خبر : بالتفاصيل..الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: أحلام جيش الاحتلال تتحقق وبنيته تتغير

الثلاثاء 11 فبراير 2014 07:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
بالتفاصيل..الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: أحلام جيش الاحتلال تتحقق وبنيته تتغير



القدس المحتلة / وكالات / تتفق التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية الصادرة عن جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" أن الأزمة الدائرة في سوريا تصب في مصلحة تعميق التفوق العسكري الإسرائيلي على الجيوش والمنظمات المحطية بها.

المحلل العسكري الاسرائيلي عاموس هرئيل لفت إلى أن قادة جيش الاحتلال يعتقدون أن الجيش السوري وصل إلى منحدر سحيق لم يصل اليه، كما اوردت صحيفة "هارتس" الاسرائيلية.

وتابعت الصحيفة: "أيضا مخزون السلاح الكيميائي الذي يمتلكه النظام السوري وهو المخزون الثاني من حيث الحجم في العالم – يخضع الآن لعملية تفكيك متقدمة.. ضعف القوة العسكرية السورية يسمح حاليا للجيش الإسرائيلي بالمبادرة بتقليص معين في قواته البرية، الذي يتضمن إغلاق عددا لا بأس به من ألوية المدرعات في الاحتياط منذ انشائه"

واضاف"يمكن القول أيضا أن إسرائيل هي المستفيدة فالجيش السوري، العدو الأساسي الذي بُنيت، من أجل مواجهته قوة الجيش الإسرائيلي في العقود الأخيرة، اصبح ظل جيش".

وكشف اللواء افيف كوخافي رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" أن المعلومات التي يملكها تؤكد أن الجيش السوري استخدم نصف الصواريخ والقذائف التي كانت بحوزته في محاربة المتمردين وان كفاءته وصلت الحضيض، على حد تعبيره.

وقال عاموس هرئيل " مخزون السلاح الكيميائي الذي يمتلكه النظام السوري وهو المخزون الثاني من حيث الحجم في العالم يخضع الآن لعملية تفكيك متقدمة و ضعف القوة العسكرية السورية يسمح حاليا للجيش الإسرائيلي بالمبادرة لتقليص معين في قواته البرية، الذي يتضمن إغلاق العديد من ألوية المدرعات في الاحتياط."

وعمقت تداعيات الازمة السورية التفوق الاسرائيلي في مواجهة حزب الله وفقاً لما تشير اليه التقديرات الاسرائيلية التي تزعم أن حزب الله ارسل الى سوريا ما بين 15- الى 20% من مقاتليه. وهذا يشير الى ان حزب الله وفقا لاسرائيل قد اهمل "الجبهة الجنوبية" في مواجهة اسرائيل وانشغل بالقتال من اجل الحفاظ على بقاء نظام الاسد. علماً أن حزب الله بات مضطرا لتخصص الآلاف من مقاتليه للقيام باعمال الحراسة في المناطق الشيعية بالاضافة الى حراسة قياداته وكوادره بعد ان تحولوا لهدف لمنظمات جهادية سنية وهذا يستدعي من حزب الله تخصيص الآلاف من المقاتلين لضمان امن هذه المناطق.وهذا يستهلك قوى بشرية كبرى ليس بمقدور حزب الله توفيرها.

وبالاضافة الى حلم تدمير سلاح المدرعات السوري وانشغال حزب الله بالحرب اللبنانية فإن جيش الاحتلال سعيد جدا بالمعارك التي يخوضها الجيش المصري لعدد من المنظمات التي كرست جهودها خلال الاعوام الماضية لمهاجمة اهداف اسرائيلية انطلاقاً من شبه جزيرة سيناء، مما دفع هذه المنظمات الى ضرب اهداف داخل مصر.

وكان العقيد تامير باردو وهو قائد غولاني السابق قد كشف للقناة الثانية من التلفزيون الاسرائيلية أن التطورات الاخيرة التي نجم عنها تفكيك جيوش عربية وانشغال اخرى بمهام الامن الداخلي تدفع اسرائيل الى زيادة عدد الوحدات القتالية التي تعتمد على اسلوب القوات الخاصة لان الوضع الراهن يشير الى ان المواجهات المقبلة ستكون مع منظمات شبه عسكرية وليس جيوش.

والتغير الجذري الأخير الذي أدخلته إسرائيل على بنية جيشها كان مطلع الثمانيات في أعقاب إبرام معاهدة السلام مع مصر، حيث منحت تلك الاتفاقية إسرائيل المقدرة على تسريح عدد من الوحدات الميدانية كانت متخصصة بالاستعداد لأي مهام قتالية على الحدود مع مصر.

وباتت الاستخبارات الإسرائيلية ترى بتنظيمات الجهاد العالمي كواحد من التهديدات الجدية التي ستضطر إسرائيل لمواجهتا خلال العام الجاري، بسبب حجم هذه التنظيمات، وعداد أعضائها المتنامي، والوسائل القتالية والدافعية القتالية والرغبة بالموت لدى عناصرها لتحقيق أهدافهم، وهذا دفع اسرائيلى الى توسيع الواحدات الاستخبارية العاملة في مجال رصد هذه المنظمات التي باتت تستهلك جزءا كبيرا من الجهد الاستخباري الاسرائيلي في ظل المخاوف من موجة هجمات تستهدف اسرائيل تنفذها هذه المنظمات انطلاقاً من سوريا ولبنان وشبه جزيرة سيناء.

وبحسب المنظرين العسكريين الإسرائيليين فإن صورة جيش الاحتلال خلال الفترة المقبلة ستكون على النحو التالي: عدد اقل من الجنود والدبابات وكثير من الذخيرة والاستخبارات والغوَّاصات والطائرات، مع تقليص عدد ونطاق المناورات. ويملك جيش الاحتلال بحسب التقديرات حوالي ثلاثة آلاف مدرعة، ربعها مدرعات حديثة من طراز ميركافا 3 وميركافا 4، ولكنه قرر ايقاف انتاج هذه المدرعات.

وتسعى إسرائيل لشراء سفن متوسطة الحجم (فرقاطات) من المانيا وهي أصغر من سفن الصواريخ من نوع "ساعر 5" التي تعتمد عليها بحرية الاحتلال حاليا و التي بنيت في الولايات المتحدة قبل عشرين سنة و التي تزن كل واحدة منها 1300 طن، وتنوي اسرائيل الاعتماد على "الفرقاطات" في ما تصفه حماية منصات الغاز " في البحر المتوسط".

ووجدت إسرائيل نفسها مضطرة للاعتماد على الفرقاطات بعد حصول سوريا وحزب الله صواريخ بر- بحر متطورة من إنتاج روسيا إلى الحلبة، من نوع "ياخونت".

وبناء على ذلك فإن تركيبة البحرية الاسرائيلية من حيث عدد سفن الصواريخ يتوقع أن يقل، وفي المقابل سيستوعب سلاح البحرية في السنوات القادمة ثلاث غواصات "دولفين" جديدة من انتاج ألمانيا، ما سيرفع أسطول الغواصات الإسرائيلي إلى ستة" ويأتي كل هذه في سياق تطبيق عقيدة قتالية صاغها قادة بحرية الاحتلال وتنادي ببلورة تفوق بحري إسرائيلي يوازي التفوق الجوي.