجماعة ، ولم أصلّ خلف جماعة يخالف إمامها مذهب الشافعية ، ولم أسمع لخطبة على منابر غزة يسب فيها صحابة رسول الله ، ودرست في الجامعة خمس سنوات لم أشعر ولم أسمع عن وجود زواج المتعة ...
تابعت أخباراً وقصصاً لكثير من الانحرافات السلوكية والأخلاقية لدى الشباب (تعاطي حشيش ، ترامال ، علاقات محرمة ، سرقة ... الخ) لكن لم أسمع عن مخالفة تتعلق بزواج المتعة ولا عن تأليه علي ولم أسمع سباً بحق صحابة رسول الله رضوان الله عليهم أجمعين .
شاهدت في غزة كثير من المناسبات والتظاهرات والاحتفالات والمآتم ، لم أشاهد مرة في حياتي قط احداً يلطم وجهه ولا يشج رأسه أو يضرب صدره وظهره كما قال بيانكم !!
عاملت الناس صغيرهم وكبيرهم، الأستاذ والتلميذ، المسؤول والرعية، الرجل والمرأة ، الشباب والفتيات ، وجدت معاملات خاطئة كالغدر ، عدم الوفاء ، إخلاف الوعد ، الكذب ... الخ ، لكن ما شعرت بالتقية التي يتحدث عنها بيان فضيلتكم ..
فأين هذه البدع التي يمارسها الشيعة ، أين وجودها بين الناس في غزة ...
وجدت الناس يختلفون في السياسة ، وجدت أصحاب الاجتهادات ... وجدت دعاة يحترمون بعضهم ، وآخرين عكس ذلك ... وجدت الصالح والطالح لكن لم ألمس وجودا للشيعة يا فضيلة الشيخ ... سوى أني سمعت عن اتهامات في إطار الخلاف السياسي بين فتح وحماس والجهاد ، بين الحكومة والسلفية الجهادية ... كالتي حدثت إبان اختطاف صحفي بريطاني وقتل متضامن إيطالي ، وغيرها من الخلافات التي عصفت بالشارع الفلسطيني وكان لفضيلتكم دور في احتوائها بمنهج وسطي يجمع الناس على التوحيد وخدمة الدين وتصحيح الانحرافات الفكرية بأسلوب قائم على الإحسان. حتى عندما أريقت الدماء البريئة وأطلت الفتنة برأسها كنتم سباقين لوأدها.
أما وقد لاحت أذيالها مجدداً، فماذا نحن فاعلون ..
سيدي الأستاذ والشيخ :
عندما تلوح الفتن يهرع العامة إلى العلماء أمثالكم ، يتلمسون منهم الهدى ويقتبسون النور على أيديهم، يسترشدون بحكمتهم ...
هذا تصرف فطري لدى العامة الذين لا يعرفون نظم الكلام عن مقاصد التشريع وكلياته الخمس ...
وهذا مضمون النقطة الثانية :
فعلى فرض أن للشيعة وجود في غزة، وهذا ما لم ألمسه شخصياً وأنتظر من فضيلتكم إجابتي على السؤال حول هذا الوجود، ولكن على فرض أن لهم وجود في غزة ، فهل من سماحة الدين تطهير البلد من خطرهم بالطريقة التي تفضلتم بالدعوة لها ...
ترى من يقود البلد إذاً لنسخة جديدة عن الشام ومأساتها ومأتمها المفتوح ، وعن مصر والعراق ... وغيرها من الأمصار ؟..
يا سيدي الشيخ :
أنتم الملاذ ... تحسنون عندما يسيء الناس ...
ومثلكم لا يحتاج إلى السرد في تفاصيل الأحكام، فأنتم والله من ينهل من علمهم ..
وفقكم الله وحفظ غزة منارة للصلاح والوسطية والمقاومة
ابنكم وتلميذكم محمد البطش


