خبر : الفصائل الفلسطينية تتبرأ من نعيم عباس… وترفض سياسة العقاب الجماعي للمخيمات

الجمعة 14 فبراير 2014 08:59 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الفصائل الفلسطينية تتبرأ من نعيم عباس… وترفض سياسة العقاب الجماعي للمخيمات



بيروت وكالاتواصل الجيش اللبناني الخميس تعقّبه للسيارات المفخخة والمطلوبين في ضوء اعترافات الموقوف نعيم عباس، وأفادت معلومات عن تنفيذه مداهمات في منطقة السعديات وضبطه اربعة صواريخ معدة للإطلاق على الضاحية في منطقة الدبية. كما نفذ الجيش عملية بحث مكثفة عن سيارة ثالثة مفخخة، قد تكون وصلت إلى العاصمة بيروت.
وعلم أيضاً أن الجيش اتخذ تدابير أمنية مشددة حول ثكنة محمد زغيب في صيدا، وأقفل كل الطرق المؤدية إليها باستثناء طريق واحد، بعد توافر معلومات عن احتمال وقوع حدث أمني في المنطقة.
وفي المعلومات المتوافرة أن السيّارة المفخخة التي ضبطها الجيش اللبناني وفكّك العبوة التي احتوتها وزنتها حوالى 100 كيلوغرام في كورنيش المزرعة كانت ستفجّر أمام السفارة الروسيّة، وثبت من خلال التحقيقات الأوليّة، أنّ سيّارة الـRav 4 التي ضبطت في الكاراج العائد الى الموقوف نعيم عباس، كانت ستتوجّه الى مقرّ السفارة الروسيّة. أما السيارة الثانية التي ضبطت على حاجز للجيش على طريق عرسال- اللبوة وبداخلها 3 نساء فكانت ستستهدف قناة ‘المنار’ التابعة لحزب الله بعبوة زنتها 40 كلغ.
الى ذلك، أفادت مصادر مطلعة أن لا أدلة في التحقيقات على تورط نعيم عباس بعمليتي اغتيال اللواء فرانسوا الحاج والنائب وليد عيدو، كاشفة أن التحقيق في مديرية المخابرات يجري مع 7 أشخاص هم عباس و ثلاثة آخرون أوقفوا الأربعاء معه، إضافة الى النسوة الثلاث اللواتي اعتقلن على حاجز اللبوة.
وقال مصدر أمني امس أن ‘تعاونا إستخباراتيا لبنانيا وغربيا’ ادّى الى توقيف الفلسطيني نعيم عباس، المتهم بكونه ‘نقطة الوصل’ بين عشرات من مجموعات إرهابية انشأها تنظيم القاعدة ومتفرعاته في لبنان وسوريا وتعمل على تجنيد انتحاريين وإدخال سيارات مفخخة الى لبنان.
وأشار المصدر الى أن القبض على عباس جاء نتيجة ‘تعاون إستخباراتي لبناني وغربي’، على غرار ما حصل في كشف مكان قائد كتائب عبد الله عزام السعودي ماجد الماجد وتوقيفه أواخر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
وأوضح أن التحقيق مع عباس، ‘طويل ومتشعّب’ بالنظر لكونه ‘نقطة الوصل بين عناصر ومجموعات إرهابية متواجدة في لبنان وسوريا.
تزامناً، أدانت قيادة الفصائل الفلسطينية في لبنان في بيان ‘كل العمليات التفجيرية التي حدثت في لبنان’، معبّرة عن الارتياح ‘لإنجاز الجيش بتوقيف المدعو نعيم عباس، الذي نتبرأ منه ومن كل شخص يثبت تورطه في الأعمال الإجرامية’.
وأكدت حرصها ‘على السلم الأهلي في لبنان ودعم وحدته وأمنه واستقراره’، معتبرة أن ‘استهداف لبنان استهداف للقضية الفلسطينية’. ورفضت الفصائل ‘رفضاً قاطعاً استخدام المخيمات الفلسطينية من أي جهة كمنطلق لاستهداف لبنان وشعبه الشقيق، ونؤكد ضرورة تمتين العلاقة الأخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني’. كما أدانت ‘التحريض الإعلامي من بعض وسائل الإعلام تجاه الوجود الفلسطيني في لبنان’، رافضة ‘سياسة العقاب الجماعي للمخيمات الفلسطينية’.
وأكدت ‘أن مشروعنا في لبنان هو مشروع العودة الى فلسطين، ونرفض مشاريع التوطين والتهجير والوطن البديل’.
وفي البقاع، لم تتخط بلدة عرسال بعد خبر ضبط سيارة مفخخة خارجة منها وتقودها ثلاث نسوة من المدينة، ونقلت من البلدة ان أجواء الذهول والاستياء والصدمة تسيطر على الأهالي الذين استنكروا ما حصل .وتضاربت الروايات بشأن جومانة حميد التي كانت تقود السيارة، حيث تحدث البعض عن إمكانية أن يكون تم التغرير بها واستخدامها لإدخال السيارة المفخخة من دون علمها، كاشفين أنها كانت تدخل دائماً الى بلدة يبرود في سوريا حيث تملك متجراً. ولفت آخرون الى أنها ربما كانت تعلم بالسيارة المفخخة، لكنها وافقت على قيادتها كردّ فعل منها على مقتل شقيقها في يبرود منذ فترة. من جهتها، رفضت عائلة جمانة الحديث، فيما رفض الأهالي صبغ عرسال بصفة الإرهاب، مطالبين الجيش بضبط محكم للحدود.
أما والدة هالة رايد، فتحدثت بانفعال عما حصل مع ابنتها، مؤكدة أنها حامل فعلاً ولم تدّع الحمل، وهي استقلت السيارة للتوجه الى طبيب في زحلة وهي بريئة. وطالبت الدولة بكشف الحقيقة وألا يكون الأبرياء كبش محرقة.
من ناحيته، أكد نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي ‘التمسك بالجيش والدولة لضبط الحدود’، مشيراً الى ‘أن هناك 9 نقاط للجيش في المدينة لكن آخر نقطة بعيدة 20 كلم عن الحدود وهذا غير كاف’، مطالباً بتعزيز الجهود، وكاشفاً ‘ أن الدبابات السورية دخلت الأربعاء من جراجير إلى عرسال وعبرها إلى قارة، وهذا خرق للسيادة اللبنانية’.
ولفت إلى ‘أن أصوات المعارك في القلمون تتردد ليلاً في المدينة، وسط تخوف من النزوح الذي يزداد، حيث دخل نحو 400 شخص من سوريا في اليومين الماضيين’.
وكان الجيش اللبناني أقام الحواجز على طريق عرسال-اللبوة، ودقّق في السيارات الخارجة من عرسال.
وفي إطار التدابير الأمنية الوقائية التي يتخذها الجيش على طول السلسلة الشرقية التي تربط الحدود البنانية ـ السورية، عملت جرافاته الخميس على رفع السواتر الترابية بدءاً من جرود القاع مروراً بالأراضي المحاذية لعرسال وصولاً الى جرود بريتال، ما يعوق حركة وصول سيارات مفخخة ومشبوهة الى لبنان. كما استقدمت المؤسسة العسكرية تعزيزات الى هذه المنطقة، وكانت بدأت في هذه الخطوة وطوّرتها في الأيام الأخيرة.
وأفادت مصادر أمنية أن نقاط الضعف في هذه الإجراءات تبقى من جهة عرسال التي لا تزال حدودها مفتوحة مع بلدات سورية تنشط فيها جماعات من المسلحين في المعارضة ولديها أفواج مقاتلة حتى داخل عدد من الأحياء في عرسال.
من جهة أخرى، لوحظت مضاعفة الاحتياطات الأمنية في الهرمل ذات الأغلبية الشيعية والتي تمثلت في إقفال عدد من المعابر والطرق المؤدية الى المدينة تحسباً من وصول سيارات مفخخة يقودها انتحاريون يسعون للوصول إلى قلب الهرمل.