خبر : اتفاق عار.. بقلم ...خالد صادق.

الأربعاء 08 يناير 2014 10:22 ص / بتوقيت القدس +2GMT



النص الفاضي

لا وألف لا

" قال وزير الخارجية الصهيوني افيغدور ليبرمان أنه لن يقبل بأي اتفاق مع السلطة الفلسطينية دون مبدأ "تبادل الأراضي" مجددا معارضته لعودة أي لاجئ فلسطيني إلى أراضي الضفة الغربية المحتلة. وأوضح أنه سيشترط في أيّ اتّفاق مُستقبلي بـ"تبادُل أراضٍ وَسُكّان".

قصاص الأثر: لا زالت رحى المفاوضات تدور بعيدا عن انظار الشعب الفلسطيني الذي يفاجئ بمواقف وقرارات لا تعبر عن تطلعاته واهدافه التي يسعى لتحقيقها, الرحى تدور وتصب في حجر الاحتلال, بينما يسمع المفاوض الفلسطيني ضجيجا ولا يرى طحنا, اسرائيل لا تدفع ما يسمى بعجلة السلام, انما تفرض حلولا على الرسميين الفلسطينيين, لأنها لا تؤمن بالسلام ولا تعتبر ان السلطة شريك, اسرائيل قفزت منذ البداية الى المناطق المحظورة, وقالت اننا سنفرض مبدأ تبادل الأر اضي, ولن نسمح بحق العودة, وستفرض على الدول التي يعيش فيها لاجئين فلسطينيين بتجنسيهم ودمجهم مع شعوبهم لتنتهي قضية اللاجئين الى الأبد, هل من الممكن ان نجد من يقبل بذلك, ويتنازل عن الثوابت الفلسطينية, اننا نخشى سماع كلمة نعم الرسمية, في ظل كل هذه التنازلات, لكننا نثق في وعي شعبنا ونراهن عليه, فاللاجئ الفلسطيني سيقول لا وألف لا.

×××

انحراف الرؤية

"أثنى الرئيس الصهيوني شمعون بيرس على "حرب" مصر ضد حركة حماس بقطاع غزة. وأضاف "نحن في عزلة، لكننا لسنا وحدنا". وزعم أن العرب كانوا يريدون اقتلاع "إسرائيل" إبان قيامها، لكنهم اليوم باتوا قنوعين أننا لسنا المشكلة، وادعى أن الدول العربية تدرك تمامًا أن "الإرهاب" هو العدو الأول للعرب.

قصاص الأثر: سؤال محير اطرحه هل بات العرب فعلا على قناعة بأن الفلسطينيين ارهابيين, وان غزة يجب ان تعيش عزلة كالتي عاشتها اسرائيل فيما سبق, هل يمكن ان تنحرف الرؤية الى هذا الحد, ونجد من يسوق مثل هذه الأفكار المنحرفة من ساسة واعلاميين وعلماء ازهر, لقد حدث بالفعل من البعض لقد خرج الساسة على شاشات الفضائيات المصرية الخاصة يتحدثون عن صب الجيش المصري على حكومة غزة, ويدعونه الى ضربها وتسليم السلطة مقاليد الحكم فيها, وخرج علينا الشيخ الازهري احمد كريمة ليهاجم حماس ويوصمها بالإرهاب ويدعو مصر للتخلي عن غزة, اما الاعلام فحدث ولا حرج, ما ان تندلع اعمال عنف او تفجير حتى توجه اصابع الاتهام تلقائيا الى غزة, والأغرب وما يدعو للسخرية ان فضائية السي بي سي المصرية ذكرت اسم احد المتورطين في احداث تفجير الدقهلية وقالت ان هذا الشخص اعتاد على "تفجير نفسه" يا للهول!.

×××

نموذج غزة

انتقد أعضاء كنيست صهاينة تصريحات رئيس الموساد الأسبق مائير دغان بأن الأغوار غير حيوية لأمن "إسرائيل". وقالوا قبل الانسحاب من قطاع غزة قال ساسة وعسكرين ذلك ، ولكن بعد مرور عدة سنوات فقط أصبحت في غزة حكومة حماس، وعشرات الصواريخ أطلقت نحونا وأسر الجندي جلعاد شاليط .

قصاص الأثر: غزة هى العصا التي تلهب ظهر هذا الكيان المغتصب وتشعره بالهزيمة والانكسار, لقد اصبحت بصمودها وبسالتها نموذجا يحتذي لكل شعوب العالم, ومن بينهم الاسرائيليين الذين يستحضرون نموذج غزة في كل شاردة وواردة, ان الصفعة التي وجهتها المقاومة للاحتلال ابان احتلاله لقطاع غزة كانت موجعة, وكشفت زيف نظرية الجيش الذي لا يقهر, فاندحر الاحتلال من غزة على وقع ضربات المقاومة, لكن البعض من بني جلدتنا ينكر علينا ذلك, ويقول ان الاحتلال خرج من غزة طواعية وبإرادته, وان غزة كانت تشكل عليه عبئا اقتصاديا ارادت ان تتخلص منه, رغم ان الاحتلال رغم اندحارة عن غزة لا زال يتحمل العبء الاقتصادي حتى الان, الاحتلال ما كان يمكن ان يندحر عن قطاع غزة الا بفعل المقاومة, فنتائج هذا الاندحار كانت كارثية عليه, بعد ان عززت المقاومة قدراتها العسكرية واصبحت ترد الصاع صاعين لهذا الكيان.

×××

الاستفراد بغزة

أفادت نقابة التجار الفلسطينيين أن سلطات الاحتلال أغلقت معبر كرم أبو سالم، 150 يومًا خلال العام المنصرم 2013، أي بمعدل 41 % من أيام العمل. واعتبر تقرير أصدرته الغرفة التجارية في قطاع غزة تكرار إغلاق معبر كرم أبو سالم "يخالف تفاهمات رفع الحصار وفتح المعابر التجارية وحرية دخول وخروج البضائع.

قصاص الأثر: اتوقع ان يرتفع عدد ايام اغلاق معبر كرم ابو سالم خلال العام الحالي 2014م الى اقصى درجاتها, ولعل الاحتلال اعلن قبل ايام عن انتهاجه لسياسة الخبز مقابل الأمن, وهذا يعني ان الاحتلال سيستفرد بغزة وينتقم من اهلها, خاصة بعد ان تخلت عنها مصر واغلقت المعبر الحدودي وهدمت الانفاق, ولم يبقى الا معبر كرم ابو سالم يمثل شريان الحياة لسكان القطاع, واصبحت المقاومة رهينة سياسة التجويع والعزل التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني, السلطة الفلسطينية ليست بعيدة عن المشهد ولو راجعنا تصريحات الهيئة العامة للبترول كدليل على تورط السلطة في حصار غزة, لوجدنا ان السلطة تمنع ادخال كميات من الوقود للقطاع رغم فتح المعبر التجاري, كي تبقى الازمة قائمة, لقد تداعت الأمم على غزة كما تتداعى الأكلة الى قصعتها, لا لشيء الا لأن غزة اجلت الاحتلال وجابهته واوقفت اطماعه ومخططاته في المنطقة.

.........
تفاق "عار"
اتفاق الاطار الذي يتم حياكته الان على ايدي ترزية الامريكان, بمقاسات اسرائيلية خالصة, والباسه للسلطة الفلسطينية مهما كان مظهره فجا أو قبيحا, ينذر بعواقب وخيمة قد تعصف بمستقبل قوى سياسية رئيسية على الساحة الفلسطينية في حال وقعت على هكذا اتفاق ستكون نتائجه الحتمية كارثية على الشعب الفلسطيني.

وزير الخارجية الامريكي جون كيري تعهد لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالترويج لهذا الاتفاق عربيا, وجلب موافقة من الزعماء العرب على الاتفاق, ونحن ندرك قدرة الادارة الامريكية على انتزاع الموافقة العربية حتى على بيع المسجد الاقصى, لكن السلام لا تصنعه الأنظمة العربية يا سيد كيري, انما تصنعه الشعوب, ولا يمكن للشعوب ان ترتدي ثوبا لا يناسبها.

اتفاق الاطار, او اتفاق العار كما سنطلق عليه, ينص فيما ينص على نشر قوات أمريكية "إسرائيلية" بمشاركة أردنية على الحدود مع نهر الأردن لسبعة عشر عامًا, وتحتفظ "اسرائيل" بموجب الاتفاق بحقها في نشر محطات إنذار مبكر على المرتفعات المطلة على امتداد نهر الاردن, فاين دور السلطة يا ترى, ثم متى كانت امريكا طرفا نزيها يمكن التعويل عليه والثقة به, ونص الاتفاق على بقاء "المستوطنات" ذات الكثافة السكانية تحت السيادة (الإسرائيلية) ومنح قاطنيها حق حمل الجنسية "الإسرائيلية" والفلسطينية, وبأي قانون يا ترى يمكن ان نحاكم هؤلاء اذا ارتكبوا جرما, وهل يمكن ان نضعهم في السجون الفلسطينية, ام ان الاتفاق لا يسمح بذلك, ويؤكد الاتفاق على أن يشكل الجدار الأمني القائم حاليًا الحدود المتفق عليها بين الطرفين الفلسطيني و(الاسرائيلي)، تلازما مع تبادلية الأراضي المتفق عليها بينهما في المفاوضات الجارية, هذا بخلاف التنازل عن حق العودة, وتوطين اللاجئين الفلسطينيين غي البلدان التي يقطنوا بها, وعلى دول الخليج توفير نفقات اعادة تأهيل هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين, بحيث لا تتحمل اسرائيل أي تعويض مادي لهم, ونص على حق السلطة الدخول في اجراءات الإعلان عن إقامة الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح باستثناء السلاح الفردي الخفيف المتعلق بالأمن الداخلي ومكافحة "الارهاب" على الأراضي الواقعة تحت إدارتها. وفيما يتعلق بالاعتراف بيهودية (إسرائيل)، نص الاتفاق على الاعتراف المتبادل بين الدولتين "الجارتين" طبقًا لحق سلطتيهما المشروع في إطلاق المسمى الذي تقرره سلطة كل دولة منهما باعتبار ذلك حق سيادي من حقوق الدول كافة, فمن الممكن ان تعترف السلطة بيهودية الدولة, في مقابل اعتراف اسرائيل بإمبراطوريه فلسطين الكبري المقامة على 2,5% من مساحة فلسطين التاريخية.

اما القدس ومسجدها المبارك فنص الاتفاق على ضرورة التوصل إلى اتفاق يأخذ في الاعتبار تولى الدور الأردني مسئولية الإشراف على مناطق المقدسات المتصلة جغرافيًا بالحدود الشرقية لمدينة القدس الكبرى.

وهكذا تنتهي القضية الفلسطينية بهذا الحل الهزلي, بعد تضحيات جسام قدمها الشعب الفلسطيني على مدار 66 عاما , لكننا نؤكد ما قاله الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي ان "أي اتفاق لا يحافظ على الثوابت الفلسطينية التي ضحى من اجلها الشهداء لن يكتب له النجاح".

اياكم ان توقعوا على هكذا اتفاق حتى لا تكتبوا بأيديكم نهاية مشروعكم السياسي, فالشعب لن يقبل باتفاق اطار, ولن يقبل بحلول تنتقص من حقوقه التي قاتل من اجلها عشرات السنين.