خبر : يديعوت:فرنسا تشكل بديل بوتيكس وروسيا دولة فارغة ومن المبكر تأبين أمريكا

الإثنين 18 نوفمبر 2013 10:33 ص / بتوقيت القدس +2GMT
يديعوت:فرنسا تشكل بديل بوتيكس وروسيا دولة فارغة ومن المبكر تأبين أمريكا



القدس المحتلة / سما / تحت عنوان "لا تأبنوا امريكا" تناول المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت احرونوت"، رون بن يشاي، في مقال نشرته الصحيفة في موقعها على الشبكة، اليوم الاثنين، تناول ما وصفه بمحاولات فرنسا وتقدم روسيا ملء الفراغ الذي تركه تراجع وانسحاب امريكا في العديد من قضايا المنطقة والعالم والذي برز بشكل خاص في القضيتين السورية والايرانية.

بن يشاي، اشار الى مسارعة الرئيس الفرنسي لزيارة اسرائيل، بعد الموقف المتشدد الذي ابداه وفد بلاده في مفاوضات جنيف حول الملف النووي الايراني، مقابل الموقف الامريكي المعتدل الذي اثار حفيظة الحلفاء في المنطقة وبشكل خاص اسرائيل ودول الخليج.

هولاند الذي ارسل جيشه لانقاذ نظام مالي المنهار حذا حذو ساركوزي الذي امسك بزمام المبادرة، عندما ترددت الولايات المتحدة، وقاد الحملة العسكرية ضد ليبيا- معمر القذافي عام 2011 ،والتي حصدت فرنسا مقابلها صفقات نفطية وتجارية دسمة. بالمقابل ستقطف فرنسا ثمار موقفها في مالي بتعزبز تجارتها في شمال افريقيا وتقبض ثمن موقفها في الملف الايراني بصفقات اسلحة كبيرة مع السعودية ودول الخليج، حيث تتبلور صفقة قطع عسكرية بحرية مع السعودية بقيمة مليارد دولار وصفقة صواريخ مع الامارات بملايين الدولارات.

صحيح ان نجاح سياسة هولاند في الشرق الاوسط يتقاس بمقاييس اقتصادية اساسا لكن فرنسا مثل روسيا تلحظ، وفق بن يشاي، التاكل الخطير الحاصل في مكانة امريكا في المنطقة وترى فرصة سانحة، على الأقل بين الدول "السنية" واسرائيل. فرنسا تعرض نفسها ك"بديل بوتيكس" تنتهج خطا معينا وتأمل في تأسيس مكانتها كعامل مهم ومؤثر في المنطقة. وهولاند يدرك ايضا ان المواطن الفرنسي لا يحتاج الى المعيشة فقط، بل تنقصه العظمة التي كانت تتتمتع بها بلاده وتلاشت منذ ايام شارل ديغول.

في الجانب الاسرائيلي وخاصة بين المحيطين برئيس الحكومة، هناك من يرى محاولات روسيا وفرنسا لقضم مكانة الولايات المتحدة وتأثيرها في المنطقة ويفركون ايديهم بسعادة، هؤلاء هم بشكل خاص من يتمنون فشل المفاوضات التي بادر اليها كيري، وهم يتجاهلون، كما يقول المحلل في "يديعوت احرونوت"، نتائج التاكل الحقيقي لمكانة امريكا وتأثيرها في المنطقة، حيث تشكل أحد المركبات الأكثر اهمية في الردع الاستراتيجي والعملي لاسرائيل، وتعتبر حاليا الجدار الوحيد في وجه موجة نزع الشرعية عن اسرائيل، الذي يجتاح العالم والذي لا تقل اخطاره عن خطر السلاح النووي الايراني.

بن يشاي "يطمئن"، انه بالرغم من خطوات فرنسا وروسيا ورغم تقليص ميزانية الدفاع وهزائم العراق وافغانستان والتعب الذي يبديه الجمهور الامريكي، فان الولايات المتحدة ما زالت القوة العظمى العسكرية الأقوى في العالم وكذلك الاقتصاد الامريكي، رغم صعوبة انتعاشه، ما زال الاقتصاد المنتج والمتجدد دون منافس تقريبا في العالم.

ما ينقص امريكا في عهد اوباما، وفق بن يشاي، هو تحديد الاهداف السياسية القريبة والبعيدة التي يجب ويمكن انجازها في  الشرق الاوسط في ظل الهزة الراهنة. وما يعيب ادارة اوباما هو التهالك على التوصل الى تسويات حول القضايا المتفجرة في المنطقةـ لازاحة المنطقة ولاعبيها الرئيسيين عن جدول الاعمال الامريكي والتفرغ لترميم الاقتصاد الامريكي.
 
روسيا وفرنسا تريان ذلك وتحاولان الحصول على موطئ قدم في المنطقة، ولكن روسيا دولة "فارغة"، حسب بن يشاي، لا يوجد لديها ما تبيعه سوى الاسلحة والمفاعلات النووية ولا يوجد لديها ما تعرضه على مصر، سوى انواع اسلحة هي ليست بحاجة اليها، ناهيك عن انها لا تملك المال اللازم لشرائها، كما ان السعودية ودول الخليج لن تتطوع بالدفع لروسيا، اذ يكفيهم ما يعطوه من اموال للسيسي لتوفير الغذاء والنفط. كما ان  دول "المحورالسني" في المنطقة لن تنسى وقوفها الى جانب المحور "الشيعي" بقيادة ايران ولذلك ورغم خيبة الامل من امريكا فان روسيا ليست هي البديل حتى بالنسبة الى مصر الجائعة، كما بقول بن يشاي.

العرب واسرائيل ققد يستعملوا روسيا وفرنسا ورقة مساومة امام واشنطن في القضايا المختلف عليها، ولكن ليس اكثر من ذلك، وحتى فرنسا الحليفة قد تأخذ بعض الامتيازات الاقتصادية والسياسية التي تسعى اليها ولكن ليس اكثر من ذلك. هذا ما سيكون طالما بقيت الولايات المتحدة والعقوبات التي فرضتها هي الكابح الحقيقي في وجه تحول ايران الى دولة نووية.
 
ويختم بن يشاي تحليله بالقول، انه اذا ما تمكنت الولايات المتحدة، مقابل تخفيف العقوبات، ارجاع المشروع النووي الايراني سنتين الى الخلف وتجميده وفرض رقابة دولية تضمن عدم تطوير ايران لرؤوس نووية، فانها  ستثبت مكانتها في المنطقة. بالمقابل فان اتفاقا بصيغة ميونيخ سيؤدي لزعزعة مكانة امريكا كدولة عظمى رائدة ويضع اسرائيل امام مشكلة مزدوجة، حيث يتوجب عليها، اولا، اتخاذ قرار بخصوص تنفيذ الخيار العسكري وتوقيته، وثانيا، تدبر امورها في ساحة دولية لا تشكل الولايات المتحدة لاعبا مركزيا فيها.