خبر : للكراهية توجد حدود \ بقلم: زئيف كام \ معاريف

الخميس 12 ديسمبر 2013 07:47 م / بتوقيت القدس +2GMT



 
من حضر هذا الاسبوع لجنة المالية في الكنيست ما كان يمكنه الا يتأثر بالخفة التي يمكن فيها القفز عن احتياجات الحياة للسكان في دولة اسرائيل. فعلى جدول الاعمال كانت نحو 90 مليون شيكل سعت اللجنة الى تحويلها في صالح دائرة الاستيطان في ديوان رئيس الوزراء. قسم كبير من تلك الاموال مخصصة لتلبية الاحتياجات اليومية للسكان في يهودا والسامرة (الضفة). بنى تحتية مختلفة، مؤسسات عامة، وحتى اقامة قرى طلابية – هذه فقط جزء من الاستخدامات التي تستهدفها تلك الاموال. ولمن يتساءل، فانه حتى ولا شيكل واحد حول الى دائرة الاستيطان في نهاية المطاف.
قبل الجدالات التي لا تنتهي بين يوجد مستقبل والبيت اليهودي، والتي ادت بالتحويلات المالية ان تعلق في اللجنة استيقظت النائبة ستاف شبير من العمل في المرحلة التي شرح فيها بان هذه اموال مخصصة للسكان الذين يسكنون في يهودا والسامرة. فما أن سمعت شبير "يهودا والسامرة" حتى تشنفت اذناها على الفور. مال للمستوطينين؟ أعوذ بالله. كيف يمكن على الاطلاق التفكير بمثل هذا القصور؟ فالحديث لا يدور حقا عن بشر. هذا هو بالطبع تفسيري لما قالته شبير.
وهكذا جاء الامر على لسان شبير نفسها: "بدلا من الاهتمام بالطبقة الوسطى، يوجد مستقبل يساعد اسبوع بعد اسبوع في تحول مبالغ هائلة من المال للبناء والبنى التحتية في المستوطنات". فهل انتم فهمتم هذا؟ من ناحية شبير، الطبقة الوسطى وسكان يهودا والسامرة هما شيئان مختلفان تماما. فلا يحتمل أن يكون المستوطنون ينتمون الى الطبقة الوسطى. مستوطنو الطبقة الوسطى؟ ما العلاقة على الاطلاق؟ عالمان مختلفان تماما. يمكن الاختلاف ايديولوجيا اذا كان ثمة مجال للاستيطان في يهودا والسامرة أم لا. ولكن لا يمكن أن نفهم من يتصرف وكأنه لا يدور الحديث عن اناس ذوي حقوق بالضبط مثله. لا يمكن قبول الكراهية العمياء تجاه بشر يفكرون بطريقة مختلفة ويتصرفون بطريقة مختلفة. فهل القرار في السكن في مكان معين يفترض به أن يصادر منك الحق في روضة اطفال لاطفالك؟ الا يستحق المقيم في اريئيل طريقا عاديا بالضبط مثلما يوجد في تل أبيب؟ من ناحية ستاف شبير، أغلب الظن، الجواب سلبي.
دعنا من شبير، ولكن ماذا عن المعيار المرفوض الذي انتهج في الكنيست وبموجبه تدار شقاقات سياسية على ظهر اناس لا علاقة لهم بتلك الجدالات. في يوجد مستقبل قرروا بانهم لن يسمحوا باقرار الاموال للمستوطنين في يهودا والسامرة، فقط لانهم لا يزالون غاضبون من البيت اليهودي في اعقاب عرقلة بضعة قوانين. ما هو ذنب السكان الذين كل صلة بينهم وبين فيتو البيت اليهودي هي صلة مصادفة تماما، تقررت معاقبتهم ردا على سلوك هذا الحزب أو ذاك؟
وان ظننتم بان يوجد مستقبل وحدهم يخطئون في الموضوع، فحقا لا. البيت اليهودي ايضا يتصرفون بذات الطريقة الفاسدة. فهم من جهتهم يرفضون (لاسبابهم الخاصة بهم) السماح بتحويل الاموال لمشاريع هامة مثل "تغليت" او "مسع". وهنا ايضا يطرح السؤال – ما هو ذنب اولئك اليهود الذين سيشاركون في هذين البرنامجين ويريدون ان يزوروا البلاد كي يتعرضوا لبعض الصهيونية؟ من على الاطلاق اخترع هذه الطريقة الشوهاء التي يراد فيها معاقبة حزب سياسي من خلال المباشر بجمهور قد يكون مؤيدا وقد لا يكون مؤيدا لذاك الحزب؟ منذ متى اصبحنا على هذا القدر من البرود والانغلاق الحسي؟.