خبر : تفاصيل اللقاء العاصف-بوتين لبندر: تطلبون صواريخ بالستية إلى مصر لضرب إيران والاسد باق

الأربعاء 22 يناير 2014 04:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
تفاصيل اللقاء العاصف-بوتين لبندر: تطلبون صواريخ بالستية إلى مصر لضرب إيران والاسد باق



سما / وكالات / ذكرت صحيفة “السفير” في تقرير مطول في عدد الاربعاء انه وفي اللقاء العاصف الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسكرتير الأمن القومي السعودي ـ رئيس الاستخبارات السعودية العامة الأمير بندر بن سلطان في تموز الماضي، لم يتردد الأخير، في استخدام “لغة المصالح” أكثر من مرة، وحاول أن يغري الروس بصفقات أسلحة لمصر وباستثمارات وشراكة استراتيجية نفطية مفتوحة، تشمل الغاز والمصافي والصناعات البتروكيماوية، لكنه اشترط لذلك كله “إبرام تفاهمات سياسية في الملفين السوري والإيراني”.

واشارت الصحيفة في تقريرها الى ان اللافت للانتباه في ذلك اللقاء، كان أن بندر استهل مداخلته بإبداء استعداده لإعطاء ضمانات أمنية لحماية الألعاب الشتوية في مدينة سوتشي بدءا من السابع من شباط المقبل، فكانت ابتسامة بوتين الحادة أشبه برصاصة، وهي ردة فعله نفسها في المرة الثانية، أي في اللقاء الذي جمع رجلين يأتيان من عالمي الاستخبارات والمال، في الشهر الأخير من العام الماضي في مقر اقامة الرئيس الروسي في نوفو ـ اوغاريوفو، احدى ضواحي العاصمة الروسية.

ولفتت “السفير” الى انه وفي الدقائق الأولى للقاء الثالث عشر من كانون الأول المنصرم، قال بندر لبوتين: فخامة الرئيس، اسمح لي بأن أبلغك تعهدي الشخصي بحماية أمن الألعاب الشتوية في سوتشي. المجموعات الشيشانية هنا (أشار إلى جيبه)، فرد الرئيس الروسي: “الأمر لا يقتصر على الألعاب وحدها، نحن نقوم بجهد لا مثيل له لحماية الألعاب وأي جهد آخر يقدم سيكون موضع ترحيب من جانبنا. لكن هناك أمن بعثاتنا وسفاراتنا.. والمصالح الروسية في العالم. من جانبنا، سنسعى إلى أوسع تعاون في مواجهة الإرهاب الذي يتهدد الجميع من دون استثناء.

وعندها هز بندر برأسه قائلا: “دعنا سيدي الرئيس نتحدث عن صفقات الأسلحة”، عندها، قدم الضيف السعودي شرحا مفصلا  لما كان قد تم الاتفاق عليه في تموز 2013، لافتا الى ان الأولوية السعودية هي لتسليح الجيش المصري الذي يواجه استحقاقات أمنية كبيرة، داخليا وإقليميا…

وتكمل الصحيفة انه وفيما نقل بندر عن وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي إشادته بكرم الروس وسخائهم واستعدادهم للتقسيط على دفعات وآجال طويلة، قاطعه بوتين قائلا: الجنرال كوندراسكو موجود معنا في الجلسة. وسبق له أن زار القاهرة في نهاية تشرين الأول الماضي، في إطار التحضير لزيارة وزيري الخارجية والدفاع، واجتمع وقتها بقادة الجيش المصري واطلع منهم على الحاجات المطلوبة.

وأضاف بوتين: “قال لنا المصريون، انهم بالتفاهم مع السعودية والإمارات، وضعوا على رأس قائمة مشترياتهم منا، تزويدهم بصواريخ روسية بالستية متوسطة المدى تستطيع إصابة العمق الإيراني. هل يعقل هذا الكلام؟ لماذا يريد المصريون تزويدهم بصواريخ محظورة امتنعنا عن بيعها نحن والجيش الأميركي لبلدان عدة في الشــــــــرق الأوسط والعالم، بعدما وقعنا نحن والولايات المتحدة على معاهدة الحد من إنتاج وانتشار الصواريخ البالستية؟”

الى ذلك اشارت الصحيفة الى ان بندر حاول أن يستدرج الروس الى ما يمكن أن يخرج عن “جنيف 2″، فقال بوتين: المدخل المقترح هو أن يبقى بشار الأسد رئيسا خلال المرحلة الانتقالية التي ستقودها حكومة انتقالية وفقا لمقررات جنيف 1 وما سينتج عن جنيف 2، على أن يفوض الرئيس السوري صلاحياته بصورة موقتة لهذه الهيئة الانتقالية بموجب اتفاق دولي، يصار الى تحصينه بقرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي، وهذه المرحلة ستستمر لمدة سنة من تاريخ وضعها موضع التنفيذ، يتم خلالها وضع دستور سوري جديد يتم التصويت عليه في استفتاء شعبي برقابة دولية، وتجري الانتخابات النيابية على اساسه، ثم الانتخابات الرئاسية. وقد اتفقنا مع الأميركيين على أن نضع نحن وهم اقتراحات محددة بأسماء الشخصيات التي ستكون مرشحة لقيادة الحكومة الانتقالية.

واوضحت الصحيفة ان التقارير تشير الى أن ثمة تغييرات تدريجية وبطيئة في الإدارة السعودية، ويراهن الروس ومعهم آخرون على تقدم أدوار شخصيات مثل الأميرين محمد بن نايف وعبد العزيز بن عبد الله. “فهل يمكن تصور إقدام صحافي سعودي مخضرم هو داود الشريان على توجيه انتقادات لرموز دينية يبايعها عشرات ملايين السعوديين وسائر العرب من دون ضوء أخضر من أحد مراكز النفوذ في الحكم السعودي؟