خبر : كلمات، كلمات، كلمات \ بقلم: بوعز بسموت \ اسرائيل اليوم

الأحد 24 نوفمبر 2013 02:12 م / بتوقيت القدس +2GMT



إن الصياغة وحدها تفصل بين ايران والغرب للتوصل الى اتفاق – هذا ما سربته أمس المصادر الى الصحف الكثيرة التي تغطي الانعطافة المسماة المحادثات الذرية. يطلب الايرانيون أن يُعترف في الاتفاق المرحلي بحقهم في تخصيب اليورانيوم وإن يكن ذلك بدرجة منخفضة تبلغ 5 بالمئة. والغرب مستعد فقط لتوجيه الايرانيين الى المادة الرابعة من ميثاق عدم نشر السلاح الذري، والى موافقة صامتة. ومشكلتنا هي أنه يوجد بعد تلك النقطة الكثير جدا من النقاط الاشكالية في المشروع الذري الايراني. لكن العالم في جنيف مشغول بـ "كلمات، كلمات، كلمات".

علمتنا الايام الاربعة الاخيرة عددا من الامور المهمة أولها أن العقوبات نجحت في الحقيقة لكن يبدو أن ذلك غير كاف، فايران لم تركع الى الآن وإلا فكيف يمكن أن نفسر الاصرار الايراني على عدم الاستجابة لمطالب القوى العظمى.

وثانيا ليس المشروع الذري الايراني في الحقيقة لأهداف مدنية، ولولا ذلك لاستجاب الايرانيون لما عرضته عليهم القوى العظمى؛ وإن لتخصيب اليورانيوم وبناء مفاعل الماء الثقيل لانتاج البلوتونيوم في أراك وتقييد حركة المراقبين – وهي الاشياء التي ليس الايرانيون مستعدين للتخلي عنها – معنى واحد وهو القنبلة الذرية.

وثالثا ليس للوفد الايراني المبتسم تفويض ليتخلى عن المشروع الذري. فقد حصلوا على بطاقة سفر الى جنيف لاحراز تخفيف للعقوبات لا أكثر.

ورابعا، لتشديد العقوبات فقط قدرة حقيقية على اضطرار ايران الى التكمش والاستجابة للمطالب واعادة المشروع الذري الى الخلف في الأساس. وخامسا، إن عالمنا متلون (وليس هذا جديدا) حينما يكون الامر متعلقا باسرائيل. ففي جنيف في يوم الاربعاء أظهروا اعمالا كالمعتاد وابتسموا للايرانيين بصورة طبيعية جدا بعد أن تحدث خامنئي قبل ذلك بساعات معدودة عن اختفاء اسرائيل المتوقع (كيف؟ هل بمساعدة الذرة الايرانية؟ لم يفصل ذلك). وكنا نتوقع من المفاوضين في تلك اللحظة أن يوقفوا الايرانيين في اماكنهم.

وسادسا، تدل الصعوبات فقط على أن الصفقة التي حيكت قبل اسبوعين ليست لم تكن "اتفاقا سيئا" بل كانت اتفاقا شديد السوء. وماذا كان سيحدث لو أن فرنسا لم تُعاند؟.

خرج وزير الخارجية الامريكي جون كيري بعد لقائه في صباح أمس مع ظريف وآشتون الى مركز جنيف ليشتري شوكولاتة سويسرية لزوجته. ومن المؤسف أنه لم يفكر في أن يشتري في تلك المناسبة ايضا ساعة للايرانيين ليُبين لهم الأجل المسمى للمحادثات.

حتى لو وُجد آخر الامر "اتفاق مرحلي" أو مجرد "تفاهمات" أو اعلان باستمرار المحادثات، فان كل ذلك يشير الى شيء واحد فقط وهو أن رئيس الوزراء نتنياهو صادق حقا، فايران تحتال على الجميع، مرة بالشتائم واخرى بالابتسامات.

ونقول بالمناسبة إن ما كان في الايام الاربعة الاخيرة في جنيف يمكن أن يكون بيقين مأساة شكسبيرية، لكن فرقة مونتي بايتون ايضا يمكنها أن تفعل هنا أمورا عجيبة.