بيت لحموكالاتفيما أضاء رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمد الله ليلة الاثنين شجرة عيد الميلاد بساحة المهد وسط مدينة بيت لحم إيذانا ببدء احتفالات اعياد الميلاد رسميا، طغى الحديث شعبيا عن حضور فتيات منظمة ‘فيمن’ التي يطلق عليهن ‘عاريات الصدور’ للمدينة التي تم تزيين شوارعها وساحاتها بالانوار والاضاءة.
ورغم ان الجهات الرسمية الفلسطينية أكدت أنه ‘لم ولن’ يسمح لفتيات منظمة ‘فيمن’ بتنفيذ اي فعاليات احتجاجية لهن في ساحة المهد خلال اعياد الميلاد، إلا أن الشارع الفلسطيني في مدينة بيت لحم ما زال يواصل الحديث والتكهن بشأن نجاح تلك الفتيات بالتسلل للاراضي الفلسطينية لتعرية صدورهن في ساحة المهد خلال الشهر الجاري في وقفة احتجاجية.
وفي الوقت الذي يتأمل فيه اهالي المدينة وتجارها واصحاب فنادقها بحركة اقتصادية نشطة جراء تدفق آلاف السائحين لبيت لحم لزيارة مهد المسيح عليه السلام والصلاة في كنيسة المهد يتواصل الحديث في الصالونات الشعبية عن هوية فتيات ‘فيمن’ و’اشكالهن والكيفية التي يعرين فيها صدورهن’، وذلك في ظل انقسام في الرأي ما بين المواطنين بشأن اعتبار تصرفهن بتلك الطريقة يدخل في اطار الحرية الشخصية أو في إطار التعدي على حرمة الشعب الفلسطيني المحافظ.
وفي ظل تواصل الجدل في صفوف الاهالي، والسؤال اذا ما هناك فتيات عربيات ومسلمات في صفوف ‘فيمن’، تلمس بانه ليس هناك اجماعا لدى المواطنين حول ضرورة منع تلك الفتيات من الوصول لبيت لحم خشية اقدامهن على ذلك العمل ‘الفاضح’ في وجهة نظر بعض الاهالي.
واذا قدر لك ان تستمع لبعض ما يدور في المجالس الشعبية بمدينة بيت لحم فإنك تسمع اصواتا من هنا وهناك تقول ‘لا مانع ان عبرنا عن احتجاجهن بتعرية صدورهن، وما علينا الا غض النظر والبصر حتى نمتحن إيماننا ومقدرتنا على مقاومة النظر لهن’، فيما يقول آخرون بان المواطنين سيتصدون لهن قبل ان يستطعن نزع ملابسهن العلوية.
ويتواصل حضور فتيات ‘فيمن’ عاريات الصدور في بيت لحم وجدانيا من خلال حديث المواطنين عنهن وسط انقسام ما بين يعتبر تصرفهن مسيء للشعب الفلسطيني وبين من لا يرى في ذلك اساءة للشعب الفلسطيني بحجة ان هذه هي طريقتهن للتعبير عن احتجاجهن.
ويدور الحديث في المجالس الشعبية عن فتيات تلك المنظمة رغم أن رئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون أعلنت عن رفضها تظاهر ناشطات حركة ‘فيمن’ في مدينة بيت لحم، مؤكدة أن أي تظاهر يخرق الحياء العام والعادات والتقاليد الفلسطينية غير مرحب به وسيتم منعه.
وقالت بابون ‘إن أية تظاهرة تجري في المدينة يجب أن تحصل على ترخيص مسبق وأي حديث عن تظاهر خارج سياق العادات والتقاليد سيفقد معناه بشكل تام’.
وكانت مصادر صحافية قالت إن ناشطات من منظمة ‘فيمن’ سيتظاهرن عاريات الصدور في ساحة كنيسة مهد المسيح بمدينة بيت لحم، خلال أعياد الميلاد المجيدة الشهر الجاري، للإحتجاج على ما تتعرض له المرأة الفلسطينية من ظلم والتعبير عن حقهن في الحرية والتظاهر.
وأشارت إلى أن حركة ‘فيمن’ النسائية التي اشتهرت بتظاهر ناشطاتها عاريات الصدور، تعتزم زيارة الأراضي الفلسطينية الشهر الجاري وستنظم وقفات احتجاجية عاريات الصدور فيها، بالتزامن مع أعياـد الميلاد المجيـدة في مهـد السيد المسيح عليـه السلام ببيت لحم.
وفيما يدور الحديث فلسطينيا بأن فتيات فيمن سيدخلن كسائحات لمدينة بيت لحم للتظاهر عاريات الصدور أمام كنيسة المهد في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، تواصل الاجهزة الامنية والشرطية الفلسطينية استعداداتها لحماية السائحين ومنع اية مظاهر احتجاجية تخل بالعادات والتقاليد الفلسطينية.
وحركة ‘فيمن’ منظمة احتجاجية تدافع عن حقوق المرأة تأسست في أوكرانيا ومقرها باريس، وأصبحت المنظمة معروفة دولياً بعد تنظيمها عدة وقفات احتجاجية لنساء عاريات الصدر، اعتراضا على التمييز على أساس الجنس وغيرها من المشاكل الاجتماعية.
وفي ظل ذلك اللغط الشعبي حول ‘فيمن’ احتفلت مدينة بيت لحم ليلة الاثنين بإضاءة شجرة عيد الميلاد المجيد بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله وعدد من الوزراء ومحافظ بيت لحم، ورجال الدين الاسلامي والمسيحي والدبلوماسيين الاجانب إلى جانب رئيسة بلدية بيت لحم واعضاء المجلس البلدي وقادة الأجهزة الأمنية وممثلي المؤسسات الأهلية والشعبية والمؤسسات الدولية في احتفال كبير اقيم في ساحة المهد.
وشددت رئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون على أن رسالة بيت لحم منذ الميلاد كانت رسالة عدل ومحبة وسلام وستبقى كذلك مهما حدث، مشددة على ان المدينة ستبقى رافعة راية السلام، موضحة ان المدينة واهلها جميعا يرفعون خطاباتهم صلوات على أمل أن تتغير الأوضاع الحالية مشيرة الى ان الفلسطينيين عموما واهالي بيت لحم يرضون لأنفسهم ما يرضونه لغيرهم من شعوب المعمورة.


