رام الله / سما / قال وزير الشؤون الاجتماعية كمال الشرافي إن الاحتلال مسؤول عن ارتفاع نسبة الاعاقة في فلسطين.وأضاف الشرافي في كلمته باحتفال حاشد نظمه الهلال الاحمر، أن كل المؤشرات والاحصائيات تؤكد ارتفاع نسبة الاعاقة في فلسطين عن النسبة العامة في الاقليم، مع ان كثيراً منها كنسبة التعليم وانتشار الخدمات الاجتماعية والصحية ونشاط منظمات المجتمع المدني تضع فلسطين في مستويات متقدمة في الاقليم.
وأشار إلى ممارسات الاحتلال واعتداءاته وتلويث البيئة الفلسطينية وتسميم المياه والقاء النفايات في الاراضي المحتلة، فضلاً عن مسؤولية الاحتلال المباشرة في ارتفاع نسبتي الفقر والبطالة والقيود على نشاط السلطة والمؤسسات الفلسطينية في خدمة المواطنين والحد من قدرتها على القيام باجراءات الوقاية والعلاج.
وأضاف أن الاهتمام بفئة الاشخاص ذوي الاعاقة من باب دمجهم واحترام كرامتهم اصبحت معيار لقياس تقدم المجتمعات وتحقيقها لانسانية الانسان.
وقال إن العالم يهدف من الاحتفال السنوي بعذه الشريحة إلى تعزيز فهم قضايا الاعاقة وزيادة الوعي المجتمعي لأهمية دعم كرامة وحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة، وأن العالم يسعى الى اظهار الانجازات التي حققتها كل دولة في مجال دعم قضايا الاعاقة ودمجهم في كل جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والرياضية.
وبيّن الشرافي بعض الحقائق والاحصائيات المتضمنة في التقرير العالمي عن الاعاقة، وقال ان هناك مليار شخص يعيشون مع الاعاقة حول العالم، بمعنى ان نسبة الاعاقة تتراوح ما بين 10-15% من سكان الارض، منهم 150 مليون شخص لديهم اعاقات شديدة.
واوضح ان نسبة الاعاقة تزداد بسبب كثرة الامراض وازدياد كبار السن، و80% منهم يعيشون في بلاد نامية، واشار الى ان الاعاقة تكثر لدى الفئات الاقل حظاً والضعيفة وبين الاسر الاقل دخلاً وتحديداً لدى النساء والاطفال وكبار السن والشباب العاطلين عن العمل.
واضاف ان الاشخاص ذوي الاعاقة وفي اغلب الاحيان لا يحصلون على الخدمات الصحيّة اللازمة، حيث 50% غير قادرين على شرائها مقارنة بـ30% من باقي افراد المجتمع، وحسب الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني فان نسبة البطالة بين الاشخاص ذوي الاعاقة بلغت 87% في العام 2011، ولهذا فإن اكثر فئات المجتمع فقراً هم اسر الاشخاص ذوي الاعاقة.
واوضح الشرافي أن الشراكة بين الحكومة ومؤسسات العمل الأهلي والقطاع الخاص مكسب للجميع، وهي بالأساس مكسب لشعبنا وبرامجه الوطنية فالحكومة هي المسؤولة عن وضع ومتابعة الخطط الوطنية والإستراتيجية، وهي الأقدر على تجنيد الموارد، والمؤسسات الأهلية تختزن تجربة تاريخية وعريقة في ميادين العمل الاجتماعي والتنموي.
وقال إن تأهيل الاشخاص ذوي الاعاقة يساهم في استثمار طاقاتهم ووظائفهم واستقلالهم، ويلاحظ ان هناك نقصا شديدا في خدمات التأهيل حيث ان نسبة الثلث قادرة على الحصول على هذه الخدمات او الوصول اليها.
من جانبه، أكد رئيس جمعية الهلال الأحمر يونس الخطيب ضرورة العمل وتكاتف الجهود من أجل إعطاء الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة، على طريق دمجهم في المجتمع.
واستعرض مسيرة التطوع الطويلة التي أنتهجتها الجمعية خلال مسيرتها في خدمة المواطنين وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة، وفي الحفاظ على ديمومة التطوع وتنميته وتطويره ومأسسته.
واستذكر الخطيب مؤسس الجمعية الراحل الشهيد الدكتور فتحي عرفات الذي يعد رمزاً كبيراً من رموز العمل التطوعي الفلسطيني والعمل مع ذوي الإعاقة، والذي صادفت مطلع الشهر ذكرى استشهاده السابعة.


