قد يكون من السهل على أى إنسان تكوين بعض الصداقات من أجل الاستمتاع بالصحبة فى الحياة.. ولكن قليلا من هذه العلاقات يدوم حتى آخر العمر.. كما أن عددا نادرا منها يمكن أن يعد صداقة بحق..
إن سعى كل إنسان للاحتفاظ بأصدقائه لأطول فترة ممكنة يتطلب اتباع بعض النصائح التى تساعده فى تحقيق هذا الهدف السامى.. وكلما زادت قدرتك على الاحتفاظ بأصدقائك فاعلم أنك شخص ناجح يمتلك ثروة حقيقية تعينه على تحمل مشقات الحياة.
نحن نختار أصدقاءنا بمحض إرادتنا وهو مايجعل علاقة الصداقة تختلف عن العلاقات الأسرية المفروضة علينا بحكم الطبيعة.. وعندما يكون الإختيار لك فهذا يتطلب منك الدقة والحرص فصديقك هو فى النهاية مرآتك التى يراك من خلالها الآخرون.. «قل لى من تصادق أقل لك من أنت». وحين تختار شخصا بعينه يجب أن تسعى جاهدا للاحتفاظ به لتثبت لنفسك حسن اختيارك.
أولا: تقبل عيوب الآخر
الصداقة لاتعنى بالضرورة ان يكون طرفاها متماثلين فى كل الأمور.. فكثيرا مانشعر بالراحة مع اشخاص لا يشبهوننا كثيرا بل نبحث كثيرا عن اصدقاء مختلفين عنا لإكمال الصورة التى تنقصنا.. ولكن قبل أى خطوة لابد ان ندرك ان لكل منا عيوبه التى يجب على الآخر تقبلها.. وان يحترم كل طرف الاختلاف عن الطرف الآخر.. انت لاتصادق انسانا لتصنع منه شبيها لك ولاتجبره على ان يتغير من اجلك. لقد اخترت صديقك بمحض ارادتك كما هو ويجب ان تتقبله كما هو وتتقبل اختلافاتكما ايا كانت.. فى الحياة متسع من البشر يمكنك الاختيار من بينهم ولكن بعد ان تختار ماعليك سوى تقبل العيوب قبل المميزات.. عندما تصل لهذه القناعة تأكد ان الصداقة بينكما ستدوم إلى الأبد.
ثانيا: استمع له وكن رهن إشارته
صديقك ينتظر منك الكثير.. ينتظر ان تشاركه احزانه قبل افراحه.. ان تتواجد معه عندما يحتاج اليك.. أن تكون الشخص الذى يمكنه ان يعول عليه ولايمكنه الاستغناء عنه أبدا.. الصديق فى حياة صديقه هو العصا التى يتوكأ عليها والمرآة التى يرى فيها نفسه.. عليك ايضا ان تتقبل ان صديقك يحتاجك اكثر فى اوقات الشدة وقد يبتعد عنك قليلا مع مشاغل الحياة عندما تروق لك وله الدنيا.. وهذا أمر طبيعى.. إن قياس مدى قوة العلاقة بينكما يجب ان يتم على اساس مدى تواجدك حين يحتاجك مهما كانت ظروفك وليس تواجدك فى كل وقت فأنت ايضا لك ظروف يجب عليه مراعاتها.
ثالثا: لاتكن وصيا على صديقك
من حق الصديق على صديقه ان يساعده فى اتخاذ القرارات الصائبة ولكن ليس فى صيغة نصائح دائمة.. فلاتلعب دور الوصى عليه.. قد تكون احيانا محقا فى اقوالك ولكن فى احيان اخرى يجانبك التوفيق.. لذلك يشعر الصديق بالملل اذا مالعب صديقه دور الأب أو الأخ الكبير.. ان مايحتاجه الصديق هو ان تستمع له وان تساعده فى تحليل المواقف وكيفية الخروج من المشاكل التى تقابله.. عندما يعرض عليك صديقك مشكلة ما استمع له جيدا ووجه له الأسئلة التى تفتح الآفاق نحو الحلول وساعده فى ان يتخذها بنفسه.. احرص على ان تكون حياديا قدر المستطاع حتى لا تخسره.
رابعا: تجنب العلاقات المادية بينكما
العلاقات المادية تفسد العلاقات بين الأصدقاء.. عندما تستدين من صديقك اموالا أو تستعير سيارته فأنت تعرض العلاقة بينكما للاهتزاز.. اذا اضطرتك الظروف للقيام بهذا الأمر يجب ان تتوقع امرا من ثلاثة الايستطيع صديقك الوفاء بالدين لعسر ذات اليد أو أن يتأخر فى الوفاء بالسداد أو أن يحدث اى تلفيات فيما استعاره منك فإذا تقبلت هذه الأمور يمكنك ان تلبى طلبه.. اما اذا شعرت بأن تلك الأشياء سوف تسبب سوء تفاهم بينكما فحاول التنصل بهدوء من الطلب وقل لصديقك صراحة انك لاتريد ان تخسره من اجل المال.
خامسا: تحمل نتائج الأفعال
اذا استدنت من صديقك مالا أو استعرت سيارته مثلا واحدثت بها اى تلفيات فيجب ان تتحمل نتيجة افعالك وترد له خسارته بنفس راضية.. لاتكن كالنعام تدفن رأسك فى الرمال وتلقى اللوم على صديقك لأنه لم يتقبل ماحدث منك بدون قصد.. ضع نفسك مكانه.. لاذنب لكل منكما فى الخسارة التى حدثت ولكن خسارة كل منكما للآخر ستكون الأسوأ.
سادسا: لاتنتقد من يحب
عندما يدخل صديقك فى علاقة خطوبة أو زواج فهو لاينتظر رأيك فى اختياراته.. حتى لو لم يرق لك هذا الإختيار فيمكنك الاحتفاظ برأيك لنفسك.. ان احترامك لمشاعره واختياراته محك اساسى فى العلاقة بينكما.. إن رأيك فى الطرف الآخر سيصل اليه يوما وربما يبتعد عنك حتى يستمتع بالحياة التى تروق له.. ولوفشلت هذه العلاقة يوما ما فلا تعايره بأنك كنت ترى ذلك مسبقا.. ولاتلومه على مافعله فى نفسه حتى لايشعر بالأسف وهو مالايحتاجه فى ازمته.
سابعا: لاتتسرع فى اتخاذ الأحكام
عندما يتأخر صديقك عن ميعاده معك أو يبتعد عنك لبعض الوقت بسبب ظروفه فلاتتسرع فى الحكم عليه وعلى علاقتكما.. ان ماتلوم صديقك عليه اليوم قد تتعرض له انت غدا.. تلمس له الأعذار بقدر المستطاع مادمت تثق فى العلاقة المشتركة بينكما.. ولاتترك الظنون تتلاعب بعقلك حتى لاتفتر صداقتكما.
ثامنا: الحرص على التواصل
علاقتك بصديقك لاتتطلب التواجد الدائم معا أو حتى التواجد فى نفس المكان.. فقد تباعد بينكما ظروف الحياة ولكن احرص على استمرار التواصل بينكما حتى تحافظ عليه وليبقى مطلعا على التطورات التى تحدث فى حياتك بحيث يكون دائما داخل اطار حياتك.. وقد اتاحت وسائل الاتصال الحديثة العديد من الطرق للتواصل من فيس بوك وتويتر وواتس اب وانترنت وتليفون.. فلاحجة لدى اى منكما للتباعد.. فالصديق حتى لو كان بعيدا عن العين لابد ان يبقى دائما قريبا من القلب.
تاسعا: تهاديا تحابا
انتهز كل فرصة ومناسبة لتعبر له عن اهميته فى حياتك.. وبأنك تتذكره دائما.. الهدية هى الوسيلة التى تعبر عن هذه المشاعر.. ولايعنى التهادى ارهاق النفس بالهدايا النفيسة التى ترهق ميزانيتك ولكن الهدية يجب ان تكون مجرد رمز.. من خلالها تقول لصديقك اتذكر يوم ميلادك ويوم تخرجك وعيد زواجك وكل المناسبات السعيدة حتى لو كانت لباقى افراد اسرته.. فبذلك تصله رسالة مهمة مفادها اننى اتذكرك واتذكر كل ما يسعدك.
عاشرا: القدرة على الاعتذار
قد نخطئ احيانا فى حق من نحب أو من يهمنا امرهم.. ولكن قدرتنا على الاعتذار هى التى تمحو كل تلك الخطايا البسيطة التى تحفر حروفا سوداء فى العلاقة.. نعم الاعتراف بالخطأ صعب على كل نفس ولكنه فى النهاية ثمن بسيط من اجل غاية اسمى وهى رغبتك فى الاحتفاظ بصديقك وتطهير النفس من كل الشوائب التى تسببها اخطاؤنا فى حق الآخرين.