خبر : انساك .. ده كلام !! ...لنا شاهين

الخميس 09 يناير 2014 02:45 م / بتوقيت القدس +2GMT
انساك .. ده كلام !! ...لنا شاهين



انساك ، ده كلام .. انساك يا سلام !! .. حلمك علي ياست خليني افهم ، اهذا كلام في الحب والغرام ، ام تهديد ووعيد بشر انتقام ؟! اتحدى كل من استمعوا الى هذه العبارة او قرؤوها ان يكفوا عن اخذ الامور كواقع مسلم به تعايشنا معه وعشناه بما يكفي للاعتقاد باستحالة تغييره رغم كل مرارته ، او حتى التفكير في انه يمكن ان يكون له وجه اخر غير الذي اعتدناه ، او معنى اخر غير الذي فهمناه وافهمناه لغيرنا حتى بات حقيقة واقعة بوضع اليد وبحكم التقادم ، وان يتوقفوا لحظة ليقرروا على وجه اليقين ما اذا كانت تلك العبارة حبا او كراهية ، وما اذا كانت توددا وتقربا ، ام جر شكل .. وبغض النظر عن كون ام كلثوم عندما تطربنا بها تعطها شهادة مسبقة بانها اخر عشق وهيام ، دعونا ناخذ العبارة اخذ محلل محايد ، يسمع ويقرأ دون ان يعرف خلفية العلاقة بين من يقولها ومن تقال له ، انساك ، ده كلام ، انساك يا سلام ، قد يقولها لك من اسأت اليه يوما اساءة بالغة لا تنسى ، والمثل بيقول الاسى ما بينتسى ، وهناك من يذهب ابعد من ذلك فيقول ، ايش اتذكرلك يا بصلة ، كل عضة بدمعة ، او ايش اتذكرلك يا كهربا ، كل قَطعَة بوقعه اسود من ليل اللي حب ولا طالش ، وقد يقولها لك من يتدله بحبك ، ويتخيل او يتوهم ان حياته بدأت بذلك الحب وتنتهي بهجرك لو هجرت ، وفي الحالتين لا فرق الا ما قد تضيفه على المعنى نبرة صوت القائل وتشديده على كلمات او حروف بعينها ..
لماذا يقال ان الاسى ما بينتسى ، مع ان الكراهية كالحب مشاعر انسانية قد يمتد تفاعلها لفترة تطول او تقصر ، ولكنها في النهاية تتضاءل شيئا فشيئا حتى تتلاشى في غياهب النسيان ، لكن الست سومة تجزم بان ده اللي مش ممكن ابدا ولا افكر فيه ابدا ابدا .. طب معلش ياست ، دعيني اخالفك الرأي مع انني من محاسيبك ومريديك وتابعيك وحواريك وعشاقك ، ده ممكن يا ست ، ولكنك صدقت حينما قلت ولا افكر فيه ، طبعا لا احد يفكر في ان ينسى الحب وهو هائم في ملكوته ، او يشغله الانقلاب على من يسعده ويوفر له كل اسباب الراحة والعيش الهانئ الكريم ، ولا احد يخطط لنسيان الحب ، اذا جدت في الامور امور ويقدر على ذلك بكبسة زر ، ولكن ستائر النسيان تنزل بدون استئذان ، حينما يطفح الكيل فيصبح الحب في خبر كان ، اليس هذا قولك ايضا ياست سومه في اغنيتك التي لا تنسى ، فات المعاد ، فلنحمد الله ونبوس ايدنا وش وضهر إن ذهب الحب بسلام دون ان ينقلب الى عداء .
هل ينقلب الحب الى عداء فعلا ؟ حسب علمي نعم قد يحدث ذلك في حالات خاصة ومحدودة جدا ، مع ان المثل يقول ما محبة الا بعد عداوة ، و لم اسمع مثلا يعكس الآية ويقول ما عداوة الا بعد محبة ، اعترف بانني سمعت الرائعة عزيزة جلال تقول بتخاصمني حبة وتصالحني حبة ، والخصام يكون عادة بين الاحبة ، اي ان المحبة يمكن ان تشهد نوبات خصام ، تستنكرها المطربة التي ظلمتها الظروف كما ظلمت غزة واهلها ظلما بيّنا ، فتضيف بقولها هو الحب لعبة وللا الحب لعبة ، لا طبعا ايتها العزيزة جلال ، الحب ليس لعبة ابدا ، لكن الخصام والمصالحة في الحب لا تعني انقلاب الحب الى عداء او تحول العداء الى حب ، وانما هو مجرد دلع حبايب ، يعني شوية دلال من هنا على شوية اختبار للمعزة من هناك ..
اللهم اجعله خير ، لم تمر كلمة المصالحة في ذهني مرور الكرام ، انا احاول قدر جهدي ان ابتعد عن الهم والغم ولا اجركم معي الى ما يثير الاحزان والاشجان ، ولكن يبدو ان هذا هو قدرنا ، نهرب من المر الى الامر وليس العكس .
اعود الى التحدي من جديد ، هل منكم من يعرف على وجه اليقين ما اذا كان الانقسام الفلسطيني يسكن مربع انساك ده كلام ، ام هو في حقيقة امره مجرد استراحة قصيرة في ركن بتخاصمني حبة وتصالحني حبة ؟ اشعر بان من مالوا الى انساك اكثر بكثير من المتفائلين المتصالحين بطبيعتهم والذين ركنوا الى بتخاصمني حبة وتصالحني حبة ، وفي اعتقادي ان السبب واضح وهو ان الانقسام لم يقلب حالة حب فلسطينية قائمة الى عداء ، ولم ينبثق عن كراهية فقط ، وان كانت تلك المشاعر الانسانية جزءا لا يتجزأ منه ، لكنه في جوهره كان ولا يزال قائما على تضارب مصالح واختلاف نهج ومعتقدات .. بصراحة، سيبكم من اختلاف النهج والمعتقدات والكلام الهلامي المضلل ، ودعونا نركز على الواقع الذي لا يختلف عليه اثنان ، تضارب المصالح ، فكما يقال ليس في السياسة صداقات دائمة ولكن مصالح دائمة .
حسبة بسيطه جدا وكلنا يعرفها كما يعرف اسمه ، قطاع غزة كانت تحكمه السلطة الفلسطينية ، اي حركة فتح ، ولان حركة فتح هي التي كانت الحاضنة لمسيرة طويلة وشاقة اوصلتنا في النهاية الى كيان فلسطيني اطلق عليه اسم السلطة الفلسطينية في غزة والضفة ، او جزء من الضفة ، وبموجب اتفاق اوسلو الذي تفردت به منظمة التحرير وكبرى فصائلها فتح ، واقره اهل غزة بغالبية الاصوات ان لم يكن بالاجماع حينما استقبلوا السلطة ورموزها ورجالها العائدين من الشتات استقبال الابطال ، فقد كان من الطبيعي ان تنبثق السلطة الحاكمة منها ، وان تسيطر الحركة على كل المؤسسات السيادية في هذا الكيان ، وخصوصا المؤسسات الامنية ، ولكن ما لم يكن طبيعيا هو ان تظل حركة فتح متشبثة باعتقادها ان هذه المؤسسات ملك لها وحدها ولا تكون الا بها ، وبالتالي فان حكمها لقطاع غزة ، والضفة بالطبع ، حق مكتسب لا ينبغي لاحد ان يشكك فيه او يحاول الانتقاص منه ، حتى رغم نتائج الانتخابات التشريعية التي طفت بحركة حماس على سطح الواقع السياسي والاجتماعي في قطاع غزة على الاقل . والمضحك المبكي ان الشعب الفلسطيني كان ولا يزال في لعبة الانتخابات تلك ليس الا طاولة اللعب او بالاحرى رجل الطاولة حسب التعبير الدارج ، واذا كانت فتح لم تحترم نتائج الانتخابات التي جاءت بحماس من خارج الملعب وحولتها الى لاعب رئيس ، فان حماس قد زادت بان اغلقت كل السبل وبكافة الحجج والذرائع امام اجراء انتخابات جديدة كاستحقاق دستوري لابد منه لانهاء الانقسام واعادة بناء الكيان الموحد من جديد ، وكانها تخشى ان تدور الدائرة عليها ويفعل بها الناخبون مافعلوه بفتح سالفا ، فقررت ان تكون انتخابات عام 2006 هي الاولى والاخيرة ، ويحرم على عواد يعيدها
وعلى الجانب الاخر فان لجوء حركة حماس الى استخدام القوة في حسم الصراع بينها وبين حركة فتح في غزة ، ايا كان البادئ بهذا الصراع ، وسواء كان ذلك دفاعا عن النفس او حتى عن الشرعية ، او دفاعا عن المكتسبات التي حبتها بها الانتخابات ، وما انتهت اليه الاحداث من سيطرة حماس وبشكل مطلق على القطاع واستبعاد فتح وبشكل مطلق ايضا ، ايا كان اسم تلك العملية ، قد نقل الواقع على الارض من مربع بتخاصمني حبة وتصالحني حبة ، الى مربع انساك ، ده كلام ، او بالعربي الفصيح الى ذلك القول الماثور ، كيف أعاودك وهذا أثر فأسك .. حماس تنسى ما كانت تتعرض له من ممارسات في عهد فتح ؟! ده كلام !! وفتح تنسى ان حماس قد اخرجتها من غزة مهزومة مدحورة واستولت على كل ما لا تزال تجزم انه حق مكتسب لها ؟! ايضا ده كلام !! واضيف من عندي انساك ، يا سلااااااااااااااام !!
نسيان الاساءة او الاسى قد يتاخر او يتقدم استنادا الى معطيات كثيرة منها بقاء الوضع على ما هو عليه ، كما هو الحال لو كانت تلك الاساءة مرتبطة بالخلاف على ملكية شيئ او ارث او خسارة مصلحة من اي نوع ، ولكل ما سبق فانني اكاد اجزم ان كل محاولات المصالحة بين حماس وفتح لم تكن الا ذرا للرماد في العيون وشراء للوقت من هذا الطرف او ذاك انتظارا لحدوث متغيرات معينة على ارض الواقع ، سواء محلية او اقليمية ، وقد كان واضحا ان كل بنود المصالحة يتم الاتفاق عليها وتجاوزها حتى قبل ان يلتقي المتفاوضون بشكل رسمي ومعلن ، ثم ياتي بند المؤسسات الامنية و الانتخابات فلا يبق لهم الا ان يجمعوا اوراقهم ويلقوا بها في اقرب سلة مهملات ويعودوا من حيث اتوا ، وبمزيد من الخلاف .
جدار الثقة لم يهدم فحسب بل تم نهب حجارته وبيعها ولم يبق منه حتى اثر بعد عين ، والمواطن البسيط المسحوق المطحون او بالاحرى جثة هذا المواطن التي تطأها احذية هذا الفريق اوذاك مرفوعة من الخدمة ومسحوبة من المعادلة ، والمصالحة على قاعدة العودة الى ماكان عليه الوضع قبل الانقسام هو المستحيل بعينه بالنسبة لحماس ، والمصالحة على قاعدة ابقاء السيطرة لحماس كما هي الان هو المستحيل بعينه واذنه بالنسبة لفتح ، باختصار ومن الاخر هي قاعدة لا مانع من مصادقة الذئاب ما دام فاسك مستعدا ، وبقاء الفأس مستعدا يعني تفوقا امنيا وللطرفين في آن واحد .. كيف ؟! آتونا بحكيم يستطيع ان يحل المعضلة ويدخل الفيل في سيارة فولكس فاجن دون ان يقول لنا بيعوها واشتروا شاحنة كبيرة .
والله فكرة، ما رايكم لو عرضنا غزة للبيع في مزاد علني ، الا تعتقدون اننا يمكن ان نشتري بثمنها قطعة ولو اصغر مساحة في مكان اخر من هذه الدنيا الواسعة ليس ضروريا ان يكون على ساحل البحر او يتمتع بموقع استراتيجي على طريق القوافل بين مصر والشام ، او ينتسب الى الكنعانيين ويزهو بكونه معروفا منذ ثلاثة الاف وخمسمئة عام ، وانه قد جرح الاسكندر وتسبب في موته وهو في عز شبابه وصوره في كتب التاريخ بتشرح القلب ، صور الاسكندر المقدوني مش قطاع غزة ، بيني وبينكم انا زعلت عليه ، يمكن اكتر من زعلي على رونالدو عندما عرقله البرشلوني عن عمد في الكلاسيكو فاضاع عليه فرصة احراز هدف محتمل ، ثم زاد الحكم بان ضرب طناش فاضاع عليه فرصة احراز هدف محقق .
كان لك معايا اجمل حكاية في العمر كله ، طيب مع كل تقديري لمشاعرك النبيلة ياست لا توجد اجمل حكاية للحب بالمطلق ، بل مواطن جمال تختلف من حكاية الى اخرى ، الا حكاياتنا مع حكامنا وحكوماتنا ليس فيها من الجمال غير مقولة عزة جمالك فين من غير حاكم يذلك
ترى هل يستطيع احدنا ان يقولها لفتح او حماس ، كان لك معايا اجمل حكاية في العمر كله ، او حتى بعضا منه ؟؟ يا عمي خلينا نجيب مالاخر ، ولنعلن عن مزاد لبيع قطاع غزة ، وقد يعوضنا الله بثمن يكفي لشراء اي ارض اخرى وستكفينا مهما صغرت ، لاننا بكل بساطة لن ناخذ معنا لا فتح ولا حماس عندما نرحل .
كمان لازم نرتب امورنا مع شركة الكهرباء وخلوهم يبحبحوها شوية في الايام المقررة لمعاينة الزبائن للبضاعة ، فلا احد حتى الاشباح والعفاريت الزرق يمكن ان يفقد رشده ويغامر بشراء غزة للعيش على ارضها وهو يرى ما نكابده ونحن نتميز غيظا ولكن في صمت الحملان ، كفزاعات طير ننتظر ريح عاد او ثمود كي تقتلع من يقف وراء الانقسام ايا كان انتماؤه وتوجهاته ، وكل من يملك انهاء مأساة انقطاع الكهرباء ولا ينهيها .. ونحن نتعهد لشركة الكهرباء والقائمين عليها ، او النائمين عليها ، بانه عندما تتم الصفقة ونقبض الثمن لن ننساهم .. ننساهم ؟! ده كلام !! اصلا احنا وهم صار النا عمر واحنا في ركن بتصالحني حبة وتخاصمني عشر حبات ، والافضل يساعدونا عشان نحل عنهم ونريح ونستريح . وربنا يسامحهم على كل ما فعلوه بنا . آسفة، ربنا يسامحنا احنا على كل مافعلناه بهم ، الحكاية مش ناقصة وقوع تحت طائلة قانون حظر ذرف الدموع والولولة واللطم على وضع غزة الذي يختص به الصحفيون الفلسطينيون باعتبار ان المهنية كما يراها البعض تحتم عليهم ان يكونوا آلات صماء لا مشاعر لها ، او ربما لكونهم ليسوا من سكان غزة ، يعني بيخلصوا شغلهم اخر النهار وطيران على لندن او باريس .
بكل تأكيد لا تهن علينا غزة ، واسمع من يقول بلدي وان جارت علي عزيزة .. اهلي وان ضنوا علي كرام .. ماشي ياسيدي ، هو احنا ايش كاسر ضهرنا غير الحب ، يبقى بلاها انساك ، وبلاها بتخاصمني حبة ، و يا رب يا فتح و يا حماس تسمعوا الشيخ سيد مكاوي بلّ الله تربته ، خلي شوية عليّ و خلي شوية عليك ، واهو يمكن المركب تمشي بيّ وبيك