القدس المحتلة / سما /تطرقت صحيفة هآرتس في عددها الصادر اليوم إلى كيفية تعامل المنظومة الأمنية في "إسرائيل" مع العمليات التي شهدتها مناطق الضفة الغربية في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى أن المنظومة تتابع عن كثب وبحذر شديد سلسلة العمليات الأخيرة.
ووفقاً لما جاء في الصحيفة فإن المنظومة قد أعربت عن خشيتها من أن تشعل إحدى تلك العمليات المنطقة بأسرها والتي لا يمكن السيطرة عليها، لافتة إلى أن تلك العمليات يقف وراءها أفراد ليس لهم انتماءات سياسية.
ونقلت الصحيفة عن ضابط مسئول في جيش الاحتلال كان قد شارك في قتل الفلسطيني محمد عاصي قرب منطقة بلعين قبل يومين قوله "طرأ اختلافاً في التعامل مع الأوضاع الميدانية في مختلف مناطق الضفة الغربية"، لافتاً إلى عدم وجود علاقة واضحة بين الأحداث، لكنه أبدى ملاحظته كونه يعمل في الميدان عن وجود ما أسماه بنموذج أو نمط مشترك في تلم العمليات التي قال إنه يمكن تصنيفها على أن عمليات لتغيير الأجواء.
وفسر الضابط أقواله بأن كل عملية يقوم بها فلسطيني تحظى بتغطية إعلامية واسعة النطاق والتي من شأنها أن تشجع الآخرين على تنفيذ عمليات مشابهة ضد الجنود الإسرائيليين أو حتى داخل المستوطنات، مشيراً إلى أن الفدائيين الفلسطينيين يدركون تماماً أن أي عملية مستقلة يجعل من الصعب على الجيش أو الشاباك العثور عليه قبل أن يقوم بالعملية.
وتشير الصحيفة إلى أن سلسلة العمليات التي جرت مؤخراً لم تجر الكثيرين للتصادم في الشوارع كما كان عليه الحال في المراحل الأولى من الانتفاضيتين، لكنها تكفي أنها تزيد من الرغبة لدى الشبان الفلسطينيين، مشيرة إلى أنه وإضافة إلى ذلك فإن ضعف في ناحية معينة في سيطرة أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في مدن الضفة الغربية يبرز بشكل واضح العودة لحمل السلاح بشكل علني وهو ما يخالف التعليمات لأجهزة الأمن الفلسطينية.
الاحتلال يواجه التصعيد النسبي
وتضيف الصحيفة في تقريرها عن الأوضاع في الضفة الغربية "أمام هذا التصعيد النسبي يواصل الجيش الإسرائيلي استخدام الوسائل التي بحوزته في محاولة لعودة الهدوء في الأراضي الفلسطينية، ومع ذلك فإن الجيش لم يعلن حتى اللحظة زيادة قواته، كما أنه لم يعلن عن عقاب جماعي مثل إعادة الحواجز الأمنية وتجديد الإغلاق وحظر التجوال، وان حجم القوات في مناطق الضفة الغربية قليلاً جداً مقارنة بزمن الانتفاضتين".
وأشارت الصحيفة إلى وجود 16 كتيبة في كافة مناطق الضفة الغربية مقابل 23 كتيبة كانت متواجدة في أنحاء مختلفة من الضفة قبل أربع سنوات، فضلاً عن ذلك فإن المنظومة الأمنية تدرس تقليص آخر ربما يمس في القوات الإسرائيلي خلال العام 2014م.
ووفقاً للصحيفة فإن زيادة التوتر في مناطق الضفة جعلت جيش الاحتلال يتعامل مع عناصر المقاومة بحذر مسبق حتى لو وصل الأمر إلى تصفية مباشر بإطلاق أعيرة نارية عليه كما حدث في القضاء على الفلسطيني محمد عاصي.
العمليات والمفاوضات ودعوات لانتفاضة
وتشير الصحيفة إلى أن القلق الإسرائيلي مرتبط بشكل غير مباشر بالمفاوضات السياسية التي تجري لغاية الآن بقليل من السرية مع السلطة، مشيرة إلى أنه لو نجح عاصي وغيره في تنفيذ عمليات أدت لقتل الكثير من الإسرائيليين لأدى ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وقف المفاوضات مع الفلسطينيين، كما أدى لخلق توتر ربما يكون الأكثر بين الإدارة الأمريكية ونتنياهو لأن أوباما معني باستمرار المفاوضات.
وتطرقت الصحيفة إلى دعوة رئيس الحكومة المقالة والقيادي في حركة حماس إسماعيل هنية لانتفاضة ثالثة في مناطق الضفة الغربية، لافتة إلى أن هذه الدعوة تمثل صعوداً بارزاً في الأحداث لحماس في الأيام المقبلة، مشيرة إلى أنه إضافة إلى تلك الدعوة فإن الأحداث المتطورة في المسجد الأقصى يمكن أن تشجع على وقوع تصعيد خطير حقيقي.


