غزة / سما / فاجأت عملية القنص التي نفذها رجال المقاومة بغزة ظهر الثلاثاء، حكومة الاحتلال والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وبدا ذلك واضحًا في سلسلة الغارات التي شنتها المقاتلات الحربية في كافة أرجاء القطاع، والتهديد الذي أطلقه جنرالات العدو ومسؤوليه.
وبارك المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين داود شهاب، عملية القنص التي نفذت بالأمس، واعتبرها ردًا طبيعيًا على الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية في الضفة المحتلة.
وقال شهاب لوكالة أنباء فارس الإيرانية: "قتل الفلسطينيين على الحواجز، وإذلالهم، واقتحام بيوت الآمنين، وترويعهم من قبل "إسرائيل" وجيشها المجرم ومستوطنيها، هذا لن يمر دون رد".
وأشار إلى أن "إسرائيل" أرادت في فترات سابقة أن تعزل غزة، وتفصلها عن عمقها الفلسطيني وعما يجري لأهلنا في القدس، والضفة، والداخل المحتل عام 1948، مبيّنًا أن تعاطفنا ومساندتنا نحن في القطاع مع أهلنا في باقي أنحاء فلسطين المحتلة لن تكون مجرد طقوس فلكلورية.
ونبّه شهاب إلى أن هذه المعادلة الخطيرة التي تحاول "إسرائيل" فرضها لن تمر، مضيفًا: "فلسطين وطن واحد، وشعب واحد، ومقاومة واحدة، ونحن ملزمون بحماية أبناء شعبنا، والدفاع عنهم، أينما كانوا وحيثما وجدوا".
ونوه إلى أن "إسرائيل" وأجهزتها الأمنية والاستخبارية قلقةٌ من تنامي الغضب في الضفة، موضحًا أن الفلسطينيين هناك غير مستعدين للقبول بسياسة الإخضاع التي يمارسها جيش الاحتلال عليهم.
ولفت المتحدث باسم الجهاد الإسلامي إلى أن "إسرائيل" حاولت بالأمس أن تستعرض قوتها في غزة، والمقاومة من جانبها أعلنت حالة الاستنفار، وكانت على جهوزية عالية لتحمل مسؤولية الدفاع عن الشعب الذي يحتضنها، وفق تقديرها للمتطلبات الميدانية.
وأكد شهاب أن "إسرائيل" فوجئت بعملية القنص في غزة الثلاثاء، كما فوجئت قبلها بيوم واحد بعملية "تل أبيب"، وبتصعيد عمليات إطلاق النار، والرشق بالحجارة في الضفة، ولذلك لجأت لاستعراض عضلاتها في القطاع عبر شن سلسلة غارات ادعت أنها استهدفت بنى تحتية للمقاومة الفلسطينية ومخازن للوسائل القتالية.
وتابع يقول: "نحن ندرك مرامي التصعيد الإسرائيلي وأهدافه، وردة فعلنا كقوى مقاومة اختلفت عن ذي قبل"، مشيرًا إلى "إتباعهم تكتيكات جديدة، لا تتحول بموجبها المقاومة إلى مقاومة دفاعية ورادعة فحسب، بل تتعداها لتصنع الفعل على اعتبار أنها حقٌ وواجب".
وتعليقًا على تهديد رئيس كيان الاحتلال شيمون بيرس، لسكان قطاع غزة بقوله: "أنتم تلعبون بالنار (...) وإذا أردتم أن تنعموا بالهدوء، فعليهم التمسك بالهدوء"، قال المتحدث باسم الجهاد الإسلامي: "الذي يجب أن ينعم بالهدوء هم أطفالنا ونساؤنا، الذين يقصفون بصواريخ إرهابكم وإجرامكم وهم داخل منازلهم".
واعتبر شهاب أن هذه التصريحات تأتي في سياق السياسة الإسرائيلية التي تحاول عزل غزة، موضحًا بالقول: "وفق فلسفة بيرس مطلوب من قطاع غزة أن يلتزم الصمت أمام سلخ الضفة والقدس وأهلنا في الداخل المحتل عام 1948".


