خبر : نابلس:"الكتيبة التاسعة" في ثكناتها والمخاوف من حملة أمنية تتبدد

الأحد 08 ديسمبر 2013 02:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
نابلس:"الكتيبة التاسعة" في ثكناتها والمخاوف من حملة أمنية تتبدد



نابلس / سما / تبددت المخاوف التي رافقت دخول "الكتيبة التاسعة" التابعة للامن الوطني الفلسطيني الى مدينة نابلس الاسبوع الماضي، فلم يلحظ المواطنون أي حملات أمنية مركزة في المدينة ومخيماتها، مثلما لم يلحظوا أي انتشار غير طبيعي لعناصر الكتيبة في شوارع ومفترقات المدينة.

وكان اكثر من 600 رجل امن من افراد "الكتيبة التاسعة" التي تعد من افضل الوحدات تدريبا وتسليحا في قوات الامن الوطني الفلسطيني، قد دخلت مدينة نابلس مساء الاثنين الماضي، على متن قافلة تضم اكثر من 80 مركبة عسكرية، قدمت من مدينة اريحا.

وقالت صحيفة القدس المحلية في تقريرا لها :"رغم تطمينات قائد منطقة نابلس العقيد محمد حموده، آنذاك، بان وصول القوة الى نابلس يندرج في مهمة حفظ الامن والقانون في كافة انحاء المحافظة، وليس في مكان بعينه، الا ان التكهنات والتخمينات كثرت عن استعداد القوى الامنية لاقتحام مخيم بلاطة بالذات وتنفيذ حملة امنية واسعة النطاق فيه، وان الكتيبة التاسعة قد جاءت لتحقيق هذا الهدف فقط. وقد حفلت صفحات التواصل الاجتماعي بالتعليقات والتحذيرات والتخمينات والتحليلات والتهديدات، وكأن حربا على وشك الوقوع، أو ان فتنة داخلية تطل برأسها".

ومما عزز الاعتقاد لدى البعض باستهداف مخيم بلاطة بحملة امنية قاسية، ان المخيم قد شهد في الآونة الاخيرة حوادث وشجارات وردات فعل مؤسفة راح ضحيتها قتلى وجرحى، كما شهد المخيم اعمالا احتجاجية اكثر من مرة تخللها رشق قوى الامن بالحجارة, واغلاق مداخل المخيم والشوارع المحيطة فيه بالاطارات المشتعلة، ووصل الامر الى حد الاعتداء على كنيسة بئر يعقوب التاريخية، التي تعد من رموز التلاحم الاسلامي المسيحي ليس في المدينة فحسب، وانما في الوطن ككل.

فصائل وفعاليات مخيم بلاطة اتخذت موقفا حكيما ومسؤولا، فقد سارعت لاصدار بيان اكدت فيه دعمها لسلطة القانون وفرض الامن والنظام، وذهبت الى حد المطالبة برفع الغطاء الوطني والفصائلي عن كل العناصر التي تقف وراء اية اعمال تسيء للمخيم وتاريخه العريق. وحذرت هذه الفصائل والفعاليات في بيانها من انها لن تقف مكتوفة الايدي امام المظاهر السلبية التي تؤدي الى تشويه صورة المخيم من خلال جر صغار السن الى اغلاق الطرق واستهدافات الممتلكات العامة والخاصة، التي هي ملك لنا ولشعبنا والتي كان آخرها استهداف الرمز التاريخي والديني المتمثل في "بئر يعقوب".

القوى والفعاليات والمؤسسات المختلفة في كافة المحافظة، اكدت ايضا في بياناتها ولقاءاتها على الوحدة الوطنية، وضرورة الحفاظ على النسيج المجتمعي في محافظة نابلس، الذي ظل على الدوام متماسكا، فلا فرق بين ابن مدينة او قرية او مخيم، ولا فرق بين مسلم ومسيحي وسامري.

وشددت هذه الاطراف على ان لاحاجة لتنفيذ أي حملات أمنية هنا او هناك، مع دعمها لملاحقة ومحاسبة الخارجين عن القانون بشكل دائم، وان يطبق القانون على الجميع بدون استثناء.

ظلت الكتيبة التاسعة في ثكناتها، ولم تنفذ اية حملات امنية، وكل ما حصل هو قيام قوى الامن بنشاطات روتينية اعتيادية تخللها اعتقال عدد بسيط من المطلوبين لديها، وهو ما بدد مخاف الكثيرين من تنفيذ حملة امنية واسعة النطاق، من شأنها الحاق الاذى بالنسيج المجتمعي، وبالوضع الاقتصادي في المحافظة.

محافظ نابلس، اللواء جبرين البكري، جدد التأكيد على ان "لا حملة أمنية في نابلس، وان ما يجري هو نشاطات أمنية روتينية واعتيادية ومتواصلة تجري بصمت وتستهدف الخارجين عن القانون ومن دون ان تسبب أي اذى للمواطنين او للوضع الاجتماعي او الاقتصادي في المحافظة ككل".

ولم يخف البكري وجود بعض المعيقات في تنفيذ حفظ الامن، ومن بين ذلك الاحتلال وسيطرته الامنية على العديد من المناطق، اضافة الى بعض التعقيدات الميدانية والجغرافية.

ووصف المحافظ البكري الوضع بمجمله في محافظة نابلس بأنه "مقبول ومعقول"، وموضحا ان نابلس نموذجية من حيث التشبيك والتعاون بين مكوناتها وفعالياتها المختلفة، وايمان الجميع بان حفظ الامن هو من الركائز الاساسية لتحقيق الاستقرار والتنمية في المحافظة.