رام الله سماشنت حركة فتح هجوما عنيفا على رئيس فريق الخبراء الروسي فلاديمير اويبا مدير الوكالة الفدرالية للتحاليل البيولوجية الذي اكد الخميس بان اسباب وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كانت طبيعية وليست بسبب وجود مادة البولونيوم المشعة التي وجدت بنسب عالية في عينات اخذت من رفاة الراحل بعد نبش قبره .
واتهم الدكتور جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لفتح، الخميس، رئيس فريق الخبراء الروس بانه “باع نفسه لاسرائيل للادلاء بتلك التصريحات، كون تل ابيب هي من تقف وراء اغتيال عرفات بمادة البولونيوم المشع″، حسب تعبيره.
وتابع محيسن قائلا لـ “القدس العربي”، “الاسرائيليون اشتروه ليقول ذلك الكلام الفارغ”، متسائلا “كيف سلمونا قبل اسابيع تقرير طبي يؤكد بانهم وجدوا نسبة عالية من البولونيوم المشع والرصاص في عينات الرئيس ابو عمار ، وبعد ذلك يخرج علينا بتصريحات فارغة مثله”.
هذا وشددت جهات فلسطينية عديدة امس الخميس بان ما هو معتمد فلسطينيا هي نتائج التقرير الطبي الروسي الذي سلم مؤخرا للجنة التحقيق الفلسطينية والذي يؤكد بان الخبراء الروس وجدوا نسبة عالية من مادة البولونيوم في عينات رفات عرفات ، وان السلطة لم تتسلم شيء رسمي من الخبراء الروس يبطل نتائج تقريرهم السابق .
وقال وزير العدل الفلسطيني الدكتور علي مهنا احد اركان الفريق الفلسطيني للتحقيق في اسباب وفاة عرفات لـ”القدس العربي” بانه لم يطلع على حيثيات التصريحات الصحافية التي نقلت عن رئيس فريق الخبراء الروس بشأن اسباب وفاة عرفات طبيعيا، ومتابعا “ولم نتلق شيء رسمي ينقض تقرير الخبراء الروس الذي سلم لنا قبل اسابيع يؤكد على وجود نسبة عالية من مادة البولونيوم المشع″ جراء الفحوصات التي اجريت على عينات اخذت من رفاة عرفاة.
هذا وساد الاوساط الرسمية الفلسطينية حالة من الصمت بعد ان جاءت تصريحات المسؤول الروسي لتؤكد ما اعلنه فريق التحقيق الفرنسي مؤخرا واكد فيه بان وفاة عرفات كانت لاسباب طبيعية ونتيجة تقدمه بالسن، في حين قال محيسن لـ”القدس العربي” الخميس “الرأي الفرنسي هو موقف سياسي وليس طبي”، مشددا على ان تصريحات المسؤول الروسي لا تمثل حقيقة الموقف الطبي الروسي، وقال “ما هو معتمد عندنا هو نتائج الفحوصات المخبرية التي سلمت لنا من الخبراء الروس″ قبل اسابيع، مضيفا “اما ان يخرج تصريح من هنا او هناك فهذا نعتبره رأيي شخصي ولا يمثل رأي روسيا”، مشددا على ان هناك قناعة مطلقة لدى الفلسطينيين بان اسرائيل هي من اغتالت عرفات، مضيفا “اليهود سمموه، وبالتالي نتائج المختبرات التي سلمت لنا تؤكد المؤكد لدينا”.
هذا وجاءت تصريحات رئيس فريق الخبراء الروس ليعزز المخاوف الذي اثارها فريق التحقيق الفرنسي بشأن وفاة عرفات بشكل طبيعي لدى الفلسطينيين بان مصالح الدول قد تؤثر على مساعي الفلسطينيين في كشف الاسباب الحقيقة لوفاة عرفات ووقوف اسرائيل خلف اغتياله، وذلك رغم نبش قبر الراحل واخد عينات من رفاته لتحديد اسباب وفاته.
وكان خبراء من فرنسا وسويسرا وروسيا حصلوا في 27 من تشرين ثاني من العام الماضي على عينات من رفات عرفات بعد نبش قبره في رام الله، وذلك لفحصها لمعرفة الاسباب التي ادت لوفاته.
وجاء فتح قبر عرفات تحت اشراف السلطة واخذ عينات من رفاته بعد ان اجرى المركز الطبي السويسري تحليلاً لعينات بيولوجية أخذت من بعض الأغراض الشخصية له، لصالح تحقيق لفضائية الجزيرة القطرية حيث عثر على كمية غير طبيعية من مادة البولونيوم في اغراضه الشخصية التي تسلمتها أرملته سهى من المستشفى العسكري الفرنسي في “بيرسي” بجنوب باريس، مما عزز من فرضية ان يكون تم اغتياله بتلك المادة المشعة.
ويسود اعتقاد في الاروقة السياسية الفلسطينية بان ما اعلنه رئيس فريق الخبراء الروس بعد اسابيع مما اعلنه فريق التحقيق الفرنسي بشأن وفاة عرفات هو من اجل طمس حقيقة اسباب وفاة عرفات ومسؤولية اسرائيل عن اغتياله، وذلك بعد ان دخل ذلك الملف في “عملية فرق حساب” ما بين اجهزة الاستخبارات الغربية والروسية بشأن نتائج فحوصات رفات عرفات، في ظل ما تشهده المنطقة من احداث، الى جانب رعاية واشنطن للمفاوضات التي جرى استئنافها مع اسرائيل نهاية تموز (يوليو) الماضي بعد جولات مكوكية قام بها وزير الخارجية الامريكي جون كيري.
هذا واكد السفير الفلسطيني في موسكو الخميس لوكالة الانباء الروسية نوفوستي ان التحقيق في وفاة عرفات متواصل على الرغم من تقرير فريق الخبراء الروس الذي توصل الى ان الوفاة كانت لاسباب طبيعية.
وقال فايد مصطفى في تصريحات نقلتها الوكالة “استطيع ان اقول فقط بانه كان قد تقرر سابقا مواصلة التحقيق. ونحن نحترم موقفهم ونقدر عاليا عملهم. ولكن تقرر مواصلة التحقيق”.
أكدت نتائج التحاليل المعملية فى روسيا أن وفاة عرفات كانت طبيعية ولا تقف وراءها شبه عملية اغتيال، وهو ما يتعارض مع النتائج السويسرية التى أكدت وفاته نتيجة التسمم بالبولونيوم المشع.
وأوضحت صحيفة الديلى تليجراف، أن رئيس هيئة الطب الشرعى فى روسيا، التى أجريت التحاليل على عينات من رفات الزعيم الراحل، أكد أن أسباب الموت كانت طبيعية وليس نتيجة للتسمم الإشعاعى. وتتماشى النتائج الروسية مع تقييم المحقيقين الفرنسيين الذين قالوا مؤخرا إن عرفات لم يمت بالبولونيوم المشع.
ونقلت وكالة إنترفاكس عن فلاديمير يوبا، رئيس الوكالة الإتحادية البيولوجية فى روسيا: “ياسر عرفات لم يمت نتيجة لآثار إشعاعية ولكن لأسباب طبيعية”.
استبعد الخبراء الروس المكلفين تحليل عينات اخذت من جثمان عرفات، الخميس تعرضه لتسمم بمادة البولونيوم مؤيدين بذلك نتائج تقرير فرنسي كان موضع انتقاد سهى ارملة ياسر عرفات.
وكان الخبراء المكلفون من القضاء الفرنسي التحقيق في وفاة ياسر عرفات استبعدوا في تقريرهم فرضية وفاة الزعيم الفلسطيني مسموما مرجحين الموت الطبيعي بحسب مصدر قريب من الملف، مما يثير الجدل مجددا حول هذه القضية البالغة الحساسية.
وقالت النيابة العامة في نانتير قرب باريس في بيان “مع التحاليل التي اجريت والمستندات التي يتضمنها الملف، خلص الخبراء الى غياب تسميم لعرفات بالبولونيوم-210″ وهي مادة مشعة على درجة عالية من السمية.
واشار تقرير طبي فرنسي يعود تاريخه الى 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 الى التهاب بالامعاء وتخثر “شديد” للدم لكنه لم يوضح اسباب الوفاة.
واعلنت سهى عرفات ارملة الراحل لوكالة فرانس برس في السادس من الشهر الحالي انها ستطعن امام القضاء الفرنسي في نتائج التقرير الطبي الفرنسي الخاص بظروف وفاة زوجها.
وتوفى عرفات عام 2004، عن عمر يناهز الـ75، فى مستشفى فرنسى، بعد أربعة أسابيع من سقوطه مريضا عقب تناول وجبة فى مقره برام الله الذى كانت تحيط به الدبابات الإسرائيلية.


