القدس المحتلة / سما / تحت عنوان "تصريحات نتنياهو هل هي مناورة ام خطة كشفت قبل اوانها"، كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" في مقال نشر في عددها الصادر اليوم، خلال تطرقها للأزمة الائتلافية التي نشبت في اعقاب التصريحات التي ادلى بها نتنياهو مؤخراً، وسلسلة ردود الافعال التي جاءت رداً هذه التصريحات، حيث أن هذه "البلبلة" لم تضف لقمة الهرم السياسي في اسرائيل مزيداً من الاحترام في اوساط الاسرائيليين.فبعد ردود الافعال هذه، جاء الرد من مكتب رئيس الحكومة بأن هذه التصريحات لم تكن إلا اسفيناً وفخاً لايقاع الفلسطينيين فيه، ولإظهارهم امام العالم كرافضين للسلام وبأنهم يسعون لتطهير عرقي ضد اليهود في المناطق الفلسطينية، فطالما يوجد اقلية عربية فلسطينية في اسرائيل، فلماذا لا يوجد في اقلية يهودية في الدولة الفلسطينية.
وتضيف الصحيفة "ان هدفاً ثانياً كان وراء هذه التصريحات، ومنها تصريحات داخلية.
وقد ادعت المصادر داخل مكتب نتنياهو ان الهجوم المتسرّع لبينت اضرّ بالهدف الحقيقي لهذه التصريحات، مشيرةً إلى انه تصرف بعدم مسؤولية قومية، وكشف بتصرفه هذا هدفاً اساسياً من وراء هذه التصريحات وهو تعرية السلطة الفلسطينية لكي يحظى بعناوين آنية في وسائل الاعلام، وبأن من لا يرغب في سياسات الحكومة فبإمكانه الخروج منها فوراً والبديل موجود حسب مصادر في مكتب نتنياهو.
الا ان هذه التبرير لم يلاقي قبولا في اوساط الرافضين للتصريحات، حيث قالت هذه الاوساط انه إذا كان نتنياهو يقصد الإيقاع بالفلسطينيين، فلماذا لم يضع شركاءه في الائتلاف الحكومي بصورة ذلك؟ حيث جلس نتنياهو وبينت صباح نفس اليوم الذي صدرت فيه هذه التصريحات لأكثر من 6 ساعات على نفس الطاولة (جلسة الحكومة)، ورداً على ذلك فقد قالت مصادر مقربة من نتنياهو انه لم يضع شركاءه بصورة هذه التصريحات خوفاً من التسريبات.
وتختتم الصحيفة المقال بقولها: إذا كان الهدف من وراء هذه التصريحات هو فخ لايقاع الفلسطينيين فقد فشل، فالشرخ بين رئيس الحكومة وشركائه قد تعمّق، بالإضافة الى ان المفاوضات مع الفلسطينيين التي تواجه معيقات كثيرة قبل هذه التصريحات قد تلقت هي الاخرى ضربة جديدة، وفوق كل ذلك فقد كشفت هذه التصريحات ان التصرفات داخل قمة الهرم السياسي تكشّفت مرة اخرى حيث تخفي وراءها مصالح شخصية متناقضة.


