توفي أريئيل شارون، رئيس الحكومة الـ11 لدولة إسرائيل، عن عمر يناهز 85 عامًا بعد أن طرأ تدهور خطير على حالته الصحية"، بهذه العبارة تلقى العالم بأسره نبأ وفاة رجل تعتبره "إسرائيل" أحد أكبر زعمائها، في حين يصفه الفلسطينيون والعالم العربي تارة بالمجرم وتارة أخرى بالسفاح.
ونسلط الضوء في هذا التقرير على أبرز المحطات الرئيسية في حياة شارون منذ ولادته في عام 1928، حتى وفاته في عام 2014م":
ــــ ولد رئيس الوزراء الأسبق "أرئيل شارون" في قرية "كفار ملال" بفلسطين أيام الانتداب البريطاني في السادس والعشرين من فبراير عام 1928م، لأبوين يعود أصلهما إلى اليهود الأشكناز الذين قدموا إلى فلسطين من شرق أوروبا، حيث ولد أبوه في بولندا بيمنا تعود أصول أمه إلى روسيا.
ــــ اختار والد شارون له دراسة الزراعة، وعمِل بالفعل في مزارع "الموشاف"، إلا أنه وبعد فترة قصير اتجه لدراسة التاريخ والقانون حيث التحق بالجامعة العبرية بالقدس، ودرس التاريخ والعلوم الشرقية عام 1953م، ثم درس الحقوق في جامعة تل أبيب 1958م- 1962م، وأتقن أثناء دراسته العبرية، والإنجليزية، والروسية.


ــ انخرط شارون في صفوف منظمة ما تعرف بعصابات الهاجاناه عام 1942 وكان عمره آنذاك 14 سنة، وانتقل للعمل في الجيش الإسرائيلي عقب تأسيس ما يسمى بدولة "إسرائيل" مباشرة، كما شارك في معركة القدس ضد الجيش الأردني ووقع أسيراً بيد الجيش الأردني في معارك اللطرون عام 1948م، وتم تبديله بأسير عربي عندما جرى تبادل الأسرى بعد الهدنة الثانية.


ــــ تزوج شارون مرتين الأولى كانت "مار غاليت" وتوفيت في حادث سيارة عام 1962، وتوفي ابنه من "مار غاليت"، عام 1967 في حادث إطلاق نار عارض، أما زوجته الثانية ليلي شارون وأنجبت منه اثنان عومري وغيلاد وتوفيت في عام 2000م.

ــــ وبعد فترة انقطاع عن الجيش قضاها على مقاعد الجامعة العبرية، عاد للجيش الإسرائيلي وترأّس الوحدة 101 ذات المهام الخاصّة، والتي أثارت الجدل بعد تنفيذها برئاسة شارون مذبحة قبية في خريف 1953م والتي راح ضحيّتها 170 من المدنيين الأردنيين، كما نفذت مجزرة بشعة في مدينة اللد عام 1948م وحصد خلالها أرواح 426 فلسطينياً بعد أن حاصرهم في أحد مساجد المدينة.

صورة من الأرشيف لمجموعة من المدنيين الأردنيين الذين قتلوا على يد شارون
ــــ كما كان من أبرز عملياته العسكرية التي شارك فيها، تعذيب الأسرى المصريين عام 1967م، واجتياح بيروت عام 1982، ومجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982م، والتي راح ضحيتها ما بين 1000-3500 شهيد من بينهم الكثير من النساء والأطفال والشيوخ.
ــــ نجح شارون في حصوله على أول مقعد في الكنيست عام 1973م، كما عمل شارون كمستشار أمني لرئيس الوزراء الأسبق "إسحاق رابين"، ثم شغل منصب وزير الزراعة بين الأعوام 1977-1981م، في حين عينه رئيس الوزراء الأسبق "مناحيم بيغن" في منصب وزير الجيش خلال فترة ولايته.

ــــ وفي عام 1982م، وخلال تولّيه منصب وزير الجيش، ارتكب وبالتعاون مع الميليشيات اللبنانية المسيحية بحق الفلسطينيين الذين هجروا عام 1948م إلى لبنان في مخيم صبرا وشاتيلا في العاصمة بيروت من أكبر المجازر في تاريخ "إسرائيل" وبسبب الانتقادات الحادة الموجهة له قدم استقالته من منصب وزير الجيش.

مظاهرة شارك فيها أكثر من 400 ألف إسرائيلي ضد شارون بعد مجزرة صبرا وشاتيلا
ـــ وأمضى شارون أعواماً في الظل بعد استقالته، شغل خلالها مناصب وزارية ولكن لم يكن له نفس النفوذ كما كان من قبل، إلا أنه ومع قرب نهاية التسعينات بدأ نجمه في البزوغ مجدداً، وفي عام 1999م اختير لزعامة حزب الليكود، الأمر الذي سمح له بتشكيل الحكومة الإسرائيلية.

ــــ وفي عام 2000، وسط التوتر المتزايد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أسهمت زيارة شارون المثيرة للجدل لقبة الصخرة في المسجد الأقصى في إعادة اشتعال الانتفاضة الفلسطينية وسط غضب شعبي ورسمي فلسطيني، ما أدى ذلك إلى اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمصلين الفلسطينيين الذين تظاهروا ضدها، انتهت ب20 قتيلا وبـ 100 جريح من بين المتظاهرين فلسطينيين و25 جريحاً.
ـــ وفي عام2001م فاز شارون بالانتخابات العامة إثر تعهده بالتصدي للهجمات الفلسطينية، وشكل الحكومة الإسرائيلية والتي استمرت لأربع أعوام، لكن العمليات الفدائية استمرت وتعثرت عملية السلام نتيجة تصاعد وتيرة الانتفاضة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ــــ خلال الأعوام 2002-2005م شهدت انتفاضة الأقصى ذروتها في المواجهة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكان شارون في تلك الفترة قد أشرف بنفسه على العديد من عمليات الاغتيال ضد قادة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، كان أبرزها اغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين في 22 مارس عام 2004م أثناء خروجه من صلاة الفجر.
ــــ في عام 2005 قرر شارون الانسحاب من قطاع غزة، وسحب بعض المستوطنات من الضفة الغربية الأمر الذي اغضب الجمهور الإسرائيلي وأعضاء من حزبه، ودفعه الأمر إلى تشديد الإجراءات الأمنية الخاصة به.
ــــ وأدت سياسة فك الارتباط تلك إلى انقسامات في حزب الليكود، وغادر شارون الحزب ليؤسس حزب كاديما الوسطي، وكان يأمل شارون في قيادة الحزب، ولكن صحته حالت دون ذلك، وفي يناير من العام 2006م أصيب شارون بجلطة دماغية شديدة دخل على إثرها في غيبوبة.
ـــــ في يوم 12 نوفمبر 2010 تم نقل أريئيل شارون إلى منزله في مزرعة بالقرب من سيديروت، ومكث فيها حتى قبل شهر من وفاته حيث نقل إلى مستشفى شيبا تل شومير في مدينة بعد تدهور صحته.
ـــــ وفي تمام الساعة الثانية مساءً من ظهر يوم السبت الموافق 11 يناير 2014 في مستشفى شيبا تال هاشومِر، أعلن التلفزيون الإسرائيلي، وفاة رئيس الوزراء الأسبق أريئيل شارون عن 85 عاما، بعد غيبوبة دامت أكثر من 8 سنوات.


