رام الله / سما / يوماً ما سُئل الطالب في جامعة بيرزيت مصطفى نهاد البرغوثي عن مصدر الإرادة و العزيمة الكبيرة التي يتحلى بها ، و الإصرار على تحقيق حلمه في دراسة الفيزياء و الفلك رغم إعاقته ، فكانت إجابته " ستيفن هوكينغ " ، و هو من أبرز علماء الفيزياء و كانت حالته شبيهة بحد كبير لحالة المرحوم مصطفى.
المرحوم مصطفى22 عاماً، أصيب بمرض نادر منذ أن خطى أول خطواته في هذه الحياه، أجبره هذا المرض على التعايش مع الكرسي المتحرك،.. وكان طالباً في جامعة بيرزيت يحلم أن يكمل دراسته العليا الماجستر والدكتوراه في الفيزياء والفلك، لكن الموت غيبه الليلة الماضية عن تحقيق أحلامه.
أسرة جامعة بيزيت نعت الطالب البرغوثي وقالت عبر صفحتها على فيس بوك:"تتقدم أسرة جامعة بيرزيت بأحر التعازي والمواساة بوفاة الطالب مصطفى نهاد البرغوثي، والذي يدرس الفيزياء بجامعة بيرزيت".
وأضافت "نعزي أنفسنا طلبة وأساتذة وإدارة بهذه الخسارة... ونأمل أن تبقى روح مصطفى معنا تعلمنا الإصرار والقوة والإرادة".
الناطق باسم الحكومة د.إيهاب بسيسو، نعى الطالب مصطفى البرغوثي ورثاه في كلمات كتبها عبر صفحته على الفيس بوك:" سأخبرك اليوم عن هذا الشاب الذي كنت أراه في جامعة بيرزيت ... على كرسي متحرك يصعد بإصرار حلمه إلى المحاضرات.
ويضيف دبسيسو:"هذا الشاب الذي لم ألتقيه وجها لوجه ... ولكنه كان يدفعني بإصرار خفي نحو السؤال عنه ومعرفته ...هذا الشاب الذي توج الإرادة باسمه ...هذا الشاب الذي رأيت فيه أستاذا استثنائيا.
ويتابع:" هذا الشاب الذي علمني بصدق معنى الإرادة ... وأنا أراه في كل يوم مدفوعا على كرسيه المتحرك نحو محاضراته الجامعية ... أو يقرأ في ظل شجرة ... فأبتسم في داخلي وأشكره بصمت على هذا الدرس ... وأمضي إلى عملي ...عزيزي مصطفى ...اعذرني لأنني لم أخبرك بهذا من قبل ...
ولفت د.بسيسو، إلى أن جامعة بيرزيت خسرت بغيابه معلما في الإرادة ... وطالبا كان يدرس الفيزياء حتى الأمس ...الرحمة لك وأنت تدخل الآن في الأبدية ...تاركا لنا طيفك الجميل ... يذكرنا بك كلما ذهبنا إلى الجامعة ...الرحمة لطالب الفيزياء في جامعة بيرزيت.
استاذة في جامعة بيرزيت جمان قنيص، رثته وقالت:"كنا نتحول إلى أقزام أصغر من عجلات كُرسيّك وأنت تتنقل في ساحات الجامعة، كنتَ تُعلم دروسا عجز عن إعطائها مَن يحملون أعلى الشهادات
عيناكَ العسليتان كانتا تتطعان دوما إلى السماء ... السماء التي كنتَ تطمح أن تَدْرُس فلكَها
إليها صعدتَ وتركتَ الساحاتِ والصفوف".
وتابعت قنيص:"قمرُ هذه الليلة بدرٌ مستدير، افتحوا النوافذ وانظروا إلى الأعلى، فقد تحول مصطفى إلى نجمةٍ متوهجة، اتخذت مكانَها إلى الأبد بجانب القمر، يشِعرني النظرُ إليها أن السماء ازدادت عُلوّا به
وأننا... ازددنا تقزّما بدونه".





