خبر : ليبرمان مرة اخرى في ذروته \ بقلم: أمنون لورد \ معاريف

الثلاثاء 05 نوفمبر 2013 07:32 م / بتوقيت القدس +2GMT



تتلخص قصة ليبرمان في الحسم المصيري: هل سيذهب الى البيت أم يستعد من جديد لاحتلال الحكم من اليمين. ادانة جارفة مع وصمة عار وكل الباقي يمكن ان يؤدي الى كل انواع التقلبات، ولكن بقدر ما يبدو الامر غريب فان الامكانية بالذات ان يواصل ليبرمان حياته السياسية هي امكانية أكثر تشويقا. كما أن هناك احتمالا غير قليل ايضا في أن يسمح قرار المحكمة بمواصلة حياته السياسية.

أحيانا يكون صعبا علينا أن نفهم او نتوقع خطوات ليبرمان إذ ثمة في البلاد جمهور كبير جدا يعيش سياسة اخرى بلغة اخرى، بالمعنى المختلف لهذه الكلمة. ويبدو مع ذلك أن ليبرمان، الذي ضعف جدا كجهة سياسية في أعقاب رفع لائحة الاتهام ضده والفشل في الانتخابات، لن يفجر الحكومة بسبب دانة تستبعده. في هذه اللحظة فانه مرة اخرى في ذروته. بمعنى انه عاد ليكون ذا صلة. لزمن طويل لم يبدو ذات صلة. هذه الايام من الانتظار عاد ليكون ذا صلة، وبالذات بعد فشل آخر في الانتخابات البلدية.

أمام ناظر ليبرمان يوجد اعتباران مركزيان: الاول الاعتبار الانتخابي السياسي. الثاني، الاعتبار الوطني – الاستراتيجي. الاعتبار الوطني – الاستراتيجي يتغلب، ناهيك عن أنه يندمج بالاعتبار السياسي. فليبرمان يعرف بان مسألة ايران – والمسألة الفلسطينية – تدخل في فترة – حافة حرجة، وذلك بسبب المفاوضات وبسبب التقدم الايراني نحو القنبلة على حد سواء. الافضل من ناحيته العودة الى دائرة اصحاب القرار. الاعتبار السياسي يقول باتجاه توثيق العلاقة مع البيت اليهودي، ربما لدرجة الحلف، في اطار الائتلاف.

سيكون مشوقا أكثر بالذات اذا ما شعر ليبرمان غدا بالجنة. "كل شيء جنة" معناه انه انطلقت رصاصة صراع الخلافة على قيادة اليمين في مدى سنتين وحتى خمس سنوات. هذه لن تكون محاولة للاطاحة بنتنياهو بل استعداد لمعارك الخلافة المستقبلية. الان سيكون احتلال المواقع وعقد التحالفات، وبعد نحو سنتين يطرح نفتالي بينيت، ليبرمان وبوغي يعلون التحدي العلني لبنيامين نتنياهو، كل واحد حسب طريقته واسلوبه.

توثيق العلاقة بين ليبرمان وبينيت معناه محاولة اولى – وربما منذ الانتخابات القادمة – لاحتلال الحكم من اليمين، على اساس انتخابي يميني فقط. حتى اليوم نجح الليكود في احتلال الحكم من اليمين عبر الوسط. هذا الربط او غيره مع محافل الوسط في الخريطة السياسية لاسرائيل. توجد مؤشرات، يبثها اساسا نفتالي بينيت، بانه في المعركة التالية على الحكم ستكون محاولة اولى لاحتلال الحكم بقوة يمينية فقط. ليبرمان سيرغب في أن يكون هناك. أمر آخر كفيل بان يكون على جدول الاعمال هو ضم شاس بمبادرة ليبرمان الى الحكومة. الائتلاف الذي فشل في القدس سيحاول بناء نفسه في الحكومة. وستصبح الحكومة يمينية اكثر ليس فقط لان ليبرمان سيعود الى حقيبة الخارجية وسينفخ في قذالة تسيبي لفني المسؤولة عن الملف الفلسطيني، بل وايضا بسبب شاس، اذا ما عادت الى الحكومة. الحكومة لن تصبح بالضرورة صقرية أكثر. فالظهور الموحد نسبيا لزعامة شاس، درعي وايلي يشاي، بعد وفاة الحاخام عوفاديا، يشير في هذا الاتجاه. المعضلة في كيفية الرد ستنتقل الى جانب يئير لبيد ولفني.