رام الله / سما / قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه إن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي هي مجرد لقاءات ونقاشات، تسعى إسرائيل منها لكسب مزيد من الوقت للتوسع الاستيطاني وتهويد القدس.
وبين عبد ربه خلال مؤتمر نظمه تحالف السلام الفلسطيني في الذكرى العاشرة لوثيقة جنيف في رام الله، مساء أول من أمس، بعنوان "المفاوضات: الآفاق والتحديات"، أن إسرائيل لا تتحدث خلال اللقاءات سوى عن الاحتياجات الأمنية لها، متجاهلة التزاماتها تجاه الفلسطينيين.
وقال: "تقوم إسرائيل، وتحت ستار الحجج الأمنية، بالتوسع في المستوطنات وبناء الجدار، وتقتحم مناطق السلطة الفلسطينية وتسيطر على أجزاء كبيرة منها".
وشدد على أن "الوضع لا يشير إلى أي تقدم في المفاوضات، لكن التقدم الوحيد في مجال التوسع الاستيطاني، مشيراً إلى أن إسرائيل تحاول استغلال المفاوضات للتأثير على مواقف دولية وعربية خاصة تجميد قرار الاتحاد الأوروبي بمقاطعة منتجات المستوطنات".
وأضاف عبد ربه: "إذا تركت الأمور لنتنياهو، فإن المفاوضات ستنهار قطعاً"، متهماً الجانب الإسرائيلي بأنه لا يريد التوصل إلى حل وتسوية.
وأكد مجدداً رفض القيادة الفلسطينية المطلق لمطالبة نتنياهو الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، وقال: "إن نتنياهو يريد فلسطين التاريخية وطناً قومياً لليهود دون حقوق للفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين".
وأوضح أن القيادة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ذلك ولديها خيارات عديدة، مشيراً إلى أن فلسطين دولة عضو في الأمم المتحدة، وإسرائيل تحتل أراضي هذه الدولة وترفض الانسحاب منها وفق قرارات الشرعية الدولية.
وقال: "هذا يفتح أمامنا آفاقاً عدة لاتخاذ مواقف وإجراءات قانونية وسياسية عدة ضد إسرائيل، خصوصاً أن هناك قراراً أوروبياً بمقاطعة المستوطنات وبضائعها".
لكنه اعتبر أن الأولوية الآن هي لضمان نجاح المفاوضات القائمة، وأن يقوم المجتمع الدولي بدوره في دعم الحقوق الفلسطينية في مواجهة رمز التطرف الإسرائيلي.
وشدد عبد ربه على أنه لن يكون هناك اتفاق سلام دون انسحاب إسرائيلي كامل من جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلت في حزيران العام 1967، وفي مقدمها مدينة القدس، وحل عادل لقضية اللاجئين بالاستناد إلى الشرعية الدولية.
وأشار إلى أنه "في حال أُغلقت هذه الجولة من المفاوضات، فإنها ستكون التجربة الأخيرة في عالم المفاوضات"، محذراً من أن فشلها سينعكس سلباً على أطراف عدة إقليمية ودولية في المنطقة.
وأعرب عبد ربه عن خشيته من محاولة إعادة رسم الحدود الفلسطينية بما ينسجم مع المصالح الإسرائيلية.
وأكد عبد ربه أنه "لا توجد مفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، وإنما مجرد لقاءات ونقاشات تسعى إسرائيل من خلالها إلى كسب المزيد من الوقت للتوسع الاستيطاني وتهويد القدس".
وقال عبد ربه إن "إسرائيل لا تتحدث خلال اللقاءات مع الجانب الفلسطيني سوى عن احتياجاتها الأمنية متجاهلة التزاماتها تجاه الفلسطينيين".
وطالب عبد ربه الدول الأوروبية وأميركا بمشاركة أوسع لدعم مسيرة التفاوض، متسائلاً حول جدوى العضوية الفلسطينية في الأمم المتحدة إن لم يكن هناك ضمانات دولية لأي اتفاق قد يتم توقيعه.
وحمّل عبد ربه الإدارة الأميركية واللجنة الرباعية الدولية مسؤولية انهيار المفاوضات، وقال: "إذا ظلت المفاوضات تدور في حلقة مفرغة لا جدوى منها... كما هو حادث حالياً، فستقع كارثة سياسية لا محالة".
وفي السياق، دعا عبد ربه حركة حماس إلى عدم ربط مصالحها الخاصة باستراتيجية الإخوان المسلمين في مصر، معتبراً أن ذلك يحد من قدرتها على الاستجابة للمصالح الوطنية، مضيفاً أن "على حماس أن تعالج أزمتها في غزة داخل الحدود الوطنية فقط".
20 ألف دونم من أصل مليوني دونمبدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد قريع إن استمرار المفاوضات بشكلها الحالي يعني مزيداً من منح الفرصة للاحتلال لمزيد من البناء الاستيطاني وتهويد القدس، وإن على معسكر السلام الإسرائيلي العمل لتغيير المنهج التفاوضي لدى قادته.
وتحدث قريع حول مقترح كيري بمنح السلطة الفلسطينية 1% من الأراضي داخل المنطقة المصنفة "ج"، مشيراً إلى أن الحديث يدور فقط عن 20 ألف دونم من أصل مليوني دونم هي جزء من الأراضي الفلسطينية.
وبين قريع أن الموضوع الأساس هو إنهاء الاحتلال، وأن عدا ذلك هو تضييع للوقت.
التزام إسرائيل بالشرعية الدولية
كما تحدث في المؤتمر السياسي لتحالف السلام الفلسطيني السفير وولفجانج أماديوس، من وزارة الخارجية السويسرية، وجون جات رتر، رئيس المفوضية الأوروبية في القدس، حيث أكدا على ضرورة التزام الحكومة الإسرائيلية بالشرعية الدولية وقرارات المجتمع الدولي، لإنجاح المفاوضات الحالية.
وأكد وولفجانج دعم حكومة سويسرا لعملية السلام من خلالها دعمها لجهود السلام الحالية وتبنيها لمبادرة جنيف، كما أكد دعم سويسرا لجهود المصالحة الفلسطينية.
وشدد رتر على الدعم الأوروبي للشعب الفلسطيني وقيادته في مسعاهم إلى الاستقلال وإقامة دولتهم المستقلة، والعيش بكرامة وحرية أسوةً بباقي شعوب العالم.
كما أكد د. رائد نعيرات، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، ضرورة الوحدة الوطنية الفلسطينية، ووضع برنامج موحد لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية.
وفي بداية المؤتمر، أكد نضال فقهاء، المدير التنفيذي لتحالف السلام الفلسطيني، أهمية تفعيل الحوار الفلسطيني للنهوض بالحالة الفلسطينية ووضع الاستراتيجيات التي تعزز مكانة فلسطين على الساحة الدولية، والضغط من أجل إلزام إسرائيل باحترام الشرعية الدولية على طريق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين المستقلة.


