خبر : رغم نفيه القاطع لمزاعمها ..معاريف مجددا:إسرائيل تريد دحلان بديلا لعباس

الجمعة 07 فبراير 2014 12:35 م / بتوقيت القدس +2GMT
رغم نفيه القاطع لمزاعمها ..معاريف مجددا:إسرائيل تريد دحلان بديلا لعباس



القدس المحتلة / سما / تناولت "معاريف" في "موساف شباط/ ملحق السبت"، اليوم الجمعة، مرة أخرى الاتصالات التي تجريها إسرائيل مع رئيس جهاز الأمن الوقائي سابقا محمد دحلان، باعتبار أنه قد يشكل بديلا محتملا لرئيس السلطة الفلسطينية الحالي محمود عباس، وقادرا على التوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل.

" بذقن يكسوها شعره الرمادي الشائب، وقميص بلون الخاكي، جلس بروس كاشدان، ، في مقهى في تل أبيب يعج بالرواد. كاشدان هو دبلوماس إسرائيلي رفيع المستوى، وهو سفير إسرائيل المتجول في بدان الخليج، كما يطلق عليه في البرقيات التي يتم تسريبها من وزارة الخارجية الأمريكية لـ"ويكليكس". ورفض الحديث عن طبيعة تحركاته في الفترة الأخيرة.

بهذه الكلمات يستهل الصحافي الإسرائيلي، إيلي بيردنشتاين، مادته عن "خيار دحلان" الإسرائيلي. ويضيف: سألته لقد تركت عملك أليس كذلك؟ إذا بمقدورك الآن أن تتحدث أليس كذلك؟ لكن كاشدان، اليهودي البريطاني الأصل، قصير القامة، وقد احترق شعر وجهه لكثرة تعرضه لشمس الصحراء الحارقة رد قائلا: " ليس بعد". يتضح أن كاشدان بلغ سن التقاعد، ولكن بما أنه لم يكن له بديل، فقد جندته وزارة الخارجية عبر عقد عمل خاص.

قامت العلاقات بين إسرائيل وبعض دول الخليج على مصالح مشتركة لسنين طويلة، وظلت، باستثناء فترة ازدهار قصيرة، بعيدة عن الأنظار. فبعد اتفاق أوسلو وافقت قطر وعُمان عام 1996 على فتح مكتب تمثيلي لرعاية المصالح لإسرائيل. وقامت الإمارات العربية بإغلاق المكتب الإسرائيلي بعد الانتفاضة الثانية في العام 2001، وأغلقت قطر مكتبها في العام 2009.

لكن العلاقات بين دول الخليج وإسرائيل لم تتوقف، وتباينت قوتها بين فترة لأخرى وفقا للتطورات المختلفة. وكان نتنياهو صرح لشبكة تلفزة كندية، مؤخرا، أن دولا عربية كثيرة لا تعامل إسرائيل كدولة عدو بل كـ"دولة صديقة".

ويتضح الآن طبقا لما نشر في وسائل إعلام أجنبية ، أنه تجري لقاءات بين مسؤولين إسرائيليين مع نظرائهم من الخليج والسعودية يتم خلالها بحث قضايا أمنية إقليمية، عبر التعاون في قضايا الطاقة وشراء وسائل تكنولوجية متطورة. على الرغم من القلق العميق والمشترك لجميع دول الخليج إلا أنه يمكن القول إن كل واحدة من هذه الدول تفضل إقامة علاقات منفردة مع إسرائيل وبشكل سري دون إشراك باقي الدول بماهية هذه العلاقات.

ويمكن القول إنه لغاية اليوم، فإن هذه الدول لن تقبل برفع العلم الإسرائيلي على أراضيها،، ورفع مستوى العلاقات معها سيتم فقط في حال إحراز تقدم حقيقي في العملية السياسية.

بعد هذه المقدمة ينتقل مراسل "معاريف" إلى القول، إن الصحيفة علمت أن نتنياهو "أوفد وفي أوج المفاوضات مع الفلسطينيين، مبعوثه الخاص، المحامي يتسحاق مولخو للقاء المسؤول الفلسطيني السابق في السلطة الفلسطينية، محمد دحلان، الذي يعيش في المنفى في إمارة دبي، لكنه ليس واضحا بعد عدد اللقاءات التي جمعت بين الاثنين، لكن مصدرين على الأقل أقرا بأن مثل هذه اللقاءات قد عُقدت سابقا".

وبحسب التقديرات، فإن إسرائيل معنية بالمحافظة على العلاقة مع محمد دحلان ، تمهيدا للحظة التي يرحل فيها أبو مازن عن رئاسة السلطة الفلسطينية. فهناك في إسرائيل من يرى بدحلان مرشحا جديرا بخلافة أبو مازن.

"تجري الاتصالات مع دحلان، أيضا على خلفية الاعتقاد السائد في القيادة الإسرائيلية بأن أبا مازن لن يكون قادرا على التوقيع على اتفاق دائم مع إسرائيل بل إن من شأنه أن يُفشل أيضا التحرك الأمريكي الحالي. وهناك من يعتقد في إسرائيل أن دحلان قد يكون شريكا للسلام خلافا لأبي مازن بل من شأنه أن يكون جسرا يربط بين غزة والضفة الغربية".

وبحسب الصحيفة فإن أحد ادعاءات معارضي التسوية مع الفلسطينيين هو أن أبا مازن لا يمثل الشعب الفلسطيني لأنه يمتنع عن إجراء انتخابات عامة. ادعاء آخر هو أن الفلسطينيين في غزة ليسوا تحت سيطرة وسيادة أبو مازن بل تحت سلطة حماس، ولذلك لن تكون هناك أي مصداقية لإقامة دولة فلسطينية إذا لم يتم إدراج قطاع غزة في اتفاق التسوية الدائم. وقد كان دحلان من قادة جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة ومنن قادة حركة فتح. وقد وجهت له، في حينه، انتقادات بأنه سمح لحماس بالسيطرة على قطاع غزة في العام 2007)، وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2010 بدأت تظهر تقارير أفادت بأن دحلان عمل بالتنسيق مع مجموعات داخل فتح للإطاحة بأبي مازن، وعمل على تشكيل قوة عسكرية تساعده عند الحاجة في عزل رئيس السلطة الفلسطينية، كما وجّه دحلان انتقادات شديدة اللهجة لعباس.

ووفقا لتقارير مختلفة فقد كتب دحلان في رسائل وجهها للرئيس الأمريكي، أثناء الخلافات بينه وبين أبي مازن، ادعى فيها دحلان أن أبا مازن ليس شريكا للسلام خلافا له شخصيا. "ليس بمقدور أبي مازن أن يحقق السلام، أما نحن فقادرون على ذلك، لا بديل عن تغييره وتعيين شخص قادر على تحقيق السلام".

ولكن وبعد إجراء تحقيق وجلسات مختلفة تقرر فصل دحلان من عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح، فيما تمكن دحلان في غضون ذلك من الوصول إلى الأردن ومن هناك إلى دبي.

ويواصل دحلان ، من دبي، محاولاته للتأثير على ما يحدث في السلطة الفلسطينية. ووفقا لتقارير مراسل الشؤون الفلسطينية في "معاريف"، آساف غفور، يقوم دحلان بتمويل نشاطات مختلفة في الضفة الغربية، وبضمنها تمويل ميليشيات في مخيمات اللاجئين. ويبدو حاليا أن التأييد لأبي مازن لا يزال كبيرا ويصل، وفق استطلاع نشر أمس إلى 60%، لذلك لا مجال حاليا للحديث عن الانتخابات.

في المقابل، تقر الصحيفة أن دبلوماسيين غربيين ممن يتابعون الشأن الفلسطيني ونشاط دحلان، قد سخروا عند سماع نبأ العلاقة التي تسعى إسرائيلي لتوثيقها مع دحلان. وقال هؤلاء: "إنه لا يوجد أدنى أمل بأن يعود دحلان للضفة الغربية، وأنه بعد نشر هذا الخبر، فإن الإحراج الذي سيلحق بإسرائيل من شأنه فقط أن يبعد دحلان عن هذا السيناريو أكثر فأكثر".

وقد رفض ديوان نتنياهو التعقيب على خبر اللقاء بين مولخو وبين دحلان.

                                                      دحلان نيفي 

وكان القيادي الفلسطيني محمد دحلان نفى بصورة قاطعة ان يكون قد التقى مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية إسحاق مولخو في اي مكان او زمان سواء بصورة خاصة او شخصية او سياسية.
واضاف في رد على ما نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية ان تلك اللقاءات محض خيال يستهدف تحقيق المزيد من الضعف و الإرباك لدى المرتعشين من القائمين على الامر الفلسطيني.
واضاف دحلان " لم التق بالسيد مولخو منذ ان كنا مفاوضين رسميين كل يمثل جانبه أواخر التسعينات كخصمين تجمعها طاولة المفاوضات ، وان تطلبت قضية الشعب الفلسطيني ان التقي أية شخصية إسرائيلية في محاضرة او مؤتمر او مناسبة فاني لست ممن يفعلون ذلك سرا و بعقلية الدسائس و التآمر في الخفاء كما فعل البعض ذلك خلال الفترة الاخيرة من الحصار الاسرائيلي القاتل الذي فرض على زعيمنا الراحل ياسر عرفات .
وسخر دحلان من هلع البعض في ' المقاطعة ' مما ذكرته معاريف عن لعبة البدائل قائلا " بديل عن من ؟ و باي غرض ، و اذا كانت القيادة الرسمية غير قادرة على قبول ما هو معروض عليها ، فكيف الحال مع من هم مثلي ممن يرون و ينظرون الى ما يجري بقلق وطني بالغ لهول اقترابه من حدود التفريط .
واضاف دحلان ، هذا أسلوب إسرائيلي قديم ومكشوف في التلاعب بأعصاب الضعفاء عبر وسائل الدعاية السياسية النفسية ، و هذا الأسلوب الاسرائيلي لن يتغير و لن يتوقف و سنقرأ ونرى منه المزيد " .
وتطرق دحلان الى الأوضاع السياسية و حالة المفاوضات الراهنة مقارنة بالتي كانت تجري في سنوات ما بعد أوسلو قائلا " حين كنا نلتقي اي مسؤول إسرائيلي فإننا كنا نفعل ذلك بتفويض من القيادة ومن الزعيم التاريخي الشرعي ابو عمار ومن موقع صاحب الحق الذي قاتل من اجل حقوقه ثم جلس الى الطاولة ليقاتل مرة اخرى عبر المسار السياسي ، و ليس كما يجري اليوم بعد ان وصلت الأمور بكل أسف الى مرحلة تلقي و تقبل الإملاءات بكل أشكالها المهينة وطنيا و فرديا .
وجدد دحلان موقفه المعلن بانه سيقدم كل الدعم و المساندة و دون أية تحفظات للمفاوض الفلسطيني ما دام متمسكا و صلبا في الحفاظ على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني .

 و قال " قلتها مرارا و أكررها هنا بلا أية تحفظات رغم كل الخلافات التي بيني و بين ابو مازن، ورغم كل المظالم لي ولاخوتي و زملائي ، حين يتعلق الامر بفلسطين أرضا و شعبا و حقوقا فأنا لست اكثر من جندي يقاتل دفاعا عن من يتمسك بالحقوق الوطنية ، و ادعم بكل الوسائل اي اتفاق تفاوضي يسفر عن دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 حزيران 1967 و عاصمتها القدس الشرقية كاملة و غير مجزئة سياديا او جغرافيا ، و تأمين حقوق اللاجئين بما يوافق عليه اللاجئين أنفسهم عبر استفتاء صادق و مستقل".

                                     ابو زايدة : اسرائيل تسعى للضغط على الرئيس 

من جهته قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح ان صحيفة معاريف نشرت خبرا اعرف جيدا انه كاذب بأن مبعوث نتنياهو المحامي اسحق مولخو التقى دحلان في دبي للبحث عن بديل للرئيس عباس. 

وقال ابو زايدة على صفتحته على الفيسبوك "ليست هذه المرة الاولى التي ينشر بها الاعلام الاسرائيلي اخبار من هذا النوع ودون ان يكون هناك اي مصداقية او مهنية صحفية و ثانيا لماذا يضطر ان يذهب مولخو  للامارات اليس بامكان اللقاء ان يتم في اي دوله اوروبيه قريبه مثلا وثالثا و الاهم موقف كل الفلسطينيين و في مقدمتهم دحلان هو دعم الرئيس عباس بعدم التفريط بالثوابت الفلسطينينة و رفض وثيقة كيري التي تصادر ما تبقى من حقوق فلسطينية". 

واضاف "من الواضح ان اسرائيل تسعى للضغط على الرئيس بكافة الوسائل بما في ذلك العزف على انغام الخلافات الداخليه الفلسطينية، سواء كان الانقسام او الخلاف مع دحلان بهدف اجبار الرئيس على القبول بتنازلات يرفضها الرئيس و يرفضها دحلان و يرفضها اصغر شبل فلسطيني". واكد ان "الرد العملي على هذه الاكاذيب و هذا الضغط الاسرائيلي هو بانهاء الانقسام الفلسطيني فورا  و بمصالحه اخويه غير قابله للتأجيل بين الرئيس و دحلان ".