خبر : الأم رفعت إشارة رابعة فى وجه ابنها ...عماد الدين حسين

الخميس 19 ديسمبر 2013 09:31 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الأم رفعت إشارة رابعة فى وجه ابنها ...عماد الدين حسين



قيادى وفدى بارز ذهب مؤخرا إلى زيارة والدته المريضة فى المستشفى، وفوجئ بأن الوالدة ــ التى كان يمنعها مرضها من الكلام ــ تشير إليه بعلامة رابعة بطريقة عصبية، وتطلب منه الانصراف.

الرجل ــ وهو محامٍ بارز ــ شعر بارتباك كبير حينما رأى ذلك، ولوهلة تخيل أن والدته «خلية إخوانية نائمة».

غادر المحامى المستشفى وهو يشعر بالحيرة. فى اليوم التالى تلقى اتصالا من شقيقته حيث اخبرته أن الوالدة صحتها تحسنت وتمكنت من الكلام وانها ترجوه ألا يزورها فى المستشفى لأن الأطباء الذين عالجوها ينتمون إلى جماعة الإخوان، وهى تخشى ان يتعرضوا له بالإيذاء أو حتى لا يعالجوها بطريقة صحيحة إذا علموا أنه ابنها خصوصا أنه دائم الانتقاد للجماعة قبل وبعد 30 يونيو.

المحامى حكى لى القصة قبل حوالى اسبوعين عندما التقيته مصادفة فى احدى القنوات الفضائية، ولم يمانع فى نشرها واسمه موجود معى لمن يريد التأكد.

ليست هذه هى المرة الأولى التى يشعر فيها مرضى بشعور والدة القيادى الوفدى، بل إن خالد داود المتحدث الإعلامى باسم حزب الدستور ألمح ذات مرة إلى أنه شعر بأن الأطباء الإخوان الذين عالجوه بعد الاعتداء الهمجى عليه من قبل أنصار الجماعة قصروا فى سرعة علاجه.

هل يمكن ان يحدث ذلك، هل يمكن ان يخالف الطبيب الإخوانى ضميره الإنسانى والمهنى ويعالج فقط من يكون على هواه السياسى، ويهمل فى علاج المختلفين معه فى الرأى؟!.

للموضوعية لا أملك جوابا قاطعا، وربما يكون لدى أنصار الإخوان وقائع وقصص عكسية تشير إلى أن خصومهم السياسيين ربما يقومون باضطهادهم ايضا عندما يعلمون انهم إخوان، بل سيقولون ان لدينا سجلا بالكثير من القتلى فى الصدامات الدامية والمستمرة منذ 30 يونيو الماضى.

حالة والدة القيادى الوفدى تكشف بوضوح ــ بغض النظر هل هذا الشك صحيح أم لا ــ ان حالة الاستقطاب الحادة فى المجتمع ليست بين الأحزاب والقوى السياسية، بل ــ وهذا هو الأخطر ــ بين المواطنين والأكثر خطورة انها بين أفراد الأسرة الواحدة، وأحيانا بين الأخ وأخيه، أو الابن وأبيه.

السؤال البديهى: هل المجرم الذى ذبح سائق التاكسى المغلوب على أمره فى أحد شوارع المنصورة مساء الاثنين الماضى ولد بمثل هذه السادية أم أنه اكتسبها؟!.

يولد الإنسان بريئا حتى يتلوث بالافكار المتطرفة، وبعدها يتحول ليس فقط إلى وحش بلا قلب بل إلى قنبلة موقوتة ستنفجر فى وجه كل المجتمتع.

الشخص الذى قتل السائق الشهيد لم يتحول فجأة إلى آلة قتل أو وحش يذبح مواطنا آخر بمثل هذه السهولة. هو تلقى تلقينا طويل الأمد يقول له ان زملاءه وإخوانه فى الجماعة هم المسلمون وبقية المواطنين أقل إسلاما وبالتالى فهم «كمالة عدد»، بنفس الطريقة تقريبا التى ينظر بها اليهود إلى غير اليهود أو «الاغيار».

الطريقة التى يفكر بها الإخوان، والسلوك الذى يسلكه أنصارهم فى المظاهرات، والعنف الذى تلجأ إليه الشرطة أحيانا فى المواجهات ستقود إلى كوارث مستقبلية بدأنا نشعر بها الآن.

وما حدث فى المنصورة مجرد نموذج صغير أغلب الظن أنه قابل كثيرا للاستنساخ فى قادم الأيام.

نسأل الله الستر والسلامة.