رام الله -سما- افتتح وزير التربية والتعليم العالي علي أبو زهري، اليوم السبت، مدرسة بنات زبدة الأساسية في محافظة جنين، بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية وصندوق الأقصى، بلغ 550 ألف دولار.
وحضر حفل الافتتاح وزير الاقتصاد الوطني، عضو اللجنة الإدارية لصندوقي القدس والأقصى جواد ناجي، وممثل محافظ جنين يوسف زيد، ووكيل وزارة الحكم المحلي مازن غنيم، ومديرة تربية جنين سلام الطاهر، ورئيس مجلس قروي زبدة صالح عمارنة، وغيرهم من ممثلي المؤسسات المدنية والأمنية والأهلية، وأسرة الوزارة.
وستقوم هذه المدرسة باحتضان أكثر من (110) من الطالبات والطلبة، من صفوف المرحلة الأساسية الدنيا الأربعة، وتضم (7) غرف صفية نموذجية، بالإضافة إلى القاعات الإدارية والخدماتية والساحات.
وأكد أبو زهري أن افتتاح هذه المدرسة يأتي تأكيدا على المضي في الانجازات التربوية المتواصلة بالشراكة مع الداعمين والشركاء المحليين والدوليين، موضحا أن هذه المدرسة تشكل واحدة من سلسلة المدارس المنوي افتتاحها هذا العام الذي يحمل شعار (البناء والتوسع في المدارس).
وبين أبو زهري أن بناء هذه المدرسة يأتي انسجاما مع توجهات الوزارة بالتركيز على بناء المدارس وإضافة الغرف الصفية اللازمة وتوفير كافة مستلزماتها وبأحدث الإمكانات.
وأردف أبو زهري قائلا: 'إن هذا العطاء الزاخر يبين بكل جلاء أهمية التعليم بوصفه استثمارا في الثروة الشبابية الطلابية الفلسطينية التي تعد المورد الأهم في فلسطين في ظل ما نعانيه من نقص في الموارد الأخرى ومن ظروف احتلالية صعبة وقاسية، فإذا كانت عدد من دول العالم تمتلك ثروات طبيعية كبيرة، فإننا في فلسطين نمتلك ثروة إنسانية مميزة مبدعة تلتف حول راية فلسطين، وتعتبر صمام الأمان لقيادتنا وشرعيتنا الحكيمة'.
وشدد أبو زهري على الحرص الذي توليه الوزارة، وبالتعاون مع الشركاء الفاعلين، بالاهتمام بمنظومة التعليم في فلسطين بكافة مكوناتها وعناصرها من بنية تحتية مادية، وبرامج تربوية هادفة إضافة إلى الحرص على توفير البيئة الصفية المناسبة والآمنة لكافة الطلبة في المدارس. موضحا أن هذا الدعم المتمثل في إتمام بناء هذه المدرسة يشكل نموذجا حقيقيا وجادا لتعزيز وتطوير مفهوم الشراكة الوطنية لخدمة قطاع التعليم باعتباره قيمة اجتماعية عليا ورافعة للنهوض الوطني.
وتابع أبو زهري قائلا: 'إن قيمة المؤسسة التربوية تنبع من كونها مؤسسة مجتمعية لا تنجح إلا بتشارك وتضافر الجهود، وتحمّل الجميع المسؤولية من أجل تحقيق مجتمع المعرفة الذي تتكامل فيه الأدوار وتتحول فيه الإنجازات والإسهامات الفردية إلى انجازات مجتمعية انطلاقا من النهج التشاركي الذي يضع الجميع أمام مسؤولياتهم'.
وأعرب أبو زهري عن شكره للبنك الإسلامي للتنمية وصندوق الأقصى على تمويل بناء هذه المدرسة ومدارس أخرى وعلى دعمهم المتواصل ومساندتهم المستمرة لمسيرة البناء والتقدم في كافة أرجاء الوطن.
واختتم الوزير أبو زهري قائلا: 'في هذه المناسبة قد لمست حرصا واضحا من الممولين والإدارة العامة للمشاريع والأبنية ومديرية التربية والتعليم والمجلس القروي وكافة فعاليات المحافظة على إنجاح مسيرتنا التربوية والتعليمية، وهذا بالطبع يمنحنا دفعة قوية للمضي قدماً في تطوير نظامنا التربوي وسياستنا وخطتنا الإستراتيجية التعليمية التي سنحتفل بعد غدٍ الاثنين رسميا بإطلاقها، من أجل الوصول إلى أسمى درجات التميز والإبداع'.
بدوره، أكد الوزير ناجي على الجهود التي تبذلها الحكومة في توفير مستلزمات النهوض بالعملية التعليمية وتلبية الاحتياجات اللازمة لذلك، خصوصا إنشاء المدارس التي تشكل الحاضنة الأساسية والحقيقة لعملية الاستثمار والصمود والثبات.
وشدد ناجي على ضرورة تمكين الإنسان الفلسطيني من الانخراط الحقيقي في مجال الإبداع وقدرته على المنافسة في المجالات العلمية، داعيا إلى أهمية تضافر جهود الجميع وتعزيز الشراكة بين مؤسسات القطاعين العام والخاص والمؤسسات الأهلية للمحافظة على الهوية التعليمة وتمكين أبنائنا من مواصلة المسيرة التعليمية في مختلف محافظات الوطن.
وبين ناجي أن النهوض بواقع التعليم، وتطوير وتحديث عملية التربية والتعليم، يقع في صلب اهتمامات الحكومة، لافتا إلى أهمية الاهتمام بالتعليم والتدريب المهني والتقني لتطوير قدرة السوق الفلسطينية على استيعاب الخريجين للحد من البطالة.
وقال الوزير 'ما كان هذا المشروع أن يتحقق لولا الإرادة الصلبة لأهالي البلدة والمجلس القروي الذي كان يتابع يوميا لانجاز هذا المشروع، ولولا الدور المهم لوزارة التربية والتعليم على اهتمامهم في انجاز المشروع'.
وأضاف 'الجدار يلتهم أراضي هذه البلدة، والمخطط الإسرائيلي يستهدف هذه المنطقة الأمر الذي تطلب ويتطلب منا توفير ما يمكن لتعزيز صمود أهالي هذه المنطقة، والثبات أمام سياسات وإجراءات الاحتلال الإسرائيلية التعسفية الرامية إلى النيل من صمودهم'.
وعبر الوزير ناجي عن تقديره وشكره الكبير للصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بإدارة البنك الإسلامي للتنمية على الدعم الذي يقدمه في مختلف المجالات.
من جهته، أشاد ممثل المحافظ زيد بجهود المؤسسات الوطنية والعامة الرامية إلى خدمة المجتمع الفلسطيني خاصة في مجال التعليم، مؤكدا ضرورة دعم قطاع التعليم وتحسين واقعه خاصة في مثل هذه المناطق.
واعتبر زيد بناء المدارس بمثابة حجر الأساس لتحقيق التنمية والنهوض بالتعليم وتطويره، ورفد المؤسسات الوطنية بالكوادر المؤهلة؛ التي ستتحمل زمام المبادرة وبناء المستقبل الواعد وتلبية طموحات شعبنا، مشيرا في الوقت ذاته إلى الدور الذي يقوم به المعلم ورسالته الوطنية والإنسانية وحرصه على غرس القيم النبيلة في نفوس الناشئة.
من جانبه، أوضح عمارنة أن وجود المدرسة أسهم في توفير بيئة تعليمية آمنة وسليمة، عبر استبدال تلك المدرسة القديمة التي بنيت في أواسط الستينيات بأخرى حديثة ذات مواصفات عصرية.
وأوضح عمارنة أن المدرسة تهدف لخدمة ما يزيد عن 140 طالبا وطالبة في المرحلة الأساسية، داعيا وزارة التربية إلى تزويد المدرسة باحتياجاتها من مختبرات للحاسوب والعلوم وغيرها من الوسائل التعليمية والمستلزمات.
واعتبر عمارنة بناء المدرسة بمثابة رد عملي على سياسات الاحتلال التجهيلية بحق قريته التي استولى فيها على ما يزيد عن 60% من أراضيها لبناء جدار الفصل العنصري.
وقدم عمارنة شكره للصناديق العربية على دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني، خاصة دعم البناء القائم، وشكر وزارة المالية على الدعم المباشر لشراء قطعة الأرض.
كما أثنى عمارنة على جهود الوزارة ومديرياتها في جنين في تقديم تعليم نوعي لأطفالنا، خاصة في هذه المناطق والعمل على وضع قرية زبدة ضمن قائمة أولوياتها.
بدورها، أوضحت الطاهر أن إنشاء هذه المدرسة يعد بمثابة ترجمة حقيقية فعلية لرؤية وزارة التربية، وتنفيذاً لخطتها الإستراتيجية الخمسية التي تسعى لتوفير أجواء مريحة للطلبة، وتقديمِ تعليم نوعي ينهض بقدراتهم، وذلك من خلالِ تدشين المباني المدرسية وجعلها جاذبة لهم ومحفزة على نيل العلم واكتسابه بما أتيح لهم من إمكانات تكنولوجية متطورة.
ولفتت الطاهر إلى الجهود التي تبذلها مديرية تربية جنين لخدمة الطلبة في المحافظة، وتحقيق المصلحة العامة والتشبيك مع المؤسسات الشريكة؛ حيث أثمرت هذه الجهود عن تشييد ثلاث مدارس جديدة هذا العام، إضافة إلى وضع عدة تصورات لإنشاء مدارس أخرى تخدم مختلف مناطق المديرية حال توافر الدعم لبنائها، مؤكدة أن هدف المديرية توفير الأجواء التعليمية المناسبة لطلبتنا في أماكن سكناهم باستحداث مدارس وتوسعتها وصيانتها؛ لتكون مراكز إشعاع علمية مميزة.
وفي ختام حفل الافتتاح، تم توزيع الدروع والشهادات التكريمية على طلبة القرية المتميزين، بالإضافة إلى ممثلي الفعاليات الرسمية والأمنية والمحلية الداعمة لقطاع التعليم.


