خبر : تقرير : المنحة القطرية تحيي الأمل في نفوس الخريجين الجامعين

السبت 18 يناير 2014 08:02 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تقرير : المنحة القطرية تحيي الأمل في نفوس الخريجين الجامعين




غزة كتب موسى أبو كرش حالة من الترقب والانتظار والأمل باتت تسود أوساط الخريجين الجامعيين في قطاع غزة، بعد أن أعلنت الحكومة القطرية عن استعدادها لاستقبال عشرين ألفٍ من الخريجين والعمال الفنيين العاطلين عن العمل في القطاع، في مختلف التخصصات العلمية والمهنية، ومع أن المنحة القطرية لا تشمل عمال وفنيي وخريجي القطاع فقط ،وإنما تمتد لتشمل الضفة المحتلة ودول الشتات ،إلا أنها أحيت أملاً نائماً في صدور هؤلاء الخريجين بعد أن خفت وبهت وانطفأ في نفوسهم ،لاسيما وأن البطالة ضربت أطنابها في صفوفهم وفي صفوف معظم عمال القطاع المحاصر ،حيث أصبحت فرصة الحصول على عمل في القطاع أشبه بمن يبحث عن إبرة في كومة من القش كما يقول عامل البناء أبو عبدالله الذي يقسم بأن أغورة واحدة لم تدخل بيته منذ حزيران من العام الماضي.
وكان رامي العبدالله وزير الحكومة الفلسطيني ،قد أعلن في كانون ثاني الماضي أن الحكومة القطرية وافقت على استيعاب عشرين ألفاً من الفنيين والخريجين الفلسطينيين خلال زيارته لقطر لينضموا إلى عشرين ألف آخرين يعملون في دولة قطر، ومع أن هذه المنحة لا تشمل أكثر من سبعة ألاف من عمال وخريجي القطاع على أحسن تقدير إلا أنها باتت الهم الأكبر لهؤلاء الخريجين، حيث اتجهت أعينهم صوب حواسيبهم الشخصية لتسجيل طلباتهم لدى وزارة العمل ومتابعة كل جديد يطرأ على هذه القضية ، بعد أن حفيت أرجلهم وضاقت صدورهم من وضع البطالة القائم في القطاع ،حيث ما انفكت الحكومة المقالة تعلن جاهدة بين الفينة والأخرى عن مشاريع لاستيعاب بطالة الخريجين ،إلا أن هذه الفرص ضيقة للغاية ولا تستوعب الأعداد المتزايدة التي تضخها الجامعات سنويا إلى سوق العمل الفلسطيني وهي في أحسن الحالات لا تزيد عن سنة أو ستة أشهر كمشروع جدارة الذي تبنته وزارة العمل في القطاع ، ومما يزيد الوضع سوءاً أن فرص العمل في حقل التعليم والصحة وباقي القطاعات التي توفرها الحكومة ووكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين محدودة أيضا في ظل حصار قاتم وانقسام دخل عامه السابع دون أمل في حل قريب.
يقول محمد عبد الواحد "خريج الرياضيات " أنه منذ تخرجه في العام 2008 لم يجد سوى فرص عمل ضئيلة لا تزيد عن ثلاثة أشهر ،ولا تكفي لسد رمق أسرته المكونة من أربعة أفراد ، مؤكداً أن فرص العمل التي تعلن عنها الحكومة والوكالة محدودة جداً ولا ينالها إلا ذو حظ عظيم، إذ يخضع الخريج لامتحانات تحريرية وشفهية غاية في الصعوبة ولا يستفاد منها عادة إلا لون واحد من الشبان الذين يعملون في بطالة الوزارات وممن ينتمون إلى لون سياسي معروف.
ويؤكد سائد ابراهيم خريج المحاسبة أنه خضع الأربعاء الماضي لامتحان ديوان الموظفين ووزارة العمل في غزة ،شعر خلاله وكأنه لم يدرس المحاسبة في حياته ، رغم أنه من الطلبة المتفوقين.
ويؤكد حسن عبد الهادي أنه بات يحلم كل يوم أنه في قطر، وأن مهر عروسه في جيبه ،ويؤكد ساخرا أنه يتحسس جيوبه في الصباح فيحوقل ويبتسم ملأ فيه قبل أن يعود إلى غمه وحزنه مع أول رشفة شاي.
هذا وقد دأبت كل من الحكومة المقالة ووكالة الغوث خلال السنوات الماضية إلى تضييق الفرص أمام الخريجين ،نظرا لمحدودية الأعداد التي تستوعبها مشاريعهم وبعقود سنوية قابلة للتفنيش والتجديد.