خبر : الهندي يدعو لوقف المفاوضات وبناء إستراتيجية وطنية تجمع كل الفصائل

الإثنين 18 نوفمبر 2013 12:36 م / بتوقيت القدس +2GMT
الهندي يدعو لوقف المفاوضات وبناء إستراتيجية وطنية تجمع كل الفصائل



غزة / سما / دعا محمد الهندي، القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإعلان الانسحاب من المفاوضات التي يجريها مع الجانب الإسرائيلي.

وقال الهندي، خلال حفل نظمته حركة الجهاد الإسلامي، اليوم الاثنين بذكرى حرب السماء الزرقاء :"إن المفاوضات تشكل غطاء رسمياً للاحتلال الإسرائيلي، للاستمرار بعدوانه واعتداءاته العنصرية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني وحقوقه الوطنية".

وأضاف الهندي :" المفاوضات لا جدوى منها الآن، ولن تقدم أي شي إيجابي لصالح المشروع والقضية الفلسطينية، بل ستساهم في المزيد من التنازلات وإقامة المزيد من البؤر الاستيطانية على أراضينا المحتلة".

وتابع:" المفاوضات تشجع الاحتلال على مزيد من التهويد والاستيطان وبناء المستوطنات".

كما طالب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، ببناء إستراتيجية وطنية داخلية تشمل كل الفصائل والقوى الوطنية، بما فيهم حركتي "حماس وفتح" لمواجهة التحديات الإسرائيلية التي تعصف بالقضية والمشروع الوطني.

وقال:" يجب علينا أن نبدأ الآن بخطوات عملية لبناء إستراتيجية وطنية ومشتركة، تكون أكبر من الخلافات الداخلية لمواجهة الاحتلال ومخططاته العنصرية التي تستهدف الفلسطينيين وحقوقهم الوطنية".

فيما يلي النص الحرفي لكلمة الدكتور محمد الهندي، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

الأخوة والأخوات الكرام

نرحب بكم قادة الفصائل الوزراء والنواب الاخوة المسيحيين وقادة الرأي من اساتذة الجامعات ونشطاء النقابيين والإعلاميين والحضور الكريم كل باسمه ولقبه..

في ذكرى العدوان وعلى شرف الانطلاقة الجهادية وذكرى استشهاد المؤسس الشهيد فتحي الشقاقي نلتقي اليوم..

وكما تعلمون، فإن حركة الجهاد التي أسسها الشهيد فتحي الشقاقي وإخوانه انطلقت قبل الانطلاقة الجهادية في 6 -10-1987، والبعض يعتقد أن الجهاد بدأت كمجموعة عسكرية. نود أن نوضح اليوم أن المؤسس رحمه الله حاول أن يقرأ الواقع الذي تعيشه فلسطين والمنطقة وأن يحدد المشكلات وأن يمتلك الرؤية ويقدم الإجابات، خاصةً فيما يتعلق بموقع فلسطين في المشروع العربي الإسلامي، لأن موقعها لم يكن محددا وواضحا في المشروع الإسلامي رغم إضاءات الإمام البنا عام 48 عندما أرسل المجاهدين للقتال في فلسطين. ولأن الإسلام كعقيدة لأغلبية الشعب وكثقافة للمسيحيين مغيبا عن المشروع الوطني في ذلك الوقت.

حاول الشهيد الشقاقي أن يمتلك رؤية ويقدم إجابات مستلهما النص القرآني النبوي قارئا لتاريخ المنطقة فاهماً للواقع السياسي الذي تعيشه الأمة.

فكانت حركة الجهاد الإسلامي كفكرة ترجمت إلى انطلاقة جهادية في 6-10-87.

اليوم هناك إشكالات مختلفة تداهم الوضع الفلسطيني والمشرق كله .. خرائط جديدة للمنطقة تُرسم، وتطاحن طويل ومرير قد بدأ.. وفلسطين ستبقى في القلب من هذا التطاحن .. ونحن جميعا مطالبون بامتلاك رؤية واجتراح إجابات، مستلهمين كل تجاربنا وخبراتنا.

  اليوم هناك محاولات خبيثة لمسخ فلسطين في ذاكرة أبناء الأمة وعلى الأرض ليصبح سقف المطالب الفلسطينية العربية دولة في حدود الـ67 مع استعداد لتبادل الأرض.

 وفي ظل هذا الانهيار يحق لنتنياهو أن يحتج أمام كيري على أغنية لفلسطيني أو على مدرِّسة تعلِّم في روضة أطفال، ويعتبر ذلك تهديدا للمسيرة السلمية.

نحن عندما نطالب بوقف المفاوضات، ليس مناكفة حزبية أو تحريضا على المفاوض، بل شعورا بالمسؤولية الوطنية، لأن كل يوم يمر في ظل التفاوض يعني انتقال مزيد من أرضنا إلى أيدي العدو ليبني عليها مستوطنات جديدة.

وعندما نستنكر لماذا الاستمرار تسعة شهور في التفاوض مهما حدث على الأرض، فهذا يشجع العدو على مزيد من التهويد والاستيطان ويحملنا مسؤولية القبول بكل هذه المصائب على الأقل لمدة تسعة شهور.

ما جدوى المفاوضات إذا كان كبير المفاوضين يستقيل؟ فلم يعد أحد من الفلسطينيين مقتنعا بجدوى الاستمرار في هذه المفاوضات واللقاءات العبثية.

ونحن عندما نؤكد على ضرورة  البدء في بناء البيت الفلسطيني وبناء استراتيجية وطنية مشتركة ينبري البعض ليشكك في الدوافع أو يدعي أن المصالحة مؤجلة لأنها من اختصاص الراعي المصري.

نحن لا نتحدث عن مصالحة بين فتح وحماس والتي ترعاها مصر باتفاق الأطراف.. بل نتحدث عن بناء إستراتيجية وطنية أكبر من كل الخلافات الداخلية، لأن عدونا التاريخي عدونا المركزي وعدو أمتنا وشعبنا، يلتهم أرضنا وقدسنا ويشوه تاريخنا وثقافتنا.. وفي ظل هذه المفاوضات العبثية يريد البعض أن يحوله إلى صديق وحليف ونصير وظهير في عداوات حروب داحس والغبراء الداخلية فلسطينية أو عربية وإسلامية، فيما هذا العدو يذكرنا كل ساعة بحقده وجبروته وطغيانه، ولأنه لا يستثني أحدا من عداوته، حتى شركاءه في المفاوضات وشركاءه في جائزة نوبل للسلام، ويكفينا درس الشهيد الرئيس عرفات الذي قتلوه مسموما.

ونقول للغرب المنافق المسؤول عن مآسي شعبنا والذي يحضر اليوم عبر الرئيس الفرنسي أولاند ليؤكد دعمه وصداقته لإسرائيل إننا لا نثق بهم ولا نرحب بقدومهم، ونحيي شباب شعبنا في الضفة خاصة في جامعة بير زيت الذين نغصوا عليه هذه الزيارة.

الأخوة والأخوات ..

نؤكد اليوم أن هناك أفقا جديدا لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وتحديدا أولويات المشروع الوطني بعيدا عن أي ضغوط خارجية، ورغم احتقان العلاقات الداخلية، فإن هناك فرصا أفضل بعد هذه التجارب المريرة لتحويل الخلاف إلى انطلاقة جديدة وتجاوز الأزمات العابرة.

فهذا وقت المصالحات وليس وقت تصفية الحسابات.

إسرائيل لا تقيم وزنا للضعفاء المنقسمين المنشغلين في أوهامهم، حتى عن قدسهم وأقصاهم الذي يستباح كل يوم، لا تقيم وزنا للاحتجاجات الفارغة والاستقالات الفارغة ولا تقدم شيئا مجانا.

نذكر الجميع بأننا شعب حي نهض ليقاتل هذا العدو الذي أقام كيانه فوق أرضنا بالمجازر ويستمر اليوم بالمجازر أيضا والخداع.

وكلما أوغل في جرائمه نصبح أكثر تصميما على مواجهته حتى نطردهم من أرضنا وعقولنا، ونحقق وعد الله بالنصر والتمكين.

تحية إلى شعبنا في الداخل والشتات، تحية إلى أسرانا المرابطين في سجون الاحتلال وخاصة المرضى بحالات خطرة ثائر حلاحلة ومعتصم رداد، نسيم خطاب ومراد أبو معيلق ويسري الهمص، المصابين بأمراض خطيرة وينتظرون الموت!

تحية لكم .. وفي ذكرى الشهادة نؤكد استمرارنا على درب الشهداء العظام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته