غزة /سما / أعلن وزير الداخلية والأمن الوطني بحكومة غزة فتحي حماد أن الوزارة تُفسح في الذكرى السنوية الأولى لمعركة حجارة السجيل المجال للعملاء لتسليم أنفسهم قبل أن تصلهم الأجهزة الأمنية ويتم اعتقالهم، متعهداً بالتستر عليهم.
وقال الوزير حماد في حوار شامل أجراه "موقع الداخلية الالكتروني" في ذكرى معركة حجارة السجيل :"كانت حرب السجيل رسالة للاحتلال أن غزة عصية على الانكسار والنصر حليفها".
وشدد حماد على أن منتسبو الداخلية سيُواصلون عملهم دون كلل أو ملل حتى يعُم الأمن في ربوع الوطن.
وبيَّن أن الداخلية أحرزت إنجازات عظيمة أثناء حجارة السجيل فاستطاعت إرساء قواعد الأمن وتماسك الجبهة الداخلية ساعد في ألا يحدث أي انهيار من سرقات أو اعتداء على الممتلكات.
ولفت إلى أن الداخلية أبلت بلاءً حسناً وأضافت إلى رصيدها عملاً مميزاً عبر استقبالها وتأمينها للوفود التي زارت غزة أثناء الحرب خاصة وزراء الخارجية العرب وعلى رأسهم رئيس الوزراء المصري الدكتور هشام قنديل وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي.
وأضاف "نهضت الداخلية عقب حرب السجيل من تحت الركام بعد استهداف الاحتلال لمقراتها لتُعيد البناء والتطوير للحفاظ على الجبهة الداخلية متماسكة قوية".
وفيما يتعلق بخطة الإعمارالتي انتهجتها الداخلية عقب العدوان، ذكرَ حماد أن الوزارة تسير منذ خمس سنوات في خطة اعمار متواصلة على مستوى التصاميم الهندسية المتطورة للأبنية.
وتابع "جاءت حجارة السجيل وقُصفت بعض المقرات وواصلنا الاعمار وأنجزنا العديد من المقرات المتعلقة".
وأقَّر حماد بأن الداخلية تُواجه خلال الفترة الحالية صعوبات مادية خاصة مع اشتداد حصار غزة نتيجة تدمير الأنفاق الواصلة بين القطاع ومصر ومنع الاحتلال دخول الأسمنت عبر المعابر.
لكنه وعد بأن تواصل الداخلية بناء المقار والمواقع التي استهدفها الاحتلال خلال حرب الأيام الثمانية.
واستدرك قائلاً "نسعى إلى تطوير أجهزتها الأمنية من الناحية اللوجستية ولكن الحصار المطبق على غزة لا يسعفنا في ذلك".
وعدَّ خير دليل على نهوض الداخلية من تحت ركام حرب السجيل تأهيل مديرية التدريب التابعة لها الضباط والجنود وتخرّيجها عقب عدوان نوفمبر 2012 أفواجاً كثيرة من منتسبي الوزارة.
واستطرد قائلاً "كما خرّجت كلية الشرطة الفوج الثاني على مستوى البكالوريوس والفوج الأول من طلبة الدبلوم المتخصص".
واعتبر استحداث الداخلية قسماً جديداً في كلية الشرطة يتمثل في الحصول على درجة البكالوريوس في العلوم البحرية سابقة على مستوى فلسطين، عازياً الهدف من التخصص الجديد لتخريج ضابط خفر سواحل يحمي شواطئ قطاع غزة.
وفي هذا السياق، أشار حماد إلى أن عمل الداخلية عبر أجهزتها الأمنية في ملاحقة المتخابرين مع الاحتلال لا يتوقف، إنما يتغير أسلوب العمل من فترة لأخرى.
ومضى يقول: "ملاحقة العملاء لا تتوقف ولكن أحياناً نفسح المجال لبعض العملاء لتسليم أنفسهم والعودة لرشدهم والتوبة عما بدر منهم ونعلن عن حملة لمكافحة التخابر مع العدو".
وأوضح أن الداخلية استفادت بشكل كبير في "صراع الأدمغة" مع الاحتلال خلال الحملة الوطنية لمواجهة التخابر التي نفذتها الوزارة منتصف العام الجاري.
ونوَّه إلى أن عدد العملاء الذين سلموا أنفسهم عقب معركة "حجارة السجيل" وما كشفوه من وسائل تكنولوجية متطورة في عملية التواصل مع العدو أكبر شاهد على ذلك.
وأكد حماد أن العمل المتواصل ساعد الداخلية في الكشف عن المزيد من العملاء لم يكُن يدور أي شك حولهم لولا دقة المعلومات.
وأردف قائلاً "كما أعاننا في رصد تحركات هؤلاء العملاء ومن ثم القبض عليهم بعد توفر الأدلة الدامغة بتورطهم وسقوطهم في وحل العمالة".
ولفت إلى تمكن الداخلية من جمع المعلومات عن "مُتورطين" جرى اعتقالهم بعد اكتمال ملفاتهم، كذلك كشف العديد من أساليب العدو في عملية الاتصال بالعملاء حيث وسائل تكنولوجية من جوال واتصالات عبر الطائرات بدون طيار وغيرها من الأساليب المختلفة.
واستعرض الوزير حماد إنجازات المديرية العامة للتأهيل والإصلاح، مشيراً إلى افتتاح الداخلية مؤخراً مركزي إصلاح وتأهيل الوسطى والشمال.
وكشف النقاب عن نية الوزارة افتتاح سنفتتح مركزي إصلاح وتأهيل رفح وإصلاح وتأهيل خانيونس بعد ثلاثة أشهر وذلك لتسهيل وصول ذوي النزلاء لأبنائهم.
على صعيد آخر، قال حماد إنه "رغم قلة الإمكانيات إلا أن يقظة ونباهة أبناء الشرطة وسعيهم الدؤوب في الكشف عن الجرائم ساعدت كثيراً في الكشف عن العديد من الجرائم والتي منها قتلة الصراف من آل شراب بخانيونس".
ورأى وزير الداخلية العمل على الحد من الجرائم هو مسؤولية الجميع، مستدركاً "لذلك أعددنا الدراسات وعقدنا أكثر من 20 اجتماعاً مع الوزارات كالأوقاف وشؤون المرأة والهيئات المختصة وتم وضع خطط شاملة لمواجهة الجريمة".
وتتضمن تلك الخطط نشر الوعي وجمع المعلومات ورصد الأسباب من أجل استخلاص العبر والعظات وتطوير الذات والأدوات لمكافحة الجرائم.
الكادر البشري.
وفي ختام حديثه، أكد حماد أن الداخلية تعكف على تطوير الكادر البشري، من خلال التدريب النظري والعملي لرفع قدرات ضباطنا وجنودنا في الميدان".
واستدرك قائلاً "خرّجت الوزارة وعبر مديرية التدريب دورتين لتأهيل الضباط، كذلك خرجنا العديد من الدورات الخاصة على مستوى الأمن والحماية والأمن الداخلي والشرطة ومجموعات من القوات الخاصة في قوات التدخل وحفظ النظام والمباحث والمخدرات".
وزاد في حديثه "نسعى من خلال الدورات لمواكبة كل أساليب التدريب والتطوير والوصول لأعلى المستويات المهنية التي تحمي فئات المجتمع وتطوير القدرات العلمية خاصة الحاصلين على شهادة الماجستير عبر إلحاقهم بدورات متخصصة للارتقاء بأداء الداخلية".


