ظهر الثلاثاء الماضى كنت مع الدكتور حسام عيسى نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم فى مقر وزارته بالقصر العينى لإجراء حوار صحفى معه لـ«الشروق». هو تحدث مطولا عن الأساليب المتنوعة التى وصفها بالإرهابية للإخوان وأنصارهم فى الجامعات ومحيطها.
مما ذكره أن بعض طلاب الإخوان يلجأون الى الأبواق العالية الصوت والتى تشبه المستخدمة فى ملاعب الكرة «الفوفوزيلا» من أجل تعطيل الدراسة لأنه مع مثل هذه الأصوات يستحيل على أى طالب أو مدرس أن يسمع الآخر ناهيك عن التركيز.
تركت الدكتور حسام بعد ساعتين ونصف وبالمصادفة التقيت فى المساء بأحد قياديى الإخوان الذى أعتبره من القلائل الذين لايزالون يستخدمون عقولهم.
سؤالى الرئيسى له كان كالتالى: على ماذا تراهنون بعد أن انصرف عنكم الشعب أو يكاد؟.
بطبيعة الحال أنكر الرجل أن الشعب انصرف عنهم بل هو يعتقد أن فرص «كسر الانقلاب» على حد تعبيره زادت عما قبل.
لم أرد أن أدخل معه فى جدل أعرف أنه بلا طائل وطلبت منه الإجابة على ماذا يراهنون؟.
الرجل ــ الذى اختلف مع خيرت الشاطر ورجاله ــ وابتعد عن الأضواء أجاب بوضوح قائلا إن الرهان الرئيسى لمجمل تحركات الإخوان الآن هى إرهاق واستنزاف الشرطة والجيش بالمظاهرات اليومية وجميع أنواع الاحتجاجات والفاعليات حتى تنهار الداخلية كما انهارت يوم 28 يناير عام 2011.
قلت له: وهل لديكم أى أمل فى الانتصار عليهما خصوصا أن قطاعا كبيرا من الشعب معهما الآن؟.
أجاب بأن اليقين الموجود لدى غالبية الإخوان هو أنهم سوف يكسرون الشرطة والجيش بحلول نهاية العام المقبل الذى يحل بعد أيام..
قلت له: وهل تعلمون خطورة محاولة كسر الجيش؟ هذا أمر يعتبر من قبيل الخيانة لأنه يعنى عمليا تقسيم الجيش فرد بقوله إن التنظيم صار ظهره للحائط والحكومة لم تقدم له أى نوع من التسوية ولذلك فإن رهانه إما على انهيار الشرطة أو نوع من «انقلاب القصر» يعيد الأمور الى ما قبل 30 يونية الماضى.
فى تقدير الرجل أن عدد الإخوان الراغبين فى الانتحار او الاستشهاد فى سبيل ما يعتقدون أنه قضيتهم يتزايد بل جزء كبير من هؤلاء من النساء.
تركت الرجل وأنا شبه يائس من أى أمل أن يدرك الإخوان حقائق الواقع. عدت إلى المنزل تصفحت الصحف والمواقع الإلكترونية الإخوانية لأجد أن القاسم المشترك الأكبر هو الحض على التظاهر المستمر لمنع إجراء الاستفتاء على الدستور.
فى منتصف الليل وقعت الجريمة الارهابية الكبرى بتفجير مديرية أمن الدقهلية فى المنصورة والخطر الأكبر أن المواطنين العاديين صاروا يتهمون الإخوان حتى قبل أن تصدر الشرطة أى اتهامات بحق اى جهة. التقدير المبدئى ــ وبغض النظر عن اليد التى ضغطت على زناد التفجير ــ أن الهدف الذى أراده المخطط الأكبر الموجود فى سيناء أو السجن أو أى عاصمة خارجية هو تعطيل الاستفتاء على الدستور. هم يريدون تخويف الناس خصوصا البسطاء بأن الذهاب الى لجان الاستفتاء خطر وغير آمن وبالتالى ينبغى أن تكون الرسالة قد وصلت الى من يهمه الأمر.
الرد العملى على تفجير المنصورة الإرهابى هو الذهاب الكثيف إلى لجان الاستفتاء. إذا تم ذلك فهو أكبر طعنة فى قلب الإرهاب.


