خبر : وكأن الباب بقي مواربا أمام الفلتان الأمني وقد كنا نظنه موصدا ... منير أبو رزق

الجمعة 20 ديسمبر 2013 12:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
وكأن الباب بقي مواربا أمام الفلتان الأمني وقد كنا نظنه موصدا ... منير أبو رزق



وكأن الباب بقي مواربا أمام الفلتان الأمني وقد كنا نظنه موصدا، وليس في الظن راحة كما قالت عجائزنا !!

علينا أن نعترف دونما مكابرة، أن التجربة تحاول استنساخ نفسها في الضفة الغربية، بعدما نجحت في غزة، بإسقاط نواة مشروعنا الوطني هناك، وبدافع واستعداد وتنفيذ ذاتي، تكفل به ذوو الرسائل السوداء، وحملة البندقية المأجورة.
أسئلة متناسلة تصطف على حائط الاستفهام، حول هوية من حاول اغتيال وزير الأوقاف والشئون الدينية، الدكتور محمود الهباش مساء أمس، وتوقيت إطلاقه النار، وغايته من إطلاق النار، ولماذا يحاول البعض الربط المشبوه بينها وبين حوادث إطلاق نار سابقة مدانة على سيارتي النائب ماجد أبو شمالة والقيادي سفيان أبو زايدة !!؟؟ . تداعيات الحادثة بشكلها الشمولي تتعدى شخص الوزير نفسه، لتطال بفعلها المنظومة التي يمثلها الهباش، وهي الشرعية التي قضت على مراكز الفوضى والفلتان ثم نقطة على آخر السطر.
لا يكفي أن نصف جرائم اطلاق النار المتلاحقة التي تحدث في الضفة بالجبانة ، لأن الشر لم يكن ذات يوم إلا جبانا، فهي مشبوهة تعاند المعطيات كي تطفو على السطح، وهي رسالة لأجهزة الأمن الفلسطينية، عليها أن تلتقط ما وراء سرابها، بالتعجيل في كشف الجناة جميعهم ووضعهم تحت طائلة القانون.
الدكتور الهباش صاحب رسالة ووجهة نظر، يميزها أنها واضحة ومباشرة، تنضج يوما بعد يوم، برغم من معها أو ضدها، حتى أصبحت موقفا لا يعتمد على أنصاف الجمل في إعلان نفسه، وعليه تكون الرسالة السوداء التي انطلقت من فوهة بندقية مأجورة، ما دام صاحبها قد هرب بعد أن فعل فعلته ملثما، قد كانت ضد موقف، وهنا يعلو السؤال، هل أي موقف مهما كان نوعه، بحاجة إلى زخات الرصاص من هذا النوع !!؟
المفارقة ، أن وزير الأوقاف الدكتور محمود الهباش، كان يستقبل في مكتبه قبل وقت قصير جدا من إطلاق النار عليه، وفدا طلابيا من جمهورية جنوب إفريقيا، يتكون من ستة عشر طالبة وطالبا، جاؤوا شدا للرحال إلى المسجد الأقصى وفلسطين، كي يعلنوا تضامنهم مع شعبنا، بعد أن عطلت قوات الاحتلال دخولهم إلى الضفة الغربية لأكثر من ستة وثلاثين ساعة وأعادت طالبة منهم إلى الأردن .. فماذا لو جرى إطلاق النار على مكتب الوزير وهؤلاء الطلاب في المكتب !!؟ ماذا لو أصيب أحدهم وهم جميعا من أبناء عائلات مسلمة تنبض قلوبها باسم فلسطين !!؟ ماذا سيقول واحدهم عند عودته لبلاده عن فلسطين وشعبها وهو يرى الرصاص الفلسطيني المجهول ينهمر على رأسه بعد أن قطع الدنيا ليصل الى فلسطين متضامنا !!؟ أي جنون وعبث هذا الذي فعله أولئك المجهولون !!؟ ويا أولئك من أنتم بربكم إن كنتم له عابدون !!؟ من أنتم يا أولئك المجانين !!؟

صحفي وكاتب فلسطيني - رام الله