رام الله / سما / أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح'، تمسكها بالدور الذي تضطلع به مصر كراعٍ لملف المصالحة الوطنية الفلسطينية.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف، في معرض تعليقه على تصريحات أدلى بها عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، بشأن تدخل تركيا وقطر في المصالحة الوطنية الفلسطينية، لشغل فراغ الدور المصري في القضية؛ نظرا لانشغال مصر حاليا بأوضاعها الداخلية.
وقال عساف: 'إن أبو مرزوق ومن خلال هذه التصريحات يعلن باسم حركة حماس وبصفته المسؤول عن ملف المصالحة الوطنية، عن رفضه استمرار تولّي مصر لملف المصالحة، وطلبه بشكل رسمي نقل الملف إلى تركيا وقطر، وكأنه من خلال هذا الموقف يحمّل مصر مسؤولية فشل تحقيق المصالحة حتى الآن'.
وأشار إلى أن هذه التصريحات تعد أيضا تنكرا للدور المصري الكبير الذي بذل طوال السنوات الماضية، لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.
وتساءل عساف عن سبب اختيار أبو مرزوق لتركيا وقطر تحديدا، وعدم اختياره لدولة أخرى مثل المملكة العربية السعودية أو الأردن على سبيل المثال، مضيفا أن الإجابة واضحة للفلسطينيين وللأمة العربية.
وأكد أن حركة فتح متمسكة بالرعاية المصرية لملف المصالحة الوطنية لما لمصر من مكانة كبيرة في قلوب الفلسطينيين، واضطلاعها بدور إقليمي كبير لا يستطيع أحد أن يسد مكانه، كما أن مصر كانت دائما تهدف لمصلحة القضية الفلسطينية ولم تكن تستخدم تلك القضية كورقة لتحقيق مكاسب خاصة بها.
وأعرب المتحدث عن استهجان حركة فتح لموقف أبو مرزوق الذي يحمّل مصر مسؤولية فشل المصالحة، بدلا من أن يشكرها على جهودها طوال هذه السنوات لتحقيق الوحدة الوطنية ودورها في مساعدة الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأكد عساف في تصريحاته، أن الجهة التي تتحمل مسؤولية إفشال جهود المصالحة السابقة ليست مصر بل حركة حماس وحدها؛ لأنها هي التي قامت بانقلاب عام 2007 وما نتج عنه من انقسام، وعطلت الجهود الفلسطينية والمصرية بحجج وذرائع وهمية 'لم تعد تقنع أي طفل'.
وأشار إلى أن أبو مرزوق وقيادة حماس التي تتحدث عن رعاية دول أخرى بديلة لمصر للقضية الفلسطينية، هي نفسها التي أفشلت إعلان الدوحة بين فتح وحماس من خلال إعلان صريح من قادتها أنهم لن يقبلوا تنفيذ هذا الاتفاق، وهي أيضا التي أفشلت جهودا عربية وإقليمية للمصالحة، منها جهود تركيا نفسها.
كما أكد المتحدث باسم حركة فتح، أن المشكلة لم تكن تتمثل يوما في الوسيط بل في أجندة حركة حماس نفسها التي سببت هذا الانقسام وحولت قطاع غزة إلى رهينة حقق قادتها فيه مكاسب ضخمة، حيث يوجد 1800 مليونير من قيادات حماس نتيجة للتجارة غير المشروعة عبر الأنفاق، كما أنها حولت القطاع لقاعدة خلفية للإخوان المسلمين، لتنفيذ مشروعها في المنطقة على حساب فلسطين.


